عمت أجواء الفرحة والسعادة بجميع أنحاء مدينة المطرية بمحافظة الدقلية بعد عودة 75 صيادا من أصل 101 من المحتجزين في السجون السودانية وبقاء 19 في السودان للقدوم علي متن مراكب "هدي الرحمن والأميرة مريم، والأميرة ملك". وأكد الأهالي أنه من المقرر أن يصل المتبقين المياه الاقليمية المصرية خلال ساعات في حين احتجزت الأجهزة الأمنية بمطار القاهرة 7 من الصيادين لوجود أحكام مختلفة عليهم. شوهدت الزينات معلقة في أرجاء مدينة المطرية تعلوها أعلام مصر وصور الصيادين والرئيس عبدالفتاح السيسي وقناة السويس الجديدة، في الوقت الذي انطلقت الزغاريد من النساء فور وصول الاتوبيس الذي يقل الصيادين إلى مدخل مدينة المطرية. وقال "عبدالرحمن العربي الحوت، 16 سنة، صياد وأحد المفرج عنهم" خرجنا من مصر في 7 أبريل الماضي في طريقهنا إلى المياه الإقليمية الإريترية في رحلة صيد تستمر 3 أسابيع وعلى الرغم من حملنا كافة التصاريح اللازمة للدخول إلى هناك وأثناء تحركنا في المياه الدولية فوجئنا بوابل من النيران يطلق باتجاه مراكبنا وبصوت مرتفع عبر مكبرات صوت "باللغة العربية" يأمرنا بالتوقف حتى عرفنا أنه الأمن البحري السوداني يستوقفنا". وأضاف:" الأمن السوداني سيطر علي مراكب الصيد الثلاث وقادنا إلى المياه الإقليمية السودانية دون إبداء أي أسباب"، مشيرا إلى أنهم فور وصولهم الشاطيئ فوجئوا بأمر تقديمهم للمحاكمة وقرار الحبس لهم لمدة 6 أشهر بتهمة دخول المياه السودانية، وشهر لعبور بالسفن داخلها". وقال عبدالله حمودة " أحد الصيادين المفرج عنهم:" عشنا كل أجواء أنواع العذاب داخل السجون السودانية، كنا نأكل خبز وجبن فاسد.."إحنا اتظلمنا ومدخلناش المياه الإقليمية إلا لما السلطات السودانية اللى طلبت مننا قائلين لنا.-(تعالوا معانا نشوف أوراقكم وشوفوا شغلكم)، علشان كده دخلنا معاهم وإتفاجئنا إنهم حبسونا وحكموا علينا ". أما محمد أبو سمرة، 33 عاماً، صياد ومتزوج، ولديه ثلاثة أطفال هم: شروق ومحمد وعبدالله، قال:"تعودنا منذ سنوات الخروج في رحالات صيد في البحر الأحمر بعد تراجع أحوال بحيرة المنزلة وكالمعتاد خرجنا في رحلة صيد إلى المياه الإريترية بعد الحصول على كافة التصاريح اللازمة لذلك وتحركنا من البرانيس يوم 8 أبريل متجهين إلى إريتريا". وأضاف:" كنا بالمياه الدولية على بعد 36 ميلا من الحدود السودانية عندما استوقفتنا السلطات السودانية علما بأن المياه اإاقليمية السودانية آخرها عند 12 ميل بحري من الحدود السودانية ورغم ذلك استوقفتنا السلطات السودانية بالمخالفة للاتفاقيات والقوانين الدولية مشيرا إلى أن أحد الصيادين صور اعتداء القوات السودانية علينا لتوثيق وتأكيد برائتنا من تهم الدخول إلى المياه الاقليمية السودانية فقامت السلطات بمصادرة الكاميرا، وعند خضوعنا للمحاكمة رفع مستشار البحرية ضد زميلنا بلاغا أكد فيه تصوير منشآت حربية وكانت هذه القضية لصياد يُدعى أحمد علوش وبعد شهر ونصف تم تعميم القضية على 101 صيادا محتجزين". وقال السيد محمد أحد الصيادين العائدين(متزوج ولديه ثلاثة أولاد) إن القضاء السوداني كان متحاملا علينا واتهمنا بدخول المياه الاقليمية ثم من بعدها قضية التجسس للتصوير"، مشيرا إلى أنهم وفي وسط الأزمة وبعد يقينهم من أنهم سيقضون سنوات طويلة في السجون السودانية بسبب اتهامات باطلة جاء لهم ضابط سوداني يوم الأربعاء الماضي، قائلاً لهم "استعدوا عشان هترجعوا مصر"، مضيفاً أنهم توجهوا إلى قصر الضيافة بالسودان وبعدها السفر إلى مصر