يشهد العالم والمنطقة العربية خصيصا، يوم الجمعة 27 يوليو الجاري، أطول خسوف قمري حدث منذ 100 عام، ويتزامن مع اكتمال بدر شهر ذو القعدة من العام الهجري 1439ه. ويرصد "مصراوي"، توقيتات الحدث، كالتالي: 1- يشرق القمر في هذا اليوم على مدينة القاهرة في تمام الساعة السادسة واثنتين وأربعين دقيقة مساءً بتوقيت القاهرة المحلي. 2- يبدأ القمر دخوله لمنطقة شبة ظل الأرض في تمام الساعة السابعة وخمسة عشرة دقيقة مساءً بتوقيت القاهرة المحلي. وهذه المرحلة لا يمكن ملاحظتها بالعين المجردة، وبدخول القمر لمنطقة شبة ظل الأرض سيبهت ضوؤه قليلاً. 3- يعقب ذلك بداية الخسوف الجزئي بدخول الحافة الشرقية لقرص القمر منطقة ظل الأرض عند الساعة الثامنة وأربعة وعشرين دقيقة مساءً ، حيث يلاحظ المشاهد اختلاف إضاءة القمر ، ويبدأ ظهور سواد ظل الأرض على قرص القمر ويستمر الخسوف جزئياً. 4- يكتمل إعتام قرص القمر تماما عند الساعة التاسعة والنصف مساءً لاحتجاب نور الشمس عنه ، حيث يبدأ الخسوف الكلي للقمر الذي يكون واقعاً بكامله في منطقة ظل الأرض ، لكنه بدلاً من ذلك يغير لونه من الرمادي إلي الوردي إلي الأحمر النحاسي ، والسبب العلمي لذلك هو انعكاس أشعة الشمس في الغلاف الجوي للأرض بسبب انكسارها ، حيث تتبعثر وتتشتت جميع ألوان الطيف المرئية باستثناء اللونين الأحمر والبرتقالي اللذين ينفذان من حواف الغلاف الجوي ويصلان إلى الأرض ليعطيا هذا اللون الأحمر الذي يراه الناظرون. 5- يصل الخسوف الكلي للقمر إلى ذروته التي يوافق توقيتها مع توقيت بدر شهر ذي القعدة لعام 1439ه ( 14من ذو القعدة 1439ه) عند الساعة العاشرة واثنتين وعشرين دقيقة ، حيث يغطي ظل الأرض كامل قرص القمر بنسبة 161% تقريباً ، مما يعني أن القمر يكون في عمق ومركز ظل الأرض، وعندها يكون القمر في موضع الأوج ، أي الموضع الأبعد له عن الأرض في مداره حولها خلال الشهر القمري، حيث سيكون عند ذروة الخسوف على بعد يقارب 402000 كم ، ويكون القطر الظاهري للقمر صغيراً نوعاً ما ، حيث سيكون بمقدار 31 دقيقة قوسية تقريباً ، علماً بأنه قطر القمر الظاهري يبلغ ما يقارب 34 دقيقة قوسية عندما يكون في موضع الحضيض، وهو الموقع الأقرب له إلى الأرض خلال الشهر القمري ويبعد قرابة 360000 كم. 6- يعود الخسوف جزئياً كما في المرحلة (3) ولكن بصورة معكوسة حيث يأخذ القمر في الانسلاخ من الناحية المقابلة. 7- يخرج القمر من منطقة الظل التام للأرض الى منطقة شبه ظل الأرض عند الدقيقة التاسعة عشرة من بعد منتصف الليل يوم السبت الموافق 28 يوليو 2018م لتكون تلك اللحظة هي لحظة نهاية الخسوف الجزئي للقمر. 8- يخرج القمر من منطقة شبه ظل الأرض في تمام الساعة الواحدة وتسع وعشرين دقيقة صباحاً يوم السبت الموافق 28 يوليو 2018م لينتهي الخسوف تماماً. جدير بالذكر، أن هذا الخسوف يعتبر الخسوف الكلي الثاني الذي تشهده الأرض العام الحالي، حيث كان الخسوف الأول قد حدث في 31 يناير الماضي. كما ينتظر أن يحدث الخسوف التالي يوم 21 يناير 2019م. وتفيد ظاهرة الخسوف القمري في التأكد من بدايات الأشهر القمرية (الهجرية) وضبط التقويم الهجري، إذ يحدث الخسوف القمري في وضع التقابل ، أي في منتصف الشهر القمري عندما يكون القمر بدراً ، ويكون تواجده عند إحدى العقدتين الصاعدة أوالهابطة الناتجة عن تقاطع مستوى مدار القمر (المنازل) مع مستوى مدار الشمس (البروج) أو قريبا منها ، حيث تقع الأرض في هذه الحالة بين الشمس والقمر على خط الاقتران (وهو الخط الواصل بين مركزي الأرض والشمس) أوقريبا منه، مما يجعل القمر يدخل في ظل الأرض الذي يمتد طويلاً في السماء لمسافة تتجاوز بعد القمر عن الأرض مما يجعله يبدو مظلماً. وأكد معمل أبحاث الشمس بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، متابعة ورصد هذا الخسوف بفريق علمي متخصص ومجهز بمناظير فلكية خاصة وأجهزة لتسجيل الأطياف وكاميرات حساسة لتسجيل هذا الحدث العلمي الهام بكامل مراحله.
