هدّد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان باستئناف الهجوم الذي تشنّه على شمال سوريا "بقوة أكبر" في حال لم تفِ واشنطن بوعودها ولم يواصل الأكراد انسحابهم. وقال أردوغان في كلمة قُبيل توجّهه إلى روسيا، الثلاثاء: "إذا لم يُوفَ بالتعهدات فسوف نتابع عملية نبع السلام من النقطة التي توقفت عندها وبقوة أكبر". وأضاف "المُهلة التي منحناها للتنظيمات الإرهابية شارفت على الانتهاء وإن لم تنسحب فسنستأنف عملية نبع السلام"، وذلك في إشارة إلى الأكراد الذين تتهمهم أنقرة بدعم الإرهاب. وأكّد أردوغان أن "تركياوروسيا يعملان على وحدة الأراضي السورية ولن نسمح بإنشاء ممر إرهابي على حدودنا الجنوبية"، حسبما أوردت قناة "تي آر تي" التركية. وأشار إلى أنه تم السيطرة على 2200 كيلومتر مربع من المناطق التي يسيطر عليها الأكراد منذ بدء العدوان التركي. ومن المُقرر أن يتوّجه أردوغان إلى مدينة سوتشي الروسية اليوم الثلاثاء في زيارة يلتقي خلالها الرئيس فلاديمير بوتين. ويُنتظر أن يبحث الرئيسان آخر التطورات في سوريا، وبشكل خاص العدوان التركي على شمال سوريا. وذكر الكرملين في بيان أن محادثات بوتين وأردوغان ستركز على "إعادة الوضع لطبيعته" في شمال شرقي سوريا. يتزامن ذلك مع انتهاء سريان وقف إطلاق النار في شمال سوريا ومدته 120 ساعة، مساء اليوم الثلاثاء. كان العدوان التركي بدأ في وقت سابق من الشهر الجاري بالقرب من حدود البلاد تحت اسم "عملية نبع السلام"، ويستهدف المناطق التي يسيطر عليها الأكراد، الذين تتهمهم تركيا بدعم الإرهاب. وتسعى الجماعات الكردية إلى إقامة دولة ذاتية الحكم تحت اسم كردستان في مناطق بسورياوتركيا والعراق. وأقامت روسياوتركيا ، اللتان تدعمان أطرافا متباينة في الحرب الأهلية السورية ، تحالفًا دقيقًا في العام الماضي أثناء دعمهما للمناطق المدنية الآمنة، كما اشترت تركيا من روسيا نظاما صاروخيا مضادا للطائرات، وهو منظومة (إس- 400) ، مما أثار غضب الدول الأعضاء في الناتو . وعارضت روسيا، وهي أقوى مؤيد عسكري للحكومة السورية، العمليات في ما تعتبره أراض سورية ذات السيادة. وقال وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو، قبل يوم من اجتماع بوتين وأردوغان إن التوغل التركي مكّن الإرهابيين من الهرب من الاحتجاز، مما أثار مخاوف من إمكانية عودة هؤلاء المتشددين إلى بلدانهم، بما في ذلك روسيا.