يحتفل شعب بني سويف يوم 15 مارس من كل عام بالعيد القومي للمحافظة، بمناسبة المظاهرة الكبرى ضد الاحتلال البريطاني عام 1919، عندما ثار الشعب المصري ثورته الخالدة، استجابت بني سويف إلي هذه الثورة، وجابت المظاهرات شوارع بني سويف، ثم انتقلت حركة الكفاح الشعبي من دور المظاهرات والهتافات إلي دور العصابات وقطع طرق المواصلات، ومقاومة الاحتلال الإنجليزي للبلاد. تعطيل كوبري قشيشة يقول دكتور جمال مشعل، في كتابه "موسوعة البلدان المصرية: الجزء السابع" تكونت إبان الثورة لجنتان: الأولي: هي لجنة الإدارة وكانت تدعو إلي الاجتماعات، والثانية: لجنة اليد السوداء، وكان عملها توزيع المنشوارات بالبريد، أو لصقها ليلاً بالميادين وعلى أبواب المصالح والشركات والهيئات. وفي يوم 15 مارس سنة 1919، نظم أعضاء الحركة السرية مظاهرة كبرى طافت بالبندر، ودخلوا على المحكمة وكانت هيئتها منعقدة، فعطلوا الجلسة بجميع مصالح الحكومة ومكاتب الشركات الأجنبية الموالية للإنجليز، فحطموها وطردوا الموظفين منها، كما هجموا أيضًا على المديرية فأحدثوا الذعر بين النزلاء الإنجليز الذين اضطروا إلي الاعتصام في ثلاثة منازل خلف المديرية. وفي خضم هذه الثورة كان الإنجليز يطلقون رصاص بنادقهم ومدافعهم على الأهالي، فاستشهد اثنان من الأهالي الأحرار، وفي الواسطى وبني سويف هجم الثوار على محطات السكك الحديدية والقطارات التي كان يركبها الإنجليز جنود الاحتلال. كما عطل الأهالي كوبري قشيشة بين الواسطى وبني سويف، فأدي ذلك إلى تعطيل المواصلات بين القاهرةومحافظات الوجه القبلي فترة طويلة من الزمن، وقد قتل في هذا اليوم أيضًا السير "آرثر سميث" من كبار موظفي السكة الحديد عند وصوله بالقطار بالقرب من بني سويف. ثورة الفلاحين ويقول دكتور فرغلي علي، في كتاب "بني سويف على مر العصور"، إن للفلاحين بمحافظة بني سويف دور بارز في ثورة 1919، فبمجرد سماع القبض على سعد زغلول وأصحابه ونفيهم إلى مالطة، هب الفلاحين في بني سويف يشاركون في وجه الاحتلال في نفس التوقيت الذي ثار فيه الفلاحين في كل ربوع مصر. وقد بدأ الفلاحون بالهجوم علي السكك الحديدية يوم 15 مارس عندما اضطر القطار القادم من القاهرة قاصدًا الوجه القبلي إلى الرجوع مرة أخرى بعد وصوله إلي محطة الرقة لقطع الخط هناك، وتعرض القطار إلى تحطيم عرباته ونوافذه، وقام الفلاحون بنهب عربة البريد وسلبوا أمتعة ركاب من الأوربيين وأساءوا معاملتهم، كما قاموا بتدمير بعض المحطات الأخرى وخلع القضبان. وفي نفس اليوم هاجم عدد كبير من السكان والبدو القادمين من الفيوم نحو سبعة آلاف رجل وذلك في مركز الواسطى وجردوا رجال البوليس من سلاحهم واستولوا عليه، وزحفوا على محطة الواسطى والرقة التي تبلغ المسافة بينهما نحو 10 كيلو مترات. كما تعرض القطار القادم من الفيوم في محطة الواسطى للهجوم، ونجا الركاب الأوربيين، وكان بينهم مفتش بوزارة الداخلية، بأعجوبة، واستولى المهاجرون على كل ما يحملونه من متاع. وفي اليوم التالي 16 مارس استمرت أعمال التخريب في محطات السكك الحديدية، وأصبحت وسائل المواصلات الحديدية والتلغرافية مقطوعة في الصعيد، وقد اضطرت السلطة العسكرية في يوم 17 مارس إلي إصدار بلاغ حملت فيه القرى نفقات إصلاح الخطوط التي تتلف بالقرب منها والتعويض عن إجراء المحطات الواقعة بجوارها، ولكن لصعوبة الموقف عملت سلطات الاحتلال على إصلاح ما أتلفه الفلاحون، ففي يوم 19 مارس وصل قطار تصليح يقوده أحد الإنجليز ويدعى توماس وكان معه مائة وخمسون من المشاة والفرسان المصريين لحراسة خط السكة الحديد، وكانوا يصلحون الخط ابتداء من الواسطى ومع ذلك كان الأهالي يخلعون القضبان في المنطقة الخلفية. بني سويف والثورة العرابية كان لأهالي بني سويف دور عظيم ومشرف، مع الزعيم أحمد عرابي في ثورته الشعبية ضد الاستبداد الداخلي والتدخل الأجنبي، ومن الشخصيات البارزة في الحركة العرابية من أبناء بني سويف "أحمد الريدي، علي كساب، محمد أبو المكارم، إسماعيل سليمان" وقد كانوا جميعًا أعضاء بمجلس النواب عام 1881م. كما كان في بني سويف أكبر عدد من ضباط أحمد عرابي الذين قدموا إلي المحاكمات العسكرية بعد الاحتلال الإنجليزي لمصر، ومن هؤلاء الضباط ملازم أول مصطفى صادق، يوزباشي محمد عمار، ملازم ثاني محمد عزوز، وكان من بني سويف أيضًا الشخصية البارزة التي قامت بدور كبير في الحركة العرابية "محمود فهمي" من أبناء قرية الشنطور مركز سمسطا. بني سويف في سطور هى إحدى محافظات إقليم شمال الصعيد، تبلغ مساحة المحافظة الكلية 10954 كيلومتر مربع، وتتكون من 7 مراكز إدارية هى: "الواسطى، ناصر، بني سويف، أهناسيا، ببا، سمسطا، الفشن"، و38 وحدة قروية، و225 قرية تابع. يحدها شمالًا محافظة الجيزة وتبعد عنها مسافة 109 كم، وجنوبًا محافظة المنيا على مسافة 120 كم، وشرقًا محافظة البحر الأحمر على بعد 450 كم، وغربًا محافظة الفيوم بمسافة 45 كم، ومن الشمال الشرقي تحدها محافظة السويس، كما أنها تبعد عن القاهرة بحوالي 121 كم.