دائما مع تغرد خارج السرب، رغم كونها عضوا بمجلس التعاون الخليجي، إلا أنها لا تلتزم عادة بقرارات المجلس، وتحافظ على علاقات متوازنة مع جميع الدول والأطياف السياسية المختلفة. سلطنة عُمان، كانت أولى الدول الخليجية التي تقيم علاقات مباشرة مع نظام الرئيس السوري بشار الأسد، بالمخالفة لقرارات مجلس التعاون الخليجي، وذلك بعد أن زار وزير خارجيتها يوسف بن علوي الأسد في العاصمة دمشق. كما أن العاصمة العمانيةمسقط، كانت ومازالت ملتقى لمباحثات المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد شيخ أحمد، مع جماعة أنصار الله الحوثية وأنصار الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح. مواقف سلطنة عُمان، لم تأتِ من فراغ، فدائما ما كانت سلطنة عُمان تحافظ على علاقاتها بالدول العربية، وتنأى بنفسها عن الدخول في صراعات محتملة، فبحسب الكاتب الصحفي سليمان النمر، المستشار الصحفي للعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، فإنه "في عام 1979 حين قرر العرب قطع علاقاتهم مع مصر "السادات" بسبب زيارته المشؤومة لإسرائيل وتوقيعه لاتفاق كامب ديفيد، انفردت السلطنة بإبقاء علاقاتها مع القاهرة". ويضيف النمر في مقال له، "حين وقفت الدول الخليجية العربية مع الرئيس صدام حسين والعراق في الحرب مع ايران التي تم توريط بغداد فيها، لم تنضم مسقط الى التحالف الخليجي مع العراق ضد ايران، وأبقت مسافة بينها وبين مواقف شقيقاتها الخليجيات. وحافظت على علاقات مع طهران حتى ولو لم تكن دافئة". السلطنة وسوريا قالت وكالة الأنباء السورية (سانا)، يوم الاثنين إن وزير الخارجية العماني يوسف بن علوي التقى الرئيس بشار الأسد في دمشق، وأكد أن بلاده تبذل قصارى جهدها لحل الأزمة السورية. وذكرت الوكالة أن الأسد وبن علوي بحثا الأفكار الإقليمية والدولية للتعامل مع الأزمة، وأضافت أن الأسد أكد أن القضاء على ما وصفه بالإرهاب سيساعد في نجاح أي مسار سياسي للأزمة. وأضافت الوكالة الرسمية أن الوزير العماني والأسد بحثا أفكارا إقليمية ودولية طرحت للتعامل مع الأزمة السورية، مشيرة إلى أن بن علوي أكد أهمية وحدة واستقرار سوريا، وقال إن بلاده مستمرة في بذل قصارى جهدها للمساعدة في التوصل لحل للأزمة. ونقلت الوكالة تأكيد الوزير بن علوي على "حرص سلطنة عمان على وحدة سوريا واستقرارها، وأن بلاده مستمرة في بذل كل مسعى ممكن للمساعدة في إيجاد حل ينهي الأزمة في سوريا. وزير الخارجية السوري وليد المعلم كان قد زار مسقط في السادس من أغسطس الماضي في زيارة نادرة إلى خارج سوريا، حيث بحث مع نظيره العماني الأزمة السورية. عمان واليمن مع إعلان المملكة العربية السعودية، تدشين تحالفا عسكريا لدعم ما أسمته شرعية الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، ضم دول الخليج العربي مصر والأردن وباكستان، رفضت سلطنة عمان المشاركة في هذا التحالف العسكري وأصرت على الحفاظ على موقفها المتوازن مع كل القوى السياسية اليمنية. وأطلق المغردون في سلطنة عُمان آنذاك هاشتاج #عمان_تمتنع_عن_حرب_اليمن وهاشتاج #عدا_عمان للتعبير عن فخرهم بعدم مشاركة بلادهم في الضربات الجوية التي تقودها السعودية على صنعاء وأنحاء أخرى من اليمن. وأكد المغردون العُمانيون أن سبب امتناع بلادهم عن المشاركة هو أن عُمان بلد سلام، وقال أحدهم، المدون نعمة الكندي: "نعم، نقولها بكل فخر عُمان لن تشارك لأنها سفينة سلام، تنئ بِنفسها عن الفتن والتشرذم. لحد الان ولا قطر عربي تم غزوه ومحاربته اصطلح حاله". وسبق أن احتضنت العاصمة العمانيةمسقط مباحثات بين الحكومة اليمنية والحوثيين وأنصار الرئيس الستبق علي عبدالله صالح تحت رعاية الأممالمتحدة عبر مبعوثها إسماعيل ولد شيخ أحمد، إلا أن المباحثات لم يكتب لها النجاح. ومن المقرر أن تستضيف مسقط جولة جديدة من المباحثات والمفاوضات بين الاطراف اليمنية منتصف الشهر المقبل حسبما أعلن مبعوث الأممالمتحدة إلى اليمن. توزيع الأدوار يعتقد الدكتور أنور ماجد عشقي، رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن ما تقوم به سلطنة عمان في الأزمتي السورية واليمنية، لا يختلف عن موقف دول مجلس التعاون الخليجي. ويقول عشقي، في اتصال هاتفي مع مصراوي من جدة، إنه يرى أن سياسة عمان في قضيتي سوريا واليمن هو نوع من أنواع توزيع الأدوار بين دول مجلس التعاون الخليجي. وأكد رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات السياسية والاستراتيجية، أنه لا حل سياسي للأزمة السورية أو اليمنية إلا عبر قيام دولة خليجية بالحوار والتفاوض مع كل الأطراف، وهذا ما تقوم به سلطنة عمان. موقف الأسد والمعارضة الرئاسة السورية قالت إنها سترحب بأي حل سياسي يقره الشعب السوري ويحترم وحدة أراضيه ولكنه أضاف أنه لا يمكن تنفيذ أي مبادرة قبل "القضاء على الإرهاب". وأضافت الرئاسة في بيان يوم الثلاثاء، أنها توضح ببيانها تقارير بأن الرئيس السوري بشار الأسد أبلغ وفدا روسيا يوم الأحد باستعداده لإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية دعا إليها حلفاؤه في موسكو. وقال البيان "لا يمكن تنفيذ أي مبادرة أو أفكار وضمان نجاحها إلا بعد القضاء على الإرهاب وإعادة الأمن والاستقرار إلى ربوع البلاد." فيما قال وزير خارجية روسيا سيرجي لافروف، إن الدبلوماسيين الروس والمصريين يواصلون جهودهم لمساعدة قوى المعارضة السورية على تشكيل الوفد الموحد إلى المفاوضات مع الحكومة السورية. ونقلت وكالة (سبونتيك) الروسية، عن لافروف قوله في مؤتمر صحفي بموسكو، اليوم الثلاثاء، إن "روسيا ومصر تحثان قوى المعارضة السورية على اتخاذ الموقف البنّاء من الحوار مع الحكومة للتوصل إلى حل الأزمة السورية". ومن جانبه، قال دميتري بيسكوف، الناطق باسم الرئاسة الروسية، إن روسيا تبذل جهودا كبيرة لتحريك عملية السلام في سوريا. وأضاف بيسكوف، ردا على سؤال بشأن خبر صحفي زعم أن الرئيس الروسي أعطى ضمانات بعدم ترشح الرئيس السوري بشار الأسد لولاية أخرى إن "قيمة أخبار من هذا القبيل تميل إلى الصفر".