انقسم وزراء البيئة بدول الاتحاد الأوروبي بشدة اليوم الثلاثاء حول المدى الذي يجب أن يقطعه التكتل من أجل الحد من الانبعاثات الضارة الناجمة عن السيارات بحلول عام 2030، وذلك خلال محادثات تهدف للتوصل لموقف مشترك لبدء مفاوضات مع النواب الأوروبيين. ويشار إلى أن أهداف خفض انبعاثات السيارات تعد جزءا من الجهود الدولية للحد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون والاحتباس الحراري تمشيا مع اتفاقية باريس بشأن التغيير المناخي 2015. ويأتي هذا الاجتماع بعد يوم من إصدار اللجنة الحكومية للتغير المناخي تقريرا شددت فيه على أهمية خفض درجة حرارة العالم والالتزام بهدف باريس الأكثر طموحا المتمثل في خفض درجات الحرارة بواقع 5ر1 درجة مئوية مقارنة بمستويات ما قبل عصر الصناعة . وتمثل انبعاثات السيارات حصة كبيرة من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، مما يجعل الحد منها عاملا مهما لتحقيق أهداف المناخ الأوروبية. وتحذر الشركات المصنعة للسيارات مثل الشركات الألمانية من أن إجبار القطاع على التحول سريعا سوف يؤدي لشطب وظائف، في حين تقول دول أوروبية أخرى إن الاتحاد ليس طموحا بما يكفي بشأن خفض الانبعاثات. وتنص القواعد الأوروبية الحالية على أنه بحلول عام 2021 لن تبعث السيارات الجديدة أكثر من 95 جراما من ثاني أكسيد الكربون لكل كيلومتر. وقد اقترحت المفوضية الأوروبية خفض هذا الهدف بنسبة 30% بحلول عام 2030، وهو الهدف الذي تدعمه ألمانيا. ولكن البرلمان الأوروبي وافق الأسبوع الماضي على نسبة أكثر طموحا وهي 40%. وقالت وزير البيئة السويدية كارولينا سكوج لنظرائها ال27 اليوم" الهدف الذي وافق عليه البرلمان يمثل الحد الأدنى من المطلوب" مضيفة أن إقرار خفضا بنسبة 50% سوف يكون أكثر ملائمة. وتدفع أيضا فرنسا ولوكسمبورج وهولندا لخفض الانبعاثات بنسبة أكبر. ولكن وزير البيئة البلجيكي قال إن الهدف المقترح من قبل المفوضية مرتفع بالفعل. وقال الوزير للصحفيين قبل مباحثات اليوم" لن ندعم خفضا بأكثر من 30%، هذا أقصى ما نستطيع دعمه" مضيفا أن أي نسبة أعلى سوف تضر بالميزة التنافسية الأوروبية. وقد اقترحت النمسا، التي تتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي، نسبة 35% كحل وسط أملا في تحقيق تقدم اليوم. ويشار إلى أن قرار يجب أن يحصل على موافقة أغلبية ليتم إقراره. وسوف يمهد إصدار وزراء البيئة قرارا اليوم الطريق أمام إجراء مفاوضات للبدء في وضع هدف ملزم لعام 2030 من المتوقع أيضا أن يحدد الوزراء اليوم موقف الاتحاد الأوروبي قبل مفاوضات المناخ المقررة في بولندا في كانون أول/ديسمبر المقبل.
