بدأت اليوم الثلاثاء، محاكمة صحفيين اثنين وقس ومسؤولين اثنين في الفاتيكان بشأن فضيحة "فاتيليكس 2" التي تتعلق بتسريب معلومات محرجة حول الشؤون المالية للكنيسة الكاثوليكية. واتهم الصحفيان جيانلويجي نوتزي وإيمليانو فيتيبالدي بممارسة ضغوط من أجل الحصول على هذه المعلومات من المونسينيور الأسباني لوسيو بايخو بالدا ومساعده الإيطالي نيكولا مايو ومستشارة العلاقات العامة الإيطالية فرانشيسكا شوقي. ويواجه نوتزي وفيتيبالدي عقوبة تصل إلى السجن ثمانية أعوام، فيما يمكن أن تصل عقوبة بايخو بالدا ومايو وشوقي إلى السجن 10 أعوام لأنهم متهمون ليس فقط بإفشاء أسرار دولة الفاتيكان، بل أيضا بتشكيل تنظيم إجرامي. وقال نوتزي قبل جلسة المحكمة الافتتاحية: "سوف نستمع إلى التهم الموجهة ضدنا. إيمليانو وأنا أدينا عملنا وسوف نواصل تأديته"، وأيده فيتيبالدي الذي أضاف :"الشيء الوحيد الذي فعلناه هو نشر أنباء لم ينكرها أحد". وبدأت إجراءات الجلسة في حوالي الساعة 1030 صباحا (0930 بتوقيت جرينتش) وانتهت خلال 90 دقيقة، بعد أن رفضت المحكمة أجوبة فيتيبالدي في دفاعه, حيث قال إن التهم الموجهة ضده موغلة في العمومية، كما رفضت المحكمة أيضا دفاع بايخو بالدا, حيث طلب محاميه مزيدا من الوقت من أجل تقديم دليل براءته. وقال رئيس المحكمة جوزيبي دالا توري أن المحكمة ستستأنف جلساتها يوم الاثنين المقبل في الساعة 0930 صباحا باستجواب بايخو بالدا وشوقي. وتم تحديد موعد عدة جلسات استماع في الأسبوع القادم, مما يشير إلى وجود رغبة لإنهاء المحاكمة سريعا. وفي انقطاع للجو الإيجابي الكاسح الذي أحاط بفترة تولي البابا فرانسيس لمهامه حتى الآن, يواجه الفاتيكان حاليا انتقادات دولية على خلفية تعنت رد فعله تجاه "فاتيليكس 2". وكانت نينا أوجنياتوفا، من "لجنة حماية الصحفيين" التي تتخذ من نيويورك مقرا لها، قد قالت أمس الاثنين :"ندعو الفاتيكان إلى إسقاط التهم الموجهة ضد جيانلويجي نوتزي وإيميليانو فيتيبالدي". وأضافت: "لابد أن يسمح للصحفيين بممارسة دورهم في مراقبة وتحقيق في الأخطاء دون خوف من تداعيات ذلك". كما شكا محامون إيطاليون موكلون عن بايخو بالدا وشوقي من عدم منحهم التصاريح للدفاع ، ليبقى تمثيل المدعى عليهم بيد محامين تعينهم المحكمة. وفي حديثه للمحكمة رفض مدعي الفاتيكان روبرتو زانوتي التلميحات المشيرة إلى أن المحاكمة "تضرب بحرية الصحافة عرض الحائط"، وقال إن الصحفيين مثلا في قفص الاتهام لجمعهما أنباء بشكل غير قانوني. وكتبت شوقي على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك إنها سوف تستغل جلسة الاستماع اليوم الثلاثاء لتطلب مجددا أن تدافع عنها جوليا بونجورنو ،المحامية الشهيرة التي دافعت قبل ذلك عن الإيطالي رفائيلي سوليشيتو الذي كان متهما بمساعدة صديقته الأمريكية أماندا نوكس في قتل زميلتها البريطانية ميريديث كيرشنر. لكنها اضطرت للرضوخ لأمر المحكمة بشأن تعيين محام من جانبها, كما هو الحال مع بايخو بالدا ومايو. وذكرت الفاتيكان أن يمكن أن يسمح لنوتزي وبايخو بالدا بالحصول على محام ثان. ويعتمد كتاب نوزي "تجار في المعبد" وكتاب فيتيبالدي "الجشع" على تسريبات للجنة بابوية كان بايخو بالدا وشوقي من أعضائها. يتهم الكتابان مطارنة بارزين بالعيش في ترف خيالي ومقاومة الجهود الهادفة لتطهير ماليات الفاتيكان. وفيما يبدو كلفتة رمزية، بينما كانت المحاكمة بصدد البدء التقى البابا فرانسيس بمجلس إدارة بنك "مؤسسة الأعمال الدينية" الذي تشوب سمعته الفضيحة بالفاتيكان, وعين جيان فرانكو مامي مديرا عاما جديدا للبنك. وأطلق على الفضيحة اسم "فاتيليكس 2" بوصفها تكرار لفضيحة التسريبات "فاتيليكس" التي تفجرت عام 2012 بسبب كتاب آخر لنوزي أيضا اعتمد على وثائق سرية مسربة من الفاتيكان. ولم يحاكم الصحفي بسبب الفضيحة السابقة ، ولكن مصدره الرئيسي ، وهو الخادم الخصوصي لبابا الفاتيكان في ذلك الوقت بنديكت السادس عشر صدر بحقه حكم بالسجن 15 شهرا وحصل على العفو بعد ذلك بوقت قصير. وتردد أن الفضيحة ساهمت في قرار الاستقالة المفاجئ الذي اتخذه البابا الشرفي بنديكت السادس عشر في أوائل عام 2013 .