جريمة بشعة بكل المقاييس،تخلي فيها المتهمون عن انسانيتهم وتحولوا إلى حيوانات مفترسة لا هم لهم سوى نهش ضحاياهم..الاسبوع الماضى شهدت المقطم جريمة مثيرة بطلتها مندوبة مبيعات تدعى هبة استعانت بعشيقها وصديقه فى قتل عامل وخاله بسبب خلافات تجارية بينهما..المثير للشفقة فى هذه الجريمة أن المجنى عليهما ليس لهما أى ذنب سوء أنهما وقعا فريسة لثلاثة ذئاب بشرية تخلوا عن كل مشاعر الرحمة والانسانية ، لم يكتف المتهمون بذبح الشابين ، بل أشعلوا النار فى الشقة لتضليل المباحث ، ولكن شركة المحمول كشفت هؤلاء الجناة فى تقريرها الذى ارشد عن مكان تواجد الهواتف المحمولة المسروقة من شقة المجنى عليه فى البساتين, و عبر الأكمنة نجحت المباحث فى ضبط الجناة .. فماذا قالوا ؟ و لماذا ارتكبوا جريمتهم الشنعاء؟ .. فى شقة بالدور الثالث بإحدى العقارات القديمة بمساكن رولان بالمقطم تقع شقة محمد حسن العامل البسيط..منطقة هادئة ساكنة كل شخص يقيم فى حاله تمر الايام ولايحدث أى ازعاج من أى نوع. دخان خلف الباب لكن منذ يومين فوجئ الاهالى بما عكر صفو الحياة فى الشارع.. دخان كثيف يخرج من شقة محمد..تجمع الاهالى وصعدوا بسرعة إلى الشقة التى احترقت من كثافة النيران.. طرقوا باب الشقة بكل قوتهم خوفا على صاحب الشقة من الاختناق وعندما فشلوا فى كسر باب الشقة اتصلوا على الفور بالشرطة التى حضرت فى الوقت المناسب,وبكسر باب المنزل تمكنوا من اخماد النيران ولكن كانت امامهم مفاجأة مذهلة لم تكن فى الحسبان حيث عثروا على جثة صاحب الشقة وخاله مذبوحين بطريقة بشعة بالرغم من كونهما أشخاص مسالمين ليس لهما أى خصومات مع أحد...وبمناظرة الجثث تبين أن المجنى عليهما كانا يقاومان الجناة بشدة وتبين سلامة منافذ ومداخل الشقة,واختفاء 8 هواتف محمولة.. بدأ رجال المباحث يعملون فى خلية نحل لفك طلاسم الجريمة البشعة..بدأوا أول خيط بالاستعلام من شركة المحمول عن الهواتف المحمولة حتى توصلوا إلى أماكنها حيث تبين أن المتهمين يقيمون بمنطقة البساتين,على الفور انتقل رجال فى مأمورية سرية وتمكنوا من ضبط هبة وفرج وسيد حيث تبين أن المتهمة الأولى ترتبط بمعاملات تجارية بالمجنى عليه صاحب الشقة وعندما نشبت بينهما مشاجرة استعانت بالمتهمين وذهبوا اليه داخل شقته بعد أن عقدوا العزم على التخلص منه وعندما طرقوا باب الشقة فوجئوا بخال المجنى عليه متواجد معه..وبكل برود انهالوا عليهما بعدة طعنات فى الرقبة حتى فارقا الحياة واستولوا على 8 هواتف محمولة ثم أشعلوا النيران فى الشقة لتضليل المباحث وفروا هاربين. إيصال امانة! بدأ البحث فى الواقعة عندما تبلغ للمقدم احمد هدية رئيس مباحث قسم شرطة المقطم من الأهالى بنشوب حريق بالعقار 56 مساكن رولان الكائنة بالهضبة الوسطى دائرة القسم,وبالانتقال بمعرفة العقيد محمود فاروق مفتش المباحث تبين نشوب حريق بغرفة نوم بشقة بالطابق الثالث وعثر على جثتى كلٍ من محمد حسن إبراهيم السيد عامل مسجاة على ظهرها بصالة الشقة يرتدى ملابسه كاملة مصاب بجرح ذبحى بالرقبة وآخر طعنى أعلى الصدر وخال الأول حمدى محمد حسنين نقاش ومصاب بجرح طعني بالرقبة وتبين سلامة منافذ الشقة،وعدم وجود بعثرة بمحتوياتها,على الفور تم إخطار اللواء أسامة الصغير مساعد أول وزير الداخلية لأمن القاهرة الذى أمر بسرعة تشكيل فريق بحث ضم اللواء جمال عبد العال مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة والعميد ناصر حسن رئيس مباحث قطاع الجنوب والعقيد أشرف عبد العزيز الضابط بقطاع الجنوب لكشف غموض الواقعة وضبط مرتكبيها وأسفرت جهود البحث تحت إشراف اللواء عصام سعد مدير المباحث الجنائية إلى أن وراء ارتكاب الواقعة كل من فرج محمد رضا عبد الحليم عامل,شقيقه سيد عاطل وهبة إبراهيم مندوبة مبيعات وجميعهم دون سوابق,وعقب تقنين الإجراءات أمكن ضبطهم بمعرفة الرائد شادي الشاهد والنقباء عمر فاروق ومحمد بهاء الدين معاونى المباحث وبمواجهتهم امام العميد هشام لطفى وكيل مباحث قطاع النفس اعترفوا بارتكابهم الواقعة وأضاف الأول بسابقة وجود معاملات تجارية بين الثالثة يرتبط بها بعلاقة عاطفية وبين المجنى عليه الأول وقيامه بتوقيع إيصالات أمانة بدلاً منها وتهديد الأخير له باتخاذ الإجراءات القانونية قبله فى حالة عدم السداد وخطط بالاشتراك مع باقى المتهمين على التخلص منه وتنفيذا لذلك أعدوا2 زجاجة كيروسين وسلاح أبيض"سكين"وتوجهوا لمسكن المجنى عليه حيث تصادف وجود خاله بالمنزل وفور وصولهم تعدى عليه بالسلاح الأبيض محدثا إصابته ثم قام المتهم الثاني باستخلاص سكين آخر من المطبخ وتعدى على المجني عليه الثاني حتى تأكدوا من وفاتهما ثم أضرموا النيران بالشقة فى محاولة منهم لإخفاء معالم الجريمة وفروا هاربين إلى أن تم ضبطهم وبمواجهة باقى المتهمين بما جاء بأقوال الأول أيداها وتم إرشادهم الى مسكن المتهمين الأول والثانى ضبط الأسلحة البيضاء المستخدمة فى إرتكاب الحادث و الهواتف المحمولة متحصلات الحادث. تحرر عن ذلك المحضر اللازم وأمر المستشار شريف معتز رئيس نيابة حوادث جنوبالقاهرة وبإشراف المستشار طارق أبو زيد المحامى العام الأول لنيابات جنوبالقاهرة بحبس المتهمين 4 أيام على ذمة التحقيق وتشريح جثتى المجنى عليهما لبيان سبب الوفاة واستعجال تحريات المباحث.