للمساجد حرمة عظيمة وقدسية كبري في الإسلام، فهي بيوت الله في الأرض، لا يجوز رفع الصوت أو تخطي الصفوف داخلها، فما بالك بمن يدخلها قاصدًا سرقة المصلين، كما حدث داخل مسجد سيدي بشر الشيخ شرقي مدينة الإسكندرية. البداية في مصلى السيدات البداية كانت عندما قصدت "الحاجة هدى" مصلى السيدات في مسجد سيدي بشر الشيخ شرقي الإسكندرية، لأداء صلاة المغرب خلال حضورها عقد قران نجل شقيقها، ولم تتوقع السيدة المسنة أن حقيبتها التي وضعتها بجوارها على المقعد أثناء الصلاة وبداخلها "400 جنيه وقرط ذهبي وهاتف محمول وأوراق شخصية" سُرقت فظلت تبحث عنها في كافة أرجاء المسجد دون جدوى. كاميرات المراقبة كشفت المستور "أنا عرفت إن المسجد فيه كاميرات مراقبة".. كلمات قالها زوج "الحاجة هدى" قبل أن يتوجها معًا في اليوم التالي إلى مسجد سيدي بشر بشارع خالد بن الوليد، لتفريغ كاميرات المراقبة في مصلى السيدات وهناك كانت المفاجأة. أظهرت كاميرات المراقبة بالمسجد الواقعة تفصيليًا، بدءًا بوقوف فتاتين خلف المصليات بحثًا عن ضحية لسرقتها، وحتى لحظة دخول الحاجة هدي لتؤدي الصلاة جلوسًا على مقعد في نهاية المسجد، وظلت إحداهما تراقب الباب، فيما استغلت الأخرى لحظة السجود في سرقة الحقيبة والهرب سريعًا. موجة غضب على مواقع التواصل ما رصدته كاميرات المراقبة، جرى تداوله كمقطع فيديو على نطاق واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ما تسبب في موجة من الغضب بين مواطني الإسكندرية. ولاقى الفيديو ردود فعل متباينة من مستخدمي موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، حيث تساءل "نصر النجار" عن جرأة الفتاتين في ارتكاب واقعة سرقة داخل مسجد وانتهاك حرمته. بينما اعتبر آخر يدعى "سيد باهي" نشر مقطع الفيديو للواقعة انتقاما من الله وافتضاحا لأمر الفتاتين، قائلا "ذنب الست الغلبانة دي إيه اللي مش هتلاقي حتى ثمن المواصلات تروح بها؟". فيما انتقدت "إيمان عبدالعزيز" بعض التعليقات التي تدعو لوقف تداول فيديو لعدم فضح الفتاتين، قائلة "نستر على حرامية إزاي يعنى.. دول بيسرقوا وانتهكوا حرمة المسجد". ماجي سمير: لم أقصد التشهير وردا على الانتقادات، قالت ماجي سمير، أول من نشرت مقطع الفيديو لواقعة السرقة على "فيسبوك"، إنها لم تهدف للتشهير بالفتاتين مرتكبتي الواقعة بل كانت تهدف لتوعية وتنبيه المواطنين. وأوضحت أنها حصلت على الفيديو من أحد العاملين في مسجد سيدي بشر، قائلة "أنا مش متخيلة اللي حصل من البنتين.. داخل المسجد وبيسرقوا". القبض على الجناة خلال 48 ساعة وأمام المقدم عبد الحميد السكران، رئيس مباحث قسم شرطة المنتزه أول، حررت المجني عليها "هدى.ص"، ربة منزل، مقيمة بدائرة قسم شرطة ثان العامرية، محضرًا بالواقعة حمل رقم 719 / 7358 جنح المنتزه أول لسنة 2019. ووجه اللواء محمد الشريف، مساعد الوزير، مدير أمن الإسكندرية، بتشكيل فريق بحث تحت إشراف اللواء شريف ذكي، مدير إدارة البحث الجنائي، لكشف غموض الواقعة وضبط الجناة. خلال أقل من 48 ساعة، توصلت جهود فريق البحث إلى تحديد هوية الفتاتين وهما "د.أ" 21 عامًا، تعمل "كاشير" في أحد المحال التجارية، مقيمة في شارع 45 بمنطقة العصافرة، و"ه.ر"، 23 سنة، بدون عمل، مقيمة بشارع خالد بن الوليد، وجرى ضبطهما، إلا أنهما أنكرتا في التحقيقات ارتكاب الواقعة. طابور عرض جرى تشكيل "طابور عرض" للمتهمات على المجني عليها "هدى.ص"، وتعرفت خلاله على الفتاتين بين الآخرين، واتهمتهما بسرقة حقيبة يدها أثناء آداء الصلاة في مسجد سيدي بشر. قرار النيابة العامة تبين من تحقيقات نيابة المنتزه أول، أن المتهمتين باعتا القرط الذهبي "حلق" الخاص بالمجني عليها في محل مجوهرات، بدائرة القسم، إلا أنه تبين حسن النية "الجواهرجي" وشراء القرط بسعره الأصلي، وأخلي سبيله، وأعاد القرط مرة أخرى. بعد تحرير المحضر اللازم بالواقعة في قسم شرطة أول المنتزه، أمرت نيابة المنتزه في الإسكندرية، اليوم الاثنين، بحبس الفتاتين 4 أيام على ذمه التحقيقات، بتهمة السرقة.
