أظهرت دراسة علمية أن النباشين وجامعي القمامة العشوائيين يضيعون على مصر ما يقرب من 55 مليار جنيه سنويا، والملايين من فرص العمل، مطالبة بضرورة إعادة النظر في هذا المورد الهام. وكشفت الدراسة التي حصل "مصراوي" علي نسخة منها، أن متوسط حجم قمامة مصر السنوية زاد من 70 مليون طن إلى 90 مليون طن، بمعدل 50 ألف طن يوميا، منهم 15 ألف طن بالقاهرة وحدها و6 ألاف طن بالإسكندرية، بما يسمح بتوفير حوالى 250 ألف فرصة عمل سنويا. وأوضح الباحث علاء حسب الله، عضو مجلس إدارة الجمعية العلمية للصناعات الغذائية وجمعية إدارة الأعمال بالإسكندرية، صاحب الدراسة، إن قيمة الطن تصل إلي 6 الاف جنيه في حالة الاستفادة منه في عمليات التدوير أو تصديره للخارج. وقال "حسب الله" إن الصين حددت قيمة القمامة المصرية ب 5 مليار دولار أي حوالي 45 مليار جنيه سنويا من الممكن أن تدخل الخزانة المصرية لتساهم فى حل مشكلات الإسكان والعشوائيات الخطرة. وبحسب الدراسة فإن النباشين ينتشلون أفضل ما في القمامة من مخلفات ورقية وزجاج وأخشاب وعلب الكنز والبلاستيك وغيرها ويترك المخلفات عديمة القيمة مما يصعب من استغلال المخلفات المصرية في عملية تدوير القمامة والصناعات المرتبطة بها. وأضاف "حسب الله" أن طن القمامة يوفر 8 فرص عمل مباشرة في عمليات الفرز و التجميع و التصنيع – وهو ما أكده المركز القومي للبحوث الاجتماعية و الجنائية – لافتا إلى أن القمامة المصرية من أغنى أنواع القمامة العالمية بشهادة العديد من الجهات العالمية. والمحت الدراسة إلى أن القمامة المصرية تحتوى على مواد عضوية تزيد عن 30% من بقايا الغذاء في صناديق القمامة مما سيساهم في انتاج 14 مليون طن من الأسمدة العضوية عام 2016 الكافية لزراعة 2 مليون فدان جديد، كما تساهم في إنتاج 3 مليون طن ورق. وكشف الباحث أن النبش في القمامة من قبل النباشين في مختلف المدن المصرية خاصة القاهرة و الجيزةوالإسكندرية أضاع هذه القيمة الاستثمارية للقمامة المصرية وجعل الشركات الأجنبية ترفض الاستثمار أو القدوم إلي مصر للعمل في جمع القمامة و تدويرها. وأشار إلى أن القمامة المصرية ثورة مهدرة في شوارع مصر يجب استثمارها في كافة مجالات الحياة، خاصة في انتاج الطاقة حيث أن المخلفات قادرة أن تساهم بجدية في الاقتصاد المصري بحل جزئي لمشكلة الطاقة، حيث أعلنت إحدى شركات الأسمنت العالمية بالإسكندرية استعدادها لاستخدام مخلفات الاسكندرية كلها في انتاج الطاقة لمصنعها بمنطقة وادي القمر. وأضاف أن الصناعات المرتبطة بإعادة التدوير قادرة على حل مشكلة البطالة في مصر، حيث يوفر طن القمامة الواحد 8 فرص عمل وأنه أيضا يمكن إنشاء مشروعات صغيرة لعدد 25 شاب في كل محافظات مصر للعمل في جمع و تصنيف و تدوير و تصنيع القمامة من خلال شركات صغيرة يمتلكها الشباب .