يتوقع خبراء السياحة المصرية، انتعاش القطاع من جديد عقب قرار عودة الطيران البريطاني لشرم الشيخ، وتشير كل التوقعات إلى تخطي السياح البريطانيين في مصر خلال 2020 المليون سائح، ليكون نصيب شرم الشيخ وحدها أكثر من 600 ألف سائح. وأعلن هشام الشاعر، عضو مجلس إدارة غرفة الفنادق، ورئيس شعبة الفنادق العائمة، استعداد الفنادق المصرية لاستقبال جميع الرحلات المتوقعة خلال الموسم الجاري، خاصة الرحلات البريطانية، موضحا أن مصر لن تتوقف على السياح الإنجليز فقط، بل تستقبل جميع السائحين من مختلف دول العالم. ودعا الشاعر في تصريحات لمصراوي، الفنادق إلى تنفيذ التعليمات الجديدة بخصوص معايير تصنيف الفنادق، كونها ترفع قيمة السياحة والمنتج السياحي والقطاع الفندقي المصري، متابعا: "نسير لمواكبة التطورات الحديثة والمواصفات العالمية الموضوعة من قبل الدولة". وأوضح أن السائح البريطاني يتميز بأنه عالي الإنفاق ويحب السياحة الشاطئية عموما، ويذهبون بأعداد كبيرة في شرم الشيخ والغردقة، متابعا: الحسنة الوحيدة الموجودة من قرار عودة الإنجليز لمصر، يتمثل في أن هناك دولا أخرى تتبعهم في العدول عن القرار باستئناف رحلاتهم لمصر، ونأمل أيضا في عودة الرحلات الروسية. ويتوقع الشاعر، وصول أعداد السياح البريطانيين لمصر خلال الموسم الشتوي الحالي نحو 700 ألف سائح، وليس مليون كما روج البعض، لكن الحديث عن الرقم مليون يحدث من الموسم القادم 2020 وسيتخطى عددهم هذا الرقم أيضا كون هناك دولا أخرى تتبع بريطانيا في القرار. وأعلنت وزارة الطيران المدني، استقبال مطار شرم الشيخ الدولي، أولى الرحلات الإنجليزية خلال شهر ديسمبر المقبل، على أن تبدأ إحدى شركات الطيران البريطانية تشغيل أولى رحلاتها من لندن وعلى متنها 168 راكبًا، ويستمر التشغيل بواقع رحلة واحدة أسبوعيًا حتى شهر مارس المقبل 2020 تزامنًا مع زيادة حركة السياحة في المدينة خلال الموسم الشتوي. وقال يسري عبد الوهاب، نائب رئيس مجلس إدارة والعضو المنتدب لشركة النيل للطيران، إن الفنادق المصرية تستوعب أي أعداد وافدة لمصر، في إطار الطاقة الفندقية المتعارف عليها، موضحا أن قطاعي السياحة والطيران، سينتعشا بعودة الرحلات البريطانية، مناشد المسئولين بوضع تسهيلات أكبر أمام الشركات البريطانية والمصرية. وأوضح عبدالوهاب، لمصراوي، أنه رغم الحظر الذي كان موجودا على شرم الشيخ، إلا أن السائح الإنجليزي كان يأتي لشرم الشيخ عن طريق دول أخرى في مدن الأقصر وأسوان وشرم الشيخ والغردقة، متوقعا أن تشهد مصر العام المقبل موسمًا سياحيًا قويًا. وقال عبدالوهاب، إن الحركة السياحية المتوقعة تؤدي إلى تعويض خسائر القطاع السياحي التي كانت ناجمة عن توقف السياحة البريطانية، مؤكدا أن عودتها تعتبر إضافة كبيرة للقطاع، كما أن السائح الإنجليزي سيبحث عن شركات أخرى بديلة عن "توماس كوك" التي أفلست مؤخرا، للمجئ إلى مصر. وأكد أن السياحة البريطانية جيدة للسوق المصري والسائح الانجليزي يحب شواطئ البحر الأحمر "شرم الشيخ والغردقة ومرسى علم" والأنشطة البحرية ما يدفعنا إلى ضرورة التطور وتقديم عروض لهم لجذب عدد أكبر منهم، مشيرا إلى أن قرب المسافات بيننا وبينهم يساعد على زيادة أعدادهم في وقت قريب. ودعا المسئولين عن السياحة والطيران، بتسويق مصر بشكل جيد، عن طريق تقديم تسهيلات وتكثيف الدعاية في السوق الإنجليزي حيث إنهم يقبلون عليها من خلال الوسائل المختلفة سواء "مباشرة أو غير مباشرة" حسب طبيعة الإنجليز، بالإضافة إلى ضرورة التسويق لسياحة الجبال والسفاري والتنوع في المنتج السياحي والنظر إلى مستويات هؤلاء السياح، ووسنجد السائح الانجلزي يملئ جميع المناطق السياحية في مصر. وكانت السوق البريطانية تحتل المركز الثاني في أعداد السائحين الوافدين إلى مصر خلال الأعوام الماضية وبالتحديد في ال9 سنوات الماضية، وحققت إقبالا نحو 1.5 مليون سائح فى عام الذروة 2010، إلا أن أعدادهم تراجع إلى مليون و34 ألف سائح فى 2011 تأثرا بأحداث ثورة يناير، بنسبة تراجع 29%، وبعد أن استقرت معدلات السائحين البريطانيين لمصر خلال 2012، بلغت حوالى مليون و12 ألف سائح، بتراجع طفيف 2% فقط عن عام 2011. وفي عام 2013، عادت للانخفاض بقوة وسجلت 955 ألف سائح، بنسبة تراجع 6%، كما شهدت تراجعا جديدا في 2014 بنسبة 5%، حيث سجلت 906 آلاف سائح، وخلال عام 2015 سجل عدد السياح البريطانيين 864 ألفا و480 سائحا، بينما شهد عام 2016 انحسار السياحة نتيجة القرار البريطاني والروسي بحظر الطيران عن شرم الشيخ حيث بلغت السياحة من كل دول العالم لمصر 5,3 مليون سائح، بنسبة انخفاض قدرها 40% عن 2015، بلغ البريطانيين منهم حوالى 200 ألف سائح. يذكر أن السفارة البريطانية في مصر، أعلنت الأسبوع الماضي، أن الحكومة البريطانية "لم تعد تنصح بعدم السفر إلى منتجع شرم الشيخ".
