قد تلعب وساوس الشيطان دورًا كبيرًا في حياة البعض منا، وتصبح أحيانًا عامل رئيسي في تحول حياة أناس، هذه المرة كان للشيطان تأيرًا قويًا دفع عاملاً بمنطقة إمبابة لذبح والده والتمثيل بجثته ظنًا أنه على علاقة غير شرعية مع زوجته. عمل "سعيد"، بأحد المطاعم الشهيرة بمنطقة إمبابة، ليتقدم بعد استقراره بمهتنه لخطبة "زينب"، وإذا بموافقة أهلها، ليتزوجا بمنزل والده "أبو العز"، الذي نشأ بين أروقته منذ طفولته. وتعددت الخلافات بين الزوجين، ليلاحظ صاحب ال45 عامًا من العمر، أن زوجته تلجأ إلى والده العجوز الذي بلغ من العمر عتيا، حتى تحول إلى "سندها". لاحظ الابن أن موقف والده صاحب ال75 عامًا لا يتغير تجاه زوجته، ليقف في صفها ضد نجله، مطالبًا إياه بتقدير مجهوداتها في المنزل وقضاء متطلبات الابن والأب على حد سواء. بدأ الشك يتسرب إلى داخل العامل، ليذهب عقله إلى أن والده استعان نفذ بعض أعمال السحر والشعوذة، للتفرقة بين نجله وزوجته، ومن ثم يكون الطريق خالٍ أمامه، خاصة أنه يمتلك بعض كتب السحر. لم يتردد "سعيد" في مصارحة والده بما يدور في مخيلته، ليحاول الأب إقناعه بأن حديثه مجرد "وساوس شيطانية" لا أساس لها من الصحة، مؤكدًا له أن الله وهبه زوجة من نوعٍ فريد تعمل على راحته، وتلبية كافة متطلباته. طوال الساعات التي يقضيها بالمطعم الذي يعمل به، لا تفارقه فكرة خيانة زوجته له مع والده، وأنهما يستغلان تواجده بالعمل، ليُمارسان الجنس سويًا بعيدًا عن أنظار الزوج. مع غروب الشمس، ودخول ساعات الليل مُعلنة انتهاء "شيفت" سعيد بالمطعم، يعود إلى منزله بإمبابة، ليجد زوجته تنهي بعض الأعمال المنزلية، وبسؤالها عن والده، أخبرته بأنه نائم في غرفته، فما كان منه إلا دخول غرفته للنوم بعد عناء يوم شاق من العمل. جاء دور الشيطان في هذه القصة، بعدما وسوس للعامل البسيط بأن هناك طريقة واحدة تخلصه من الأفكار التي تسكن عقله الباطن، فإذا به يتسلل ليلاً إلى المطبخ، واستل سكينًا و"إيد هون"، من بعدها يسير بخطى حثيثة نحو غرفة والده، ليجده سابحًا في بحر النوم، ليهشم رأسه بالهون، ثم ذبحه بالسكين، أعقبتها طعنات نافذة، ليغرق في دمائه. لم يكتف "سعيد" بقتله والده بتلك الطريقة، ليقرر التمثيل بجثته، بعدما تخيل لحظة إقامته علاقة غير شرعية مع زوجته، ليطعنه بعضوه الذكري، بل وصل به الأمر إلى انتزاع خصيتيه. وقف أمام جثة والده وكأنه لم يستوعب فعلته، وأنه تخلص من أقرب الناس إليه، ممسكًا بسكين ملطخة بدماء الرجل العجوز، ليغلق الغرفة على جثة والده، محاولا استيعاب الأمر برمته. وفوجئ الجاني بزوجته، تراه ملطخًا بالدماء، وكان واقفًا كالأصنام، لا يستطيع التحرك قيد أنملة، بينما الأب غارقًا في دمائه، لتطلق صرخات استغاثة من هول الفاجعة، ليقرر المتهم الذهاب إلى قسم شرطة إمبابة بنفسه. وأقر المتهم بجريمته أمام اللواء رضا العمدة، مدير المباحث الجنائية، والعقيد إيهاب شلبي، مفتش مباحث شمال الجيزة، والمقدم محمد راسخ، رئيس مباحث إمبابة. وخلال اعترافاته، قال المتهم: "الشيطان لعب في دماغي، وخلاني أشك في وجود علاقة آثمة بين والدي وزوجتي خلال الفترة التي أكون فيها بالمحل"، مختتمًا تصريحاته: "الجن السبب، مش مصدق اللي عملته، مش ممكن أقتل أبويا". من جانبها، قالت زوجة القاتل، إن زوجها كان مضطربًا نفسيًا خلال الفترة الأخيرة، ولاحظت تغير سلوكه، لافتة بأنها قد تكون السبب في اعتقاده بوجود علاقة بينها ووالده، وارتكابه الجريمة. تحرر المحضر اللازم، وأحاله اللواء خالد شلبي، مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة، إلى المستشار أحمد الحمزاوي، مدير نيابة حوادث شمال الجيزة، الذي أمر بحبس المتهم 4 أيام على ذمة التحقيق، قبل تجديد حبسه 15 يومًا.
