أيام قليلة تفصل صعيد مصر، عن "منتدى الشباب الأفريقي" بمدينة أسوان الساحرة، أقصى جنوب صعيد مصر، بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسي، ومع قدوم هذه الفعالية المهمة تتعلق آمال أهالي الصعيد بمبادرة رئاسية جديدة للقضاء علي الخصومات الثأرية التي ما زال يعاني منها صعيد مصر يوما بعد يوم بسقوط العديد من الضحايا والأبرياء بالنيران الغاشمة. وقال اللواء نظامي الشريف، أمين عام نقابة الأشراف بقنا، إن الرئيس السيسي يحظى بشعبية كبيرة بين قبائل وعائلات صعيد مصر، وحيال إطلاقه لمثل هذه المبادرة للقضاء علي الخصومات الثأرية بمحافظات الصعيد عن طريق المصالحات الممنهجة وإنهاء الخصومات بجميع قرى ومراكز الصعيد؛ ستسجيب العائلات كافة للصلح؛ لأنها قد ارهقت مما ألحقه بها الثأر من خراب من أطفال أيتام و نساء ثكالى وأرامل. وأشار يوسف رجب، الباحث الاجتماعي المهتم بشؤون الصعيد، إلى أن جميع المبادرات الرئاسية- خلال الفترة الأخيرة- قد أثبتت جدارة منقطعة النظير بفترة وجيزة في تحقيق أهدافها؛ قائلًا: "من هنا تتعلق آمال جميع أهالي الصعيد للقضاء على أخطر ظاهرة تهدد أمن واستقرار المجتمع الجنوبي، خاصة علي مستوى القرى؛ التي ما زال الثأر يعبث ويترعرع فيها دون تدخل جراحي حاسم على مدار حقب نظام الرئيس مبارك المتعاقبة". وأكد العمدة مبارك الجبلاوي، أحد رموز قبيلة العرب بالصعيد، أن الأجهزة الأمنية كانت وما زالت تبذل كل غالي ونفيس لاحتواء الخصومات الثأرية؛ لكن الحلول الأمنية وحدها لا تكفي كون الثأر من الموروثات الثقافية التي تحتاج لتدخل شامل من الدولة لتغيير القناعات. وذكر المهندس محمد حسن العجل، أحد رموز الصعيد، أن لجان المصالحات الحالية التابعة لمديريات الأوقاف في الصعيد أثبتت إخفاقها، وعدم قدرتها على احتواء أزمات الثأر بعد الحوادث المؤسفة على مدار العام الماضي؛ مضيفًا: "من العجيب بقنا مثلا أن يقع 16 قتيلاً خلال 10 سنوات بسبب كارت شحن لهاتف محمول دون صلح جاد !". يشار إلى أن ملتقى الشباب العربي والأفريقي، ينطلق في الفترة من 16 إلى 18 مارس 2019، تنفيذًا لإحدى توصيات منتدى شباب العالم 2018، والتي نصّت على إقامة منصة تفاعلية ومنبر للشباب العربي والأفريقي، لمناقشة التحديات المهمة التي تواجه كلا المنطقتين، على أن تُعقَد في أسوان، عاصمة الشباب الأفريقي.
