دير سانت كاترين من أشهر الأديرة في العالم، حيث يقصده الآلاف من السائحين من مختلف الجنسيات العالم على مدار العام، وخاصة من عشاق ومحبي السياحة الدينية، يضم الدير العديد من الكنوز والمقتنيات الأثرية التي تبرهن للعالم على أن سيناء بلد الأمن والأمان. الدير يعطي لمدينة سانت كاترين قدسية خاصة حيث يعد متحفًا أثريًا له طرازه الفريد، إضافة إلى ما يضمه معرض الدير للمقتنيات الأثرية من آثار قيمة. أنشئ المتحف في المكان المواجه لكنيسة التجلي بالدير والمعانقة لمئذنة الجامع الفاطمي، وشجرة العليقة التي ناجى عندها موسى النبي ربه. قال المهندس زكي شعبان، مدير منطقة آثار سانت كاترين إن "معرض الدير للمقتنيات" يحتوي على قاعات متنوعة العرض لتحف الدير، ومن تلك القاعات قاعة تحتوى على أقدم الأيقونات في العالم، ويرجع تاريخ الأيقونات من القرن السادس الميلادي، وحتى القرن التاسع عشر الميلادي. ومن أهم الأيقونات أيقونة السيد المسيح وهو يحمل الكتاب المقدس، ويشير بعلامة البركة من القرن السادس الميلادي، وأيقونات تمثل مناظر للنبي موسى، وهارون، والسيدة العذراء، والقديسة كاترين، وبعض القديسين الأوائل . وأضاف "شعبان" أنه يوجد بالمعرض قاعة تحتوي على مجموعة نادرة من التحف المتنوعة، والأزياء المطرانية التي كانت تستخدم قديمًا في أعمال القدّاس مثل عصا المطران، وبطرشيل الكاهن، وقلنسوة من الحرير المطرز، وساكوس من القطيفة، وترجع تلك الأزياء إلى القرون ال16 و17 و18. وتابع "مدير آثار سانت كاترين أن المعرض يحتوي على قاعة تضم صندوقًا رخاميًا كان يوضع فيه رفات القديسة كاترين، وكفن من الحرير والقطيفة يحتوي على مناظر متعددة من حياة القديسة كاترين حتى مماتها ويرجع تاريخ الكفن لسنة 1805. كما يضم المعرض مجموعة من المخطوطات القديمة والمتنوعة من حيث اللغة والمتن الداخلي، ومنها ما هو باللغة اليونانية القديمة، واللغة العربية للعهد القديم، والجديد، ومخطوطات تاريخية أقدم، وأقدم مخطوط يرجع للقرن الرابع الميلادي. إضافة إلى أنه يضم العهدة المحمدية، والتي ترجع للعام الثاني للهجرة كعهدة أمان للدير من النبي محمد صلى الله عليه وسلم وهي نسخة من الأصل، المحفوظ في متحف طوبقاي سراي باسطنبول، والعهدة النبوية توثق لما كانت عليه العلاقة بين المسلمين والمسيحيين في تلك الحقبة التاريخية المهمة، وعليها توقيع بعض الصحابة.
