فريق جامعة القاهرة مع سيارتهم فى جناح مصر بماراثون آسيا بمانيلا سخرت حكومة الفلبين كل ماهو متاح لنجاح أكبر مهرجان يقام في آسيا وهو ماراثون شل. فهو ليس مجرد سباق للسيارات الصغيرة ولكنه مباراة بين العقول المتفوقة القادرة علي الإبتكار. فالتنافس بين الطلاب فيمن يستطيع تصنيع سيارة صغيرة تسير بأقل قدر من الوقود وتكون صديقة للبيئة. ولأول مرة تشارك مصر فريقين من طلاب الهندسة بجامعتي القاهرة وعين شمس.. شباب مصر الصغار رفعوا قامة مصر عاليا.. كريم حمزة قائد فريق جامعة القاهرة ومحمد علوي قائد فريق عين شمس وأريج مصطفي لفتت أنظار رواد المعرض بخفة وزنها وكفاءتها في قيادة سيارة فريق عين شمس.. إنهم صورة مشرفة لشباب مصر الذي يبحث عن فرصة ولو في الفلبين .لكن عتابهم في محله علي الحكومة والمسئولين الذين تركوهم عرضة للروتين ولديهم مطلب واحد تبني أفكارهم حتي لاينفرط العقد ويظلوا مجموعة متماسكة . فللمرة الأولي تقوم مجموعة من طلبة جامعة عين شمس وجامعة القاهرة بتمثيل مصر في ماراثون شل البيئي العالمي - تحدي آسيا 2014 والذي أقيم في مزه لونيتا في قلب العاصمة الفلبينية مانيلا تحت شعار "مستقبل الطاقة" ليجمع أكثر من 150 من الشباب المتحمس للتقنيات الحديثة. يمثلون 16 دولة في مختلف أرجاء آسيا والشرق الأوسط حيث يقوم كل فريق بقيادة مركبات المستقبل التي قاموا بتصميمها وتنفيذها حول مضمار السباق في مانيلا. ويعتبر تحدي 2014 الخامس من نوعه في آسيا وشاركت هذا العام 4 دول من الشرق الأوسط هي مصر ولبنان وقطر والإمارات ممثلة بتسعة فرق. ويتلخص تحدي ماراثون شل البيئي حول اختيار افضل سيارة التي تقطع أكبر مسافة ممكنة باستخدام لتر واحد من الوقود و بذلك تصبح المركبة الأعلي كفاءة في استهلاك الوقود هي الفائزة.إلتقت (الأخبار) فرق مصر المشاركة حيث أكد كريم حمزة قائد فريق جامعة القاهرة والذي فاز بالمركز الثامن مما يعد إنجازا نظرا لاشتراكهم للمرة الأولي في تاريخ السباق وقال كريم أننا لدينا خطة لتصنيع سيارة تسير في الشارع ولن يتوقف طموحنا عند تصميم سيارة للمسابقات وبدأنا منذ سنة وتم إعداد نموذج للسيارة وفكرنا في تسيير السيارة بأقل قدر من الوقود عن طريق تخفيف وزن السيارة بدون تأثير علي قوتها وتقليل الاحتكاك بين الأجزاء الميكانيكية ثم توصلنا إلي تصميم شكل السيارة ليعطي أقل مقاومة للهواء أثناء السير. أما عن وزن السيارة فهو 40 كيلو جراما مع العلم أن الوزن المسموح بمسابقة ماراثون شل آسيا حتي 180 كيلوجراما. وقد راعينا في تصميم الجسم إستخدام ألياف الكربون وإستوردنا مادة الفيبر من الخارج وأجرينا عدة أبحاث لتصنيع خامات قوية وخفيفة لتحتمل التصادم. وتتميز السيارة بأنها صلبة وجزء واحد مصبوب في قالب واحد كقطعة واحدة. وقد استغرقنا في تصنيعها شهرين. لكن مانواجهه هو الروتين فنحن نبحث عن الدعم المادي والمعنوي فليس لدينا إمكانيات لجلب مواد التصنيع وتقوم الكلية بمساعدتنا قدر الإمكان لكن الروتين يضيع وقتاً كبيراً في الحصول علي خامات شرائها. وهيكل السيارة تكلف 30 ألف جنيه ولكن حاليا لو أنتجناه سيصل 15 ألف جنيه فقط. ونتمني أن نكون فريقاً متكاملا مستمراً وليس مشروع تخرج وينتهي الموضوع وينقصنا وجود آلات التصنيع ولكن لو وجدنا من يدعمنا سنستمر متواصلين فريق واحد تزداد خبراتنا يوما بعد يوم لكن يبدو أننا سنتخرج في الكلية وكل واحد يعمل في أي مجال مختلف .