شهدت محلات بيع حلوى المولد النبوي بالأقصر ارتفاعا في الأسعار عن العام الماضي، في مقابل انخفاض الإقبال على الشراء من قبل المواطنين، الذين أرجعوا ذلك إلى ارتفاع الأسعار ليس بحلوى المولد فقط ولكن بجميع السلع والمستلزمات مع تدهور الحالة الاقتصادية ليكون العبء كبيرا على المواطن. يقول يوسف أحمد "40 عاما" بائع حلوى، إن أسعار حلوى المولد النبوي كل عام في زيادة عن العام السابق له، وهذا الأمر ليس بالحلوى فقط لكن بجميع مستلزمات الحياه والسلع وكل ما يلزم المواطن، والزيادة لا تكون عبئا على المواطن فقط، لكنها ستكون على البائع أيضا، الذى يشتري كميات بأسعار مرتفعة لذا يضطر إلى بيعها بأسعار مرتفعة أيضا. ويتابع أحمد أن بيع الحلوى بموسم المولد النبوي هي مصدر رزق لعدد كبير من الأشخاص، حيث يفترشون الأرض كل عام قبل موعد المولد بشهر، ليتمكن من جمع مبلغ من المال يستطيع به الإنفاق على أسرته، لكن يواجه ذلك ارتفاع الأسعار، الذي لا يجعل هناك إقبال على الشراء من قبل المواطنين. ويوضح أن سعر الكيلو من الفول السوداني وصل هذا العام إلى 15 جنيها بدلا من 10 جنيهات، وكيلو الحلوى المشكل إلى 12 جنيها، الذي يختلف بحسب النوع، حيث قد يصل بعضها إلى 25 جنيها، وهناك أنواع أخرى تصل إلى 60 جنيها. ويضيف أحمد على، 45 عاما، بائع، أن الإقبال على الشراء هذا العام على حلوى المولد النبوى ضعيف حتى الآن، حتى من يشتري لا يتعدى ما يطلبه عن الكيلو ، ويرجع ذلك إلى ارتفاع الأسعار وتدهور الحالة الاقتصادية، وبالطبع لهذا تأثير على بائع الحلوى، التي قد تكون مصدر رزق الوحيد، إضافة إلى أنه مطالب بدفع فواتير الكهرباء ومستحضرات أخرى للمرافق عن المكان الذى يستقله بالشارع، إذا لم يتطور الأمر لدفع غرامة. ويشير أحمد إلى أن معظم من يبيع حلوى المولد سواء بالمولد النبوي أو مولد أبو الحجاج أو غير ذلك، لا تعد تلك هي مهنتهم الأساسية، لكنهم كانوا يعملون بالسياحة سواء ببازارات أو غير ذلك، لكن مع حالة التدهور التي أصابت السياحة لم يجدوا أمامهم مصدر رزق آخر، فاتجه الجميع لبيع الحلوى في الموالد، ومنهم من عمل بالمقاهي وغير ذلك. ويقول محمد عبد الرحيم، 50 عاما، إنه منذ 5 سنوات مضت كان جميع الأسر تحرص على شراء حلوى المولد النبوي، لأنه موسم لا يأتي إلا مرة واحدة بالعام، لكن مع ارتفاع الأسعار وزيادة الضغوط على المواطن، التي جعلته يعزف عن الإقبال على شراءها، أصبح لديه نوع من الرفاهية، ويوجد متطلبات أساسية أولى منها، والتي حتى الراتب الشهرى لا يكفيها، لذا لا يمكنه شراء الحلوى. ويستطرد أنه بالصعيد، لا سيما قرى محافظة الأقصر، فهناك عادة أنه بالموالد سواء المولد النبوي أو أبو الحجاج أو غير ذلك من الموالد على رب الأسرة شراء كميات من الحلوى والفول السوداني ليس لأسرته فقط ولكن للأقارب وبناته المتزوجات وأسرهم، لكن هذا الأمر أصبح الآن مكلفا جدا، لذا اضطر البعض إلى الامتناع عن الشراء تماما حتى لأسرته.