وسط تعزيزات أمنية مكثفة وقاعة محكمة أصبح الترقب فيها سيد الموقف، دفاع يحاول براءة موكليه، وآخر يحاول إثبات التهمة عليهم، للقصاص منهم بعد اتهامهم بقتل عامل داخل قسم شرطة الأقصر، وأهالي المتهمين ينتظرون خروج أبنائهم ضباط ورقباء الشرطة والعودة لعملهم وهم يتمنون براءتهم، وأهالي المجني عليه تارة يصرخون وينهارون من شدة الألم، خصوصًا بعد رؤيتهم نجلهم في مقاطع عرضتها المحكمة وهو مصابًا بالتعذيب، وتارة أخرى يفرحون عندما قال القاضي: إن التضامن أحيانًا ما يؤدي إلى ظلم بين ولن يضيع حق أحد، فهتفوا قائلين: "ينصر دينك ياريس". هذا كان هو المشهد اليوم في قاعة محكمة جنايات قنا، خلال استئنافها محاكمة ضباط ورقباء الشرطة المتهمين في قتل طلعت شبيب داخل قسم شرطة الأقصر، والتي كانت برئاسة المستشار فتحي أبوزيد، وعضوية المستشارين حاتم عبدالفتاح وهاني طه، وأمانة سر محمد عبدالعزيز جمعة ومصطفي جلال، والتي أجلّت فيها نظر القضية إلى جلسة 9 أبريل المقبل، لحضور مسؤول تشغيل كاميرات المراقبة لفك شفرة كاميرات هيئة الأبنية التعليمية وتحقيق طلبات محامين الدفاع بالحق المدني ومحامين المتهمين. بدأت الجلسة وهي الرابعة في محاكمة المتهمين، بحضور راجية محمد عبدالمنعم، ممثل عن المجلس القومي لحقوق الإنسان، وضمّت هيئة الدفاع عن المدعين بالحق المدني خالد علي ومالك مصطفي عدلي ومحمود عبد الجواد، وبحضور أقارب المجني عليه والمتهمين وهم 13 متهمًا من بينهم 4 ضباط شرطة. وعند إدلاء شاهد الإثبات مُجري التحريات أوضح أن التحريات لم تتوصل إلى مرتكبي حادث إصابة المجني عليه، والتي أودت بحياته، قائلًا: لو توصلت التحريات لحاجة هتكلم لو على ولدي. وشهدت قاعة المحكمة حالة من الحزن والفرح، بدأت بانهيار أقارب المجني عليه في البكاء، عندما شاهدوا جثة المجني عليه في 7 مقاطع فيديو عرضتها هيئة الدفاع بالحق المدني على المحكمة، في الوقت الذي أوضح فيه المسؤولين عن الكاميرات الخاصة بهيئة الأبنية التعليمية أن الجهاز له نظام أمني وكلمة سر، لن يستطيع أحد تشغيله إلى المسؤول بقطاع أمن الهيئة أو الشركة المنفذة لكاميرات المراقبة. وخلال الجلسة وجّه رئيسها كلمة للضباط والرقباء المتهمين في قضية القتل ولهيئة الدفاع عنهم، قائلًا: إن التضامن أحيانًا ما يؤدي إلى ظلم بين ولن يضيع حق أحد. وأشار أبوزيد إلى أن الحقيقة في مصلحة الجميع، والإنكار ليس دائمًا ما يؤدي إلى دليل النجاة، اللهم بلغت اللهم فاشهد، وهتف أقارب المجني عليه داخل المحكمة قائلين: "ينصر دينك ياريس". وقضى بعدها بتأجيل المحاكمة إلى جلسة 9 أبريل المقبل لحضور مسؤول تشغيل كاميرات المراقبة لفك شفرة كاميرات هيئة الأبنية التعليمية وتحقيق طلبات محامين الدفاع بالحق المدني ومحامين المتهمين. وتعود أحداث الواقعة إلى شهر نوفمبر الماضي، بعد قيام قوة أمنية من مباحث قسم الأقصر باقتياد المواطن "طلعت شبيب" أثناء جلوسه على إحدى المقاهي بمنطقة العوامية إلى قسم الشرطة، ووفاته بداخله، فيما تجمهر الأهالي حينها أمام مستشفى الأقصر الدولي وقسم الشرطة احتجاجًا على مقتله. واتهم أهل القتيل عددًا من الضباط وأفراد الشرطة داخل القسم بالتعدي عليه وتعذيبه حتى الموت، بعد القبض عليه من أحد المقاهي بتهمة حيازة أقراص مخدرة، وكشفت التحريات أن وراء ارتكاب الواقعة 4 ضباط و5 رقباء شرطة بقسم شرطة الأقصر، قاموا بضرب المجني عليه وتعذيبه حتى الموت، وفقًا لتقرير الطب الشرعي. وألقت الأجهزة الأمنية بالأقصر القبض على المتهمين، وأحالتهم للنيابة العامة، التي أحالت المتهمين لمحكمة جنايات قنا، لتتولى نظر محاكمتهم لدواعٍ أمنية.