إيه رأيك فى البقع الحمرا يا ضمير العالم يا عزيزى..دى لطفلة مصرية سمرا كانت من أشطر تلاميذي..بهذه الكلمات المؤلمة وثق الفنان الراحل صلاح جهين مذبحة مدرسة بحر البقرالابتدائية بمركز الحسينية بالشرقية، التي راح ضحيتها 30 تلميذًا و85 مصابا عام 1970. اتقل "مصراوي"، لمدرسة بحر البقر الابتدائية التابعة"لمركز الحسينية، بشمال محافظة الشرقية، حيث تتكون من دور واحد وتضم ثلاثة فصول وبالتجول داخل المدرسة فإذا بمتحف يجمع ما تبقي من تلك المجزرة عبارة عن "كتب، وأقلام، كراريس رسم، مريلة، شنطة، وعروسة وشهادات ميلاد، مختلطة بدم الملائكة الصغار، وصور لآثار الاعتداء"، ذلك أخر ما تبقي المدرسة القديمة. يروي الحاج محمد أحد شهود العيان ما شهده وقت المجزرة:" في تمام الساعة التاسعة و20 دقيقه، يوم الأربعاء، الموافق 8 إبريل عام 1970 سمعنا أصوات انفجارات هزت أرجاء المدينة ولم يعلم أحد ماذا حدث وبعد مرور دقائق،فإذا ب 30طفل من مدرسة بحر البقر الابتدائية ملقين علي الأرض غارقين في دمائهم وتحولت مدرستهم البسيطة ذات الطابق الواحد والمبني بالطوب اللبن والمثقوفة بالخشب لقوم تراب". وتابع:"ومعرفناش إيه إللي عمل كده غير من الراديو بعدها وان توغلت 5 طائرات إسرائيلية (فانتوم) داخل الأراضي المصرية، وقصفت المدرسة:. من جانبها تقول والدة أحد التلاميذ الشهداء في مذبحة مدرسة بحر البقر، الحاجة نبيلة علي محمد حسن، 75 عامًا:"كات بجهز عجين الخبز في بيتي يوم المجزرة، لإطعام أطفالي، وفجأة سمعت صوت غارة قوية كسرت زجاج النوافذ من قوة الانفجار؛ وجريت من البيت للمدرسة حافية خوفا علي ابني لكن وجدته غارق في دمائه وقاطع أنفاسه". وناشدت والدة التلميذ الشهيد، الرئيس عبدالفتاح السيسي، بإعادة معاش "الشهداء" إليها مرة أخرى، والذي تم قطعه عنها منذ 6 سنوات، مشيرًة إلى أنها في أمس الحاجة إليه من أجل شراء الأدوية الخاصة بها، كما تمنت والدة شهيد مدرسة بحر البقر، أن يستجيب الرئيس لطلبها، ويوافق على تعيين أحد أبنائها في أي مكان مناسب بالدولة تكريمًا لنجلها الشهيد. في سياق متصل روى الحاج محمد محجوب 68 عامًا، مزارع بقرية بحر البقر، أحداث المجزرة التي عاشها بكل جوارحه، مشيرًا إلى أنها لن تنمحي من ذاكرته أبدًا. وأضاف محجوب: "كان يوم لا يمكن أنساه ولا أنسى صوت طائرات الفانتوم اللي كان بيهز البلد كلها، ودم الأطفال وأشلاءهم التي جمعتها مع الأهالي". وتابع المحجوب: "وقت المذبحة كان عمري 22 عامًا، كنت أجلس مع الأهالي، وفجأة سمعنا صوت انفجار جاي من ناحية البر الثاني من القرية، يعني بعدنا بحوالي كيلو متر، وقتها الكل جري على مدرسة بحر البقر الإبتدائية المشتركة، ولقيناها متساوية بالأرض وبجوارها 3 صواريخ، ونقلنا المصابين بالجرارات الزراعية من المدرسة لمستشفى الحسينية العام". وأكد عدد من أهالي القرية، أن ذوي الشهداء والمصابين بالمجزرة، رفعوا دعوى قضائية عام 2013 لمطالبة إسرائيل بتعويض أسر شهداء ومصابي المجزرة ماديًا ومعنويًا، حيث أكدت الدعوى أن جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية وضد السلام تخضع لقوانين ثابتة، والتي تم بموجبها إنشاء محكمة جرائم الحرب الدولية، حيث أن حق الضحايا لا يسقط بالتقادم طبقًا للأصول والتعويضات، ولكن مقيمي الدعوات لم يحصلوا على أي تعويضات حتى الآن. فيما تجاهل محافظ الشرقية اللواء خالد سعيد، ومديرية التربية والتعليم إحياء الذكرة الثانوية لتلك المجزرة ككل عام.