في ظل الأزمة التي أحدثها فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) في العديد من دول العالم ومن بينها دول الشرق الأوسط التي واجه بعضها أزمة في مستلزمات الوقاية من كمامات وقفازات طبية، فتح عدد من الجامعات المصرية خطوط إنتاج لصنع هذه المستلزمات، وكان من بينها جامعة المنصورة، التي أجرى مصراوي زيارة لخط إنتاجها، اطلع فيها على تفاصيل هذه المشاركة المجتمعية والتكاتف الذي يشهده المجتمع المصري في مواجهة هذا الوباء. المهندسة نشوى عبدالحميد رئيس قسم التفصيل في مدينة جيهان للطالبات، قالت لمصراوي إن مدير الإدارة العامة للخدمات الطبية في الجامعة ومدير مستشفى الطلبة الدكتور خالد مهدي اجتمع قبل فترة مع محمد أبوالنصر مدير عام المدن الجامعية، وعرض عليه فكرة المشروع، وبدوره عرضها عليهم داخل قسم التفصيل، حيث بدأ الأمر بتجربة تشغيلية لقياس إمكانية تطبيقها. أضافت عبدالحميد: "اشتغلنا ب8 ماكينات و8 فنيين و4 مشرفين وقدرنا خلال 5 ساعات نعمل أكثر من 400 كمامة طبية، وبعد تفصيلها جرى إرسالها إلى مدير إدارة الخدمات الطبية الذي انبهر بالأداء، وتم تعقيم تلك الكمامات وعرضها على رئيس الجامعة الدكتور أشرف عبدالباسط، الذي أشاد بالتجربة وطلب تعميمها". بعد نجاح التجربة جرى تطبيقها داخل الجامعة بخط إنتاج كامل للكمامات محلية الصنع، والأطقم الطبية التي تستخدم في العزل، وكذلك إنتاج كافة الملابس التي تحتاجها الجامعة داخل مراكزها الطبية. تعقيم وتجهيز للاستخدام بعد علميات التصنيع من الأقمشة المستخدمة طبيًا تدخل الكمامات المصنعة مرحلة التعقيم والتجهيز، بحيث توضع 12 قطعة كمامة داخل جهاز الأوتوكلاف الخاص بالتعقيم في درجة حرارة 150 درجة ولمدة 40 دقيقة، داخل الإدارة الطبية، لإعدادها للاستخدام. قال الدكتور خالد المهدي عن القماش المصنوع في الكمامات: "خامة الكمامات دي قماش مصنوع من الورق وبيتباع بالكيلو"، وأضاف: "الفيروس لا يمكنه اختراق تلك الكمامات التي تمكنا من صنعها بمواد بسيطة وأصبحت مطابقة للمواصفات العالمية". الخط بقى خطوط من جانبه، أوضح رئيس الجامعة الدكتور أشرف عبدالباسط أن الجامعة بدأت بعد نجاح تجربة الكمامات في توسيع الإنتاج بإدخال صناعة الماسكات والبدل الخاصة بمكافحة العدوى، وبدل العمليات "الجاونات"، وأغطية الراس "أوفر هيد"، وذلك انطلاقًا من الدور الرائد لجامعة المنصورة في دعم التدابير الوقائية لمواجهة انتشار فيروس كورونا المستجد، وتأمين وحماية أفراد المنظومة الطبية وطاقم الأطباء والتمريض وجميع العاملين بالمستشفيات الجامعية واتباع أعلى معايير الجودة والتعقيم. وقال الدكتور أحمد الرفاعي، مدير مستشفي الأطفال الجامعي، إن الإنتاج يتسم بالدقة المتبعة في التعقيم والتغليف للحصول على مستلزمات وقائية متميزة للأطقم الطبية، مضيفًا أن ذلك يتم عن طريق وحدة التفصيل بالمستشفى التي تضم عددًا من الفنيين المهرة لإنتاج الكمامات الطبية والبدل الخاصة بمكافحة العدوى وبدل العمليات، حيث تمر بعد مرحلة التصنيع بمرحلة التعقيم ثم التغليف.
