انتقدت حكومة الوفاق الفلسطينية اليوم الخميس احتفالات إسرائيل بمرور خمسين عاما على الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967. واعتبر الناطق باسم الحكومة يوسف المحمود، في بيان صحفي اليوم ، أن هذه الاحتفالات "إقرار علني أمام العالم أجمع أن حكومة إسرائيل متمسكة بالاحتلال والعدوان على الشعب الفلسطيني وأرضه ومستمرة في تدمير العملية السياسية ورفض جهود ارساء السلام". ورأى المحمود أن الاحتفالات وما تضمنته من إطلاق مواقف إسرائيلية "تثبت من جديد للعالم المستوى الذي وصلت إليه حكومة إسرائيل في معاداتها لجهود السلام وجهود درء مخاطر التوتر والعنف في المنطقة الذي سببه الاحتلال". وطالب الناطق المجتمع الدولي ب "التدخل الحازم لإنقاذ ما تبقى من جهود السلام وإنفاذ قرارات الشرعية الدولية التي ترفضها إسرائيل وتقابلها بالسخرية، ومنها قرار مجلس الأمن الدولي الأخير 2334 الذي أدان الاستيطان وطالب اسرائيل بوقفه". وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أعلن أمس الاربعاء خلال حفل أقيم في تجمع استيطاني في الضفة الغربية بمناسبة مرور خمسين عاما على بدء الاستيطان، أن الاستيطان "وجد ليبقى ويستمر وأن إسرائيل لن تزيل أي مستوطنة مستقبلا مهما حدث". واعتبرت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حنان عشراوي، تصريحات نتنياهو بانها "تعبير عن عقلية عنجهية لا تتعامل سوى مع لغة التهديد والوعيد وتناقض جهود تحقيق السلام". واتهمت عشراوي ، في بيان لها ، نتنياهو ب "الإصرار الوقح على تحدي الإرادة العالمية وقرارات الشرعية الدولية بما في ذلك قرار مجلس الأمن 2334 ومواصلة لسياساته القائمة على عزل إسرائيل دوليا مقابل التمسك بالاستيطان الاستعماري". وقالت إن "نتنياهو يراوغ ويكذب بقوله (إن أية منطقة نقوم بإخلائها وتسقط في أيدي الإسلام المتطرف، فإنها تتحول فورا إلى قاعدة للدمار والعنف والموت، وبالتالي فإننا لن نعرض دولتنا القومية للخطر). وأضافت "هذه التصريحات محاولة للتضليل وإخفاء الحقيقة وتزوير التاريخ وفقا لرؤيته العقائدية المتطرفة، فالدافع الأساسي للإرهاب والتطرف في المنطقة هو استمرار الاحتلال الإسرائيلي وسياساته". وشددت المسؤولة الفلسطينية على أنه "آن الأوان لإنهاء الاحتلال بشكل كامل وتجسيد الحقوق الفلسطينية ومساءلة ومحاسبة إسرائيل باعتبارها دولة مارقة خارجة عن القانون بتمسكها بالاستيطان".