تعاني أسواق الأسماك المملحة في العديد من المحافظات من الكساد عقب حالات التسمم المتتابعة التي شهدتها مدن في الإسكندرية والبحيرة وكفر الشيخ، إلا أن بعض الأسواق في محافظات أخرى لم تتأثر بانتشار أنباء التسمم وتحذيرات وزارة الصحة، كما حدث في محافظة الغربية. "مصراوي"، بحث عن السبب وراء عدم تأثر أسواق الأسماك المملحة في الغربية، وكانت له جولة داخل الأسواق بين التجار والزبائن. سوق الفسيخ خلف مسجد السيد البدوي بمدينة طنطا بمحافظة الغربية، لم يتأثر بحالات التسمم التي نتجت الفترة الماضية عن تناول الفسيخ، فقد شهد زحامًا شديدًا من قبل المواطنين لشراء وجبة الفسيخ. محمد علي، تاجر بسوق الفسيخ، أكد أن السوق شهد انتعاشًا كالمعتاد، خاصة مع اقتراب احتفال مولد السيد البدوي، حيث يقبل زوار المسجد على شراء وجبة الفسيخ. وأشار إلى أن حالات التسمم تنتج عن وجود بعض التجار من معدومي الضمير الذين يقوموا بشراء الأسماك البوري النافقة ويقومون بتخليلها ما يتسبب في نمو بكتيريا سامة تسبب التسمم. مصطفي السباعي، أحد تجار الفسيخ، أكد أن هناك رقابة صارمة من مديريتي التموين والصحة على السوق بأكمله، خاصة الفترة الحالية، ولم يتم ضبط أي أسماك فاسدة داخل السوق، مضيفًا أن الفسيخ التالف يتغير لونه ويميل للون الأخضر ورائحته تكون نفاذة أكثر من رائحة الفسيخ العادي وأيضًا ملمسه يكون طري جدًا ولحمه مهترئ. وأشار "السباعي" إلى أن أسعار الفسيخ تأثرت بأخبار التسمم، حيث كانت أسعار الفسيخ تتراوح من 80 إلى 120 جنيه، ولكن أصبحت الآن تتراوح من 70 إلى 100 جنيه حسب حجم الفسيخ. وقال محمد عبد الوهاب، من أهالي مدينة طنطا، إنه اعتاد وأسرته على تناول الفسيخ مرة كل أسبوع، وأنه يثق في أحد محلات سوق الفسيخ، لذا يقبل على الشراء منه دون خوف. وأشارت أسماء الزيات، ربة منزل، إلى أنها تقوم بشراء الفسيخ دائمًا ولا تعاني من آثار سلبية لتاوله لأنها تقبل على الشراء من مصدر موثوق تضمن معه عدم وجود أسماك فاسدة. الجدير بالذكر أن مستشفى المنشاوي العام، التابع لمديرية الصحة بالغربية، استقبل 4 حالات على مدار الأيام الماضية، مصابين بتسمم نتيجة تناول وجبة فسيخ. وأشارت مصادر داخل المستشفى إلى أن جميع الحالات تم إعطاؤها الأمصال المخصصة لذلك، وثمن الجرعة 74 ألف و500 جنيه، والمريض يحتاج ما بين جرعة إلى 3 جرعات، والدولة توفر الأمصال لعلاج هذا النوع من التسمم رغم ارتفاع ثمنه. وفي بيان رسمي، حذر المستشفى من تناول الفسيخ خلال هذه الفترة حتي لو من مصدر موثوق منه لما يمثله من خطورة علي حياة المواطنين ويشكل عبء على الموازنة العامة للدولة.
