جمال شاب في بداية العقد الثالث من العمر، من أسرة بسيطة الحال، الأسبوع الماضي أصبحت قصته حديث أهالي البساتين بعد قيامه بقتل شقيقه الأكبر.. بدأت مأساة جمال منذ 10 سنوات مضت عندما كان يعيش وسط أسرته فوالده يعمل موظف والأم ربة منزل.. لديه أخ وحيد يُدعى، محمود، ويكبره بخمس سنوات، كان كل شيء بالنسبة له يلجأ إليه عندما كان يتعرض لأي مشكلة.. حصل جمال على بكالوريوس التجارة وأخذ يبحث عن فرصة عمل وعندما اسودت به الدنيا اقترح عليه شقيقه محمود بأن يذهب إلى للعمل بالغردقة وساعده في الحصول على وظيفة هناك. ذهب جمال إلى الغردقة وكان يعمل بكل جُهد لكي يؤمن مستقبل أسرته ويوفر الأموال استعدادًا للزواج.. كانت حياته تسير بشكل طبيعي مثل أي شاب حتى توفيا والديه في حادث سيارة أثناء ذهابهما إلى الغردقة في فصل الصيف.. ومنذ ذلك اليوم وانقلبت حياة جمال تمامًا وأصبح شخصًا آخر.. حيث أدمن المُخدرات والخمور وأهمل في عمله وكان يقضي مُعظم الوقت مع فتيات الليل.. لدرجة أن شقيقه محمود نصحه كثيرًا بالابتعاد عن هذا الطريق وأن يهتم بعمله وصحته إلا أنه كان يضرب بكلامه عرض الحائط.. ووصلت الخلافات بينهما إلى درجة أن جمال قاطع شقيقه ولم يسأل عليه على الإطلاق. وفي يوم ما عاد جمال من الغردقة وبصحبته فتاة ليل وذهب إلى منزله بالبساتين وبمجرد أن دخل وجد شقيقه محمود أمامه.. رفض محمود دخول هذه الفتاة المنزل وطلب منه أن يطردها إلا أن جمال رفض وسبه بأبشع الألفاظ.. وأثناء ذلك نشبت بينهما مشادة كلامية تطورت إلى مشاجرة قام على إثرها جمال بالاسراع إلى المطبخ وأمسك بسكين وانهال على شقيقه بعدة طعنات بالرقبة ومختلف أنحاء الجسد ولم يتركه إلا جثة هامدة.. وقف جمال في حالة ذهول غير مصدق بأنه قتل شقيقه الأكبر.. أطلق لسيقانه العنان وفر هاربًا هو وصديقته من المنزل. رائحة كريهة! بدأت أحداث الواقعة عندما تلقى العميد أشرف عبد العزيز مأمور قسم شرطة البساتين بلاغًا من سكان عقار بدائرة القسم يفيد بانبعاث رائحة كريهة من إحدى الشقق، على الفور انتقل المقدم وائل غانم رئيس المباحث، وباستصدار إذن من النيابة العامة تم كسر باب الشقة وعُثر على جثة، محمود، عامل، وبها عدة طعنات بمُختلف أنحاء الجسد، وبجوارها سكين عليه آثار دماء. وبإخطار اللواء خالد عبد العال مدير أمن القاهرة، أمر بتشكيل فريق بحث ضم اللواء هشام العراقي، مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة، واللواء محمود خلاف، نائب المدير، واللواء عبد العزيز خضر، مدير إدارة البحث الجنائي، واللواء هشام لطفي، رئيس مباحث قطاع الجنوب، والعميد هشام جمعة، مفتش مباحث الجنوب، والمقدم سليمان عبد الرحمن، نائب مأمور قسم البساتين لسرعة كشف غموض الحادث وضبط مرتكبيه. ودلت التحريات إلى أن وراء ارتكاب الواقعة جمال شقيق المجني عليه، وقال أحد شهود العيان بأنه شاهده يخرج من المنزل وبدت عليه علامات الشك والريبة، وعقب تقنين الإجراءات وبعمل العديد من الأكمنة الثابتة والمتحركة تمكن الرواد محمد سلام وأحمد مختار ومحمد السيسي ومحمود محجوب معاونوا المباحث والأمين سمير صبري، من ضبط المتهم وبمواجهته انهار واعترف بارتكاب الجريمة وقال بأنه لم يقصد قتل شقيقه وأنه تشاجر معه بعد رفضه دخول صديقته إلى المنزل. تم تحرير المحضر اللازم، وأمرت النيابة بحبس المتهم 4 أيام على ذمة التحقيق، وتشريح جثة المجني عليه لمعرفة أسباب الوفاة واستعجال تحريات المباحث حول الواقعة.