تحرير: كوثر حسين عاد محمد عبد الله أحمد، ابن مركز البدارى في أسيوط إلى أهله، اليوم الثلاثاء، بعد رحلة تغُيب دامت لأكثر من 20 عامًا، خرج فيها طفلا صغيرًا تائهًا لا يعرف شيئًا، بينما كانت صفحة "المفقودين" على الفيسبوك حلقة الوصل بينه وأهله ... "ولاد البلد" ذهبت إلى أهله لرصد فرحتهم بعودة ابنهم والتي تمثلت في الطبل والمزمار واطلاق الزغايد وإقامة الولائم. "قررت أنشر صورتى على الفيسبوك عشان أتربيت وسط عيلة مش عيلتى"، بتلك الكلمات بدأ محمد عبدالله أحمد، ابن عزبة عقيل التابعة لقرية النواورة بمركز البدارى في أسيوط، حديثة في وسط أهله بعد رحلة فقد دامت لأكثر من 20 عامًا ويضيف أنه خرج من قريته وكان صغيرًا لا يتذكر شيئًا ووصل بعدها إلى محطة المطرية وأخذته هناك أسرة عاش معها فترة ومنها انتقل إلى دار رعاية خاصة حيث تكفلت به سيدة أعمال تدعى عبلة السعيد والتي يعتبرها أمه الثانية ودرس في تكنولوجيا المعلومات إلى أن تخرج. "أنا شغال بقى لى 7 سنين بس قررت أبحث عن أهلى"، بعد انتهاء دراسة محمد قرر ايجاد فرصة عمل جيدة ولكن حلم لم الشمل كان ما زال يراوده في كل وقت فقرر البحث عن أهليته وما زاده تشجيعًا هو تعّرف زميل له على أهله ورجوعه إليهم وهو ما زاد الأمل بداخله، وكان بداخلى يقين أننى سأبحث عنهم وسأجدهم لأنه حقهم. يتابع محمد حديثه "نزلت صورى على الفيس منذ 3 شهور مضت، بس صورتى وأنا صغير وخفت أنزل صورتى وأنا كبير، ولقيت ناس بتتصل عليا وتعطينى علامات ولكنهم مش اهلى، فقررت أنزل صورتى وأنا كبير سنًا ربما أشبه أحد من أهلى، وفوجئت باتصال خالى من السعودية ودلالته على عدة مواصفات وعلامات، وأعطانى رقم هاتف لأمى وحينما تحدثت إليها طلبت منى بعض العلامات والمواصفات، ولكن كان بداخلى يقين أنها أمى". كانت الدموع الفيصل بين لقائى وأمى فما إن وقعت عيناى عليها أخذتنى في حضنها، وحزنت كثيرًا على الأيام التي قضيتها بعيدًا عن أهلى الذين استقبلونى بالطبل والمزمار وبفرحة لم أرها منذ قبل، ولكن ستظل عبلة السعيد هي أمى الثانية وسأتواصل معها ومع من وجدونى في المطرية. ووجه محمد رسالة للمسؤولين لتسهيل إجراءات تغيير اسمه حيث أنه يحمل بطاقة رقم قومى باسم أحمد وكذلك الشهادة الجامعية ويريد تغييرها للاسم الحقيقى. الحاج عبد الله أحمد، والد محمد، يقول إنه عرف خبر حقيقة نجله من الفيسبوك خاصة بعد نشره صورته على صفحة المفقودين، فقمنا بالتواصل معه والتعرف عليه بحكم علامات في جسده لم يكن يعرفها الشاب من الأساس، وعن فرحة والدته برجوع ابنها قال إنها سافرت فور علمها للقاهرة بطائرة لتصل سريعًا لفلذة كبدها. ويقول الحاج السبعاوى أحمد محمد رحومه، عم محمد، أنه يعمل في القاهرة منذ عدة سنوات حيث أنه يبلغ من العمر 43 عامًا، وعن واقعة فقدان محمد يقول "أنا كنت فاكر محمد ساعة ما طلع من البيت ومرجعش تانى ودورنا عليه أربعين يوم بس كان عندنا أمل أنه عايش ومضعش، وأول ما شفت صورته بكيت من الفرحة ولما شفته في الحقيقة أتأكدت إنه ابننا وأبوه نزل من السعودية وساب شغله عشان ولده"، مشيرًا لاستمرار الاحتفال لمدة عدة أيام. "محمد كان ساكن جنبنا من 15 سنة وولادى صحابه"، يردف الحاج بدر على محمد، ومقيم بالعاشر من رمضان، أنا محمد يقطن جانبه وتعرف عليه منذ أعوام كثيرة كما أنه صديق أولاده، ويضيف أنه تغيب عن منزله منذ 23 عامًا وكانوا دائمين البحث عنه في كل مكان ولكنى تعرفت عليه لأنه يشبه والدته ولكننى لم أره وهو صغير. ويشرح أحمد الجيزاوي، ادمن الصفحة الرسمية للمفقودين على الفيسبوك، طريقه الوصول لمحمد، "محمد كان على تواصل مع الصفحة وأرسل رسالة لنا لنساعده في البحث عن أهله وذكر أنه مفقود منذ 20 عامًا، فنشرنا الصور وخلال يومين كان هناك أكثر من مليون مشاهدة للبوست وتفاعل معه الكثيرون، ومن ثم وصلت الصورة لأهله وتواصل معنا خاله من السعودية وبعدها والدته التي جاءت من أسيوط وتعرفوا عليه من خلال المواصفات والعلامات التي كانت في جسده وبعدها تحليل الحمض النووى". ويشير الجيزاوى إلى أن الصفحة ساهمت في مساعدة أكثر من 14 حالة قبل محمد ولكنه يعتبر الحالة الأهم، ويطالب المسؤولين بالإهتمام ببلاغات التغيب واتخاذها على وجه السرعة وعدم الانتظار حتى مرور 24 ساعة وكذلك تخصيص برنامج للمفقودين وأهاليهم.