تسونامي ليست ظاهرة نادرة أو جديدة على عصرنا الحالي؛ فخلال القرن الماضي وبدايات هذا القرن، وقع أكثر من 796 كارثة تسونامي، معظمها في آسيا والمحيط الهادي؛ و17% منها وقع بالشواطئ اليابانية على الأخص. وتسونامي هو مجموعة من الأمواج العاتية، تنشأ من تحرك مساحة كبيرة من المياه مثل المحيطات، وينشأ من التحركات العظيمة سواء على سطح المياه أو تحتها، وبعض الانفجارات البركانية والثورات تحت سطح الماء، والانهيارات الأرضية والزلازل المائية، وارتطام المذنبات وانفجارات الأسلحة النووية في البحار. وتتألف كلمة "تسونامي" من الكلمات اليابانية "تسو" (بمعنى الميناء) و"نامي" (بمعنى موجة)، وكان يشار إليه في النصوص القديمة الجيولوجية والجغرافية وعلوم المحيطات بموجات "السزيمك البحرية". وفي أوائل عام 426 قبل الميلاد؛ تساءل المؤرخ اليوناني ثوسيديديس، في كتابه تاريخ "الحرب البيلوبونيسية" عن أسباب كارثة تسونامي وقال بأنه من الأرجح أنه ينجم عن زلازل المحيطات، وبذلك كان المؤرخ اليوناني أول من ربط التسونامي بالزلازل في تاريخ العلوم الطبيعية، ولكن فهم طبيعة تسونامي ظلت محدودة حتى القرن العشرين. وفيما يلي يستعرض مصراوي أبرز كوارث تسونامي ... كراكاتوا بعد ظهر يوم 26 أغسطس 1883، تم تسجيل أكبر تسونامي وأكثرها تدميرًا على الإطلاق في بعد انفجار وانهيار بركان كراكاتوا في إندونيسيا، ولّد الانفجار موجات وصلت طولها إلى 135 قدمًا، وفي اليوم التالي انهار ثلثي كراكاتوا في سلسلة من الانفجارات الضخمة، دمّرت المدن والقرى الساحلية على طول مضيق سوندا في كل من جزيرتي جاوة وسومطرة. وأسفر تسونامي كراكاتوا عن مقتل 36.417 شخصًا، بالإضافة إلى التأثيرات الواضحة للانفجار على العالم كله. تشيلي في 22 مايو من العام 1960؛ ضرب زلزال عنيف بقوة 9.5 ريختر، مدينة فالديفيا الواقعة في جنوبتشيلي، وتضررت مناطق أخرى جنوبي البلاد، إذ تسبب بمقتل ما يقرب من 5000 شخصًا، وهو أكبر زلزال سجل على الإطلاق وترك الملايين بلا مأوى. وعانت مناطق جنوبتشيلي من أضرار بلغت قيمتها 550 مليون دولار، وتسبب الزلزال في تسونامي قتل 61 شخصًا في هاواي و138 في اليابان و32 في الفلبين، وثار على إثره بركان كوردون كوالي في تشيلي. كامتشاتكا زلزال روسيا بشبه جزيرة كامتشاتكا في 4 نوفمبر 1952، وهو أول زلزال في العالم يسجل قوة 9.0 درجات بمقياس ريختر. وولد الزلزال موجات تسونامي بلغ ارتفاعها 13 مترًا، ولم تزهق خلال هذا الزلزال أية أرواح، ولكن في هاواي، قُدرت الأضرار في الممتلكات بحوالي مليون دولار، وقذفت الموجات بالقوارب إلى الشاطئ، وتسببت في انهيار منازل ودمرت الأرصفة وجابت الشواطئ ثم انتقلت إلى الطرق. سومطرة زلزال المحيط الهندي قبالة جزيرة سومطرة الإندونيسية في 26 ديسمبر 2004 بقوة 9.1 على مقياس ريختر، وتسبب في مقتل 226.306 شخصًا، قتلوا أو فُقدوا واعتبروا في عداد القتلى، وتشرّد نحو 1.7 مليون شخص من جراء الزلزال والتسونامي اللاحق له، في 14 دولة في جنوب شرق آسيا وشرق إفريقيا. وتسبب التسونامي في سقوط عدد من الضحايا لم يسجله أي زلزال أخر في التاريخ، على الرغم من أن بعض التقديرات تقول إن عدد القتلى في زلزال هايتي عام 2010 كان أكبر. وقد تم تسجيل التسونامي اللاحق لهذا الزلزال تقريبا على جميع مستوى العالم بمقاييس المد والجزر في المحيطات الهندي والهادي والأطلسي. اليابان تسونامي اليابان حدث هذا التسونامي في 11 مارس من العام 2011، ونجم عن هزة أرضية بلغت قوتها 9 درجات على مقياس ريختر، ,تمثلت خطورة هذا الزلزال بعنصر المفاجأة والمباغتة، إذ كانت قوته أقل من تلك التي شهدتها سومطرة الإندونيسية، إلا أنّ الخسائر اليابانية وصلت إلى عشرات الأضعاف بالنسبة لتلك الناتجة من كارثة سومطرة، فلم يُنذر العلماء، الحكومة وعامة الشعب، باحتمالية وقوع زلزال بهذا الحجم الهائل. اعتبرت الخسائر الاقتصادية لكارثة اليابان، البالغة 235 مليار دولار، واحدة من أكبر الخسائر التي خلفتها الكوارث الطبيعية على مر التاريخ، فدّمر ما مجموعه 120 ألف مبنى، ومقتل 15.894 شخص، وتشريد 150 ألفاً، وقد أشارت وكالة إعادة الإعمار اليابانية، إلى أنّ ثلث هؤلاء الأشخاص لم يستقر بمسكن ثابت حتى عام 2017.