وقد قمنا بتصنيع أجزاء من السيارة في مصانع الانتاج الحربي ونحتاج لتوفير مكان مزود بالآلات والتقنيات التي تدفعنا لمزيد من الإبتكار. ويشرف علي معاونتنا د. عمر حزين ود. بدر عزام وعدد من أساتذة كلية الهندسة بجامعة القاهرة الذين يشجعوننا ويدعموننا. لكن في غياب الحكومة الموضوع صعب فنحن حاليا نحصل علي دعم من شل ولكن لو دخلت الحكومة بشكل قوي سيكون النتائج أكبر ويكون الهدف مشروعا قوميا لإنتاج سيارة مصرية فالحلم. ليس بعيداً وها نحن بدأنا أولي الخطوات. وتقوم بالإضافة لشركة شل مؤسسات خيرية تساهم في دعمنا. لكن الروتين يستهلك مجهوداً كبيراً فلكي نشتري قطعة غيار نكتب طلبات وايصالات. وقد ساهمت اكاديمية البحث العلمي بمبلغ 100 ألف جنيه لكننا عندما نحتاج مبلغا لننفقه علي شراء أي شيء لزوم التصنيع نذوق الأمرين بسبب الروتين. ونتمني السنة القادمة تطوير السيارة لكي نتصدر المسابقة وكان حلمنا الدخول والتسجيل وهانحن وصلنا وفاجأنا العالم بحصولنا علي المركز الثامن لكننا نأمل أن نصل لرقم مهم في تسيير سياراتنا مسافة أطول بأقل قدر ممكن من الوقود. و من أهم الصعوبات التي تواجهنا أننا نضطر لشراء قطع غيار صينية الصنع لتوفير المصاريف ولكنها تفرق في عملية الوزن والاحتكاك ويكون لها نتائج سلبية. فلو احتجنا قطعة أصلية ثمنها 1000 جنيه نضطر لشراء قطعة صيني ب 100 جنيه للتوفير. لكننا نؤكد أن الدعم المالي من شل لم يكن هو المحفز الوحيد ولكنهم قدمونا لأول مرة في مرسي علم لنعرض تجربتنا وقد شجعنا يورون ريختين رئيس شل ونيرين علوي مسئول العلاقات الخارجية وكل من تعاملنا معهم في شل وجدنا منهم الحماس والتشجيع علي التجويد والابتكار. والمشكلة أن لدينا بعض أفراد الفريق يفكرون في الهجرة بعد إكتسابهم مهارات جيدة في التصميم والميكانيكا وفنون صناعة السيارات .لكننا لو وجدنا الدعم من الدولة سيكون هناك نتائج طيبة وإبتكارات أفضل لتصنيع سيارة للمصريين تسير بأقل قدر من الوقود. ويقول كريم حمزة أننا نفكر في تطوير فكرة الألياف التي صنعنا منها جسم السيارة ونحاول نشره في مصر لأنه غال ونادر ويصلح جيدا للموبيليا. فقد استلهمنا ذلك من أول سيارة صنعناها فالموبيليا ستكون خطوة مهمة وستحدث الألياف بمكوناتها وطرق تشكيلها ومتانتها طفرة هائلة. ونطالب بالتركيز علي الجزء العملي في الدراسة وأن تدعم الدولة الفكرة ولاينظر لنا علي أننا طلبة وينتهي الموضوع فنحن مستمرون في أبحاثنا للوصول للأفضل ولم يوجد لدينا رفاهية هدر المواد لقلة الامكانيات وتم تكلفة أول قالب صنعنا به جسم السيارة 20 ألف جنيه ولو قمنا بتصنيع سيارات أخري ستقل التكلفة بكثير. البداية صعبة لكننا أثبتنا للعالم أننا قادرون علي فعل شيء جميل وكثير ساعدونا لكننا نأمل في حملة قومية لتشجيع فكرتنا ليستفيد منها المصريون بعد ان حققنا المركز الثامن في المسابقة رغم مشاركتنا لاول مرة.