يواصل عمال الحفريات بوزارة الآثار، العمل على قدم وساق للانتهاء من أعمال الكشف عن طريق الكباش الفرعوني الذي يربط بين معبدي الأقصر والكرنك بطول 2.7 كيلو متر، المشروع الذي استؤنف قبل شهرين بعد توقف دام لأكثر من 6 سنوات بعد ثورة 25 يناير، بسبب قلة الموارد المالية. واجه المشروع العديد من العقبات بعد ثورة يناير لعل أهمها قلة الموارد المالية، بسبب تراجع الحركة السياحية، حيث كان يحتاج لمئات الملايين من الجنيهات، حتى يتم نقل المرافق والبنية التحتية ودفع التعويضات للمواطنين عن المنازل والمباني التي سيتم نزعها للمنفعة العامة، وعلى رأسهم سكان منطقة نجع أبو عصبة في الكرنك، الذين ما زالوا يُقيمون في منازلهم الواقعة فوق طريق الكباش. بدأ حلم إعادة إحياء طريق الكباش عام 2005 بتصور تجاوزت تكلفته 500 مليون جنيه بعد أن اختفت معالمه تمامًا، وأقيمت على أنقاضه منازل ومبان عشوائية إلا أن التكلفة تضاعفت بعد ذلك بسبب تأخّر المشروع بدأ منصور بريك، المشرف العام على آثار الأقصر، وقتها تنفيذه بإجراء أعمال الحفر مع بداية عام 2006 للكشف عن باقي الطريق بمناطق خالد بن الوليد، وطريق المطار، وشارع المطحن، وصيانة الشواهد الأثرية المكتشفة، ورفعها معماريًا وتسجيل طبقات التربة لمعرفة تاريخ طريق المواكب الكبرى عبر العصور قبل توقف المشروع بعد ثورة يناير، بسب قلة الموارد. وقال محمد بدر، محافظ الأقصر إن العمل في طريق الكباش الفرعوني استؤنف بعد توفير التمويل اللازم، وبدأ العمل في نقل شبكات المرافق والبنية التحتية من أسفل الطريق بالتنسيق مع وزارة الآثار والهيئة الهندسية للقوات المسلحة. وأشار "بدر" إلى أن هيئة المساحة بدأت في رفع مساحة الوحدات السكنية بنجع أبو عصبة، لتحديد قيمة تعويضات أصحابها، وطرق إزالتها على أن يتم العمل بها في فبراير المقبل، بعد تعويض أهالي المنطقة عن إزالة منازلهم، وإقامة منازل في منطقة أخرى، وفقًا لقانون المنفعة العامة. وأشار المحافظ إلى أن التكلفة الإجمالية لما تم تنفيذه من مشروع طريق الكباش حتى توقفه قبل استئنافه مرة أخرى، بلغت 620 مليون جنيه، لافتًا إلى سعيه لإنهاء المشروع، كونه يُمثل نقلة كبيرة لمدينة الأقصر بتحويلها لأكبر متحف عالمي مفتوح. من جانبه قال مصطفى الصغير، مدير معابد الكرنك إن أعمال التطوير تشمل تحديد مسار الطريق، وإحاطته بأسوار، بالإضافة إلى إقامة مداخل ومخارج للطريق، وترميم الرصيف الحجري له، فضلًا عن ترميم تماثيل الكباش. ولفت "الصغير" إلى أن طريق الكباش حال اكتماله سيمثل إضافة سياحية، وأثرية كبيرة جدًا لمحافظة الأقصر، وسيكون بإمكان السائح أن يترجل من معبد الأقصر إلى معبد الكرنك من خلال طريق الكباش لتتحوّل مدينة الأقصر أكبر متحف عالمي مفتوح.
