طلاب بكلية هندسة المطرية، جمعهم هدف واحد، لم يتركوا مجالًا لليأس بينهم، تمسكوا بفكرتهم التي اختاروا العمل عليها من أجل مساعدة غيرهم، فكانت الإنسانية هي المحرك الأساسي لهم، ووقود يدفعهم لمتابعة مشوارهم دون توقف مهما واجههم من صعوبات، وضعوا أمام أعينهم مجموعة من الكلمات كانت هي أساس مشروعهم وهي" انك تصنع ذراع لشخص عشان يقدر ياكل و يشرب فانت بترجعه للحياة من تاني". فريق "إنجاد" -الذي ضم مجموعة من الطلاب في مراحل مختلفة بكلية هندسة المطرية جامعة حلوان- نجحوا في ابتكار ذراع تعويضية لمن يعانون ضمورا عضليًا أو شلل، لمساعدتهم على تحريكه بشكل طبيعي، بتكلفة أقل وكفاءة أعلى، ولم تكن الفكرة وليدة الصدفة، بل أنهم ابتكروا في البداية عضلة هوائية ومرورا بعدد من المراحل وصلت في شكلها النهائي إلى ذراع كاملة. محمود عادل الطالب بالفرقة الثالثة بالكلية وأحد أعضاء الفريق، يقول إنهم في البداية نجحوا في تصنيع العضلة الهوائية بخامات بسيطة، على الرغم من أنه لا يتم تصنيعها إلا في شركة ألمانيا وخاماتها المستخدمة لم تكن معروفة، ولكنهم نجحوا في تصنيعها، ومن ثم تطورت الفكرة إلى تصنيع ذراع كامل يساعد أصحاب الضمور العضلي وتم الاستعانة بأطباء علاج طبيعي . في البداية كانت الفكرة عبارة عن ذراع خارجي يتثبت على الكرسي المتحرك والمريض يتحكم به عن طريق عصا تسمى "جوي ستيك" وكانت حركته محدودة فكان محصور فقط ب3 حركات دون أن يكون هناك كف اليد، ولكن تم تطوير الفكرة وأصبح من الممكن ارتداء الذراع لمساعدة المريض على تمارين العلاج الطبيعي ويتم التحكم عن طريق الموبايل ويقوم بعمل 6 حركات بالإضافة إلى وجود كف اليد. "لا يوجد نجاح بدون صعوبات" لم يكن الأمر سهلاً فكان العائق المادي هو أكبر عائق أمامهم " كنا نجمع من بعض الفلوس واحنا طلبة لا يوجد لدينا مصدر دخل ولم يكن هناك من يدعمنا" لم يكن ذلك فقط ما وجهوه ولكنهم وجدوا صعوبة في إقناع كليتهم بأهمية ابتكارهم وفاعليته حتى نجح فريق " إنجاد" في إثبات ذلك بعد فوزهم في عدد من المسابقات والمعارض التي شاركوا بها، ومن ثم بدأت كليتهم في مساعدتهم في توفير ما يحتجونه لاستكمال مشروعهم. لا يقف حلمهم عند ذلك، ولكنهم يعملون الأن على تطوير فكرتهم حتى يتم تصنيع بدلة كاملة للمرضي الذين أصابهم الشلل لمساعدتهم على الحركة بشكل كامل وذلك باستخدام العضلات أيضاً، يقولها الطالب محمود الذي أكد أنهم لن يتنازلوا عن ابتكارهم وأنهم تلقوا عروض ببيع الفكرة بمبالغ كبيرة ولكنهم متمسكين بها حتى تحقيق هدفهم الذي يقول عنه " طول ما في عزيمة واصرار يبقة هنبدع" . لم يتوانى أعضاء الفريق في السير بطريق تسجيل ابتكارهم والحصول على براءة اختراع، ولكنهم اصطدموا بحائط الروتين المصري الذي يعرقل خطاهم، فوجدوا نفسهم أمام خطوات تعجيزية غير مفهومة بالنسبة للموظفين الذين تعاملوا معهم مثلما يقول محمود، حتى تمكنوا من الحصول على رقم لتسجيل الابتكار وفي انتظار متابعة الفحص الفني. حصد فريق "إنجاد" عدد من المراكز في المسابقات والمعارض التي شاركوا بها، وكان من بينها حصولهم على المركز الخامس على مستوى الشرق الأوسط في الملتقى العربي الإبداعي عام 2013 جامعة طنطا، وجائزة أفضل مشروع هندسي بمعرض القاهرة الدولي 2014 بالجامعة الأمريكية، ومركز أول على مستوى الجمهورية بمؤتمر الشباب الباحثين عام 2015 بجامعة أسوان، والمركز الأول في مجال هندسة الميكاترونكس عام 2015 في يوم الهندسة المصري، وأخيرًا حصل الابتكار على مركز أول في المعرض الدولي للابتكارات بأوكرانيا عام 2015 وحصدوا الميدالية الذهبية مستقبل البحث العلمي الذي يراه البعض مظلماً في مصر، يجد به "محمود" بصيصاً من النور ولكن إذا تم استغلال هؤلاء المبتكرين الذين يقوول عنهم " مصر بها عقول مميزة وفلوس، ولكن ما يحدث هو أنه يتم انفاقها بشكل غير مدروس دون تقييم سليم للعقول في مصر ولكن إذا تم الاستفادة من هذه العقول واستغلال الفلووس التي تنفق في مجال البحث العلمي بشكل صحيح ستكون النتيجة مختلفة" رغم ذلك إلا أنه مقتنع أن الروتين المصري سينتصر في النهاية مختتما حديثه قائلا " لو جتلي أي فرصة للسفر في أي حتة هوافق طبعا" .
