عندما يهون الدم والعشرة يصبح القتل أمراً سهلاً، هذا ما حدث بالفعل مع أحمد مرتكب هذه الجريمة الذى خرج من السجن بعد قضائه 3 سنوات ليقتل صديق عمره. بدأت مأساة أحمد منذ بضعة سنوات عندما كان يعيش وسط أسرته داخل منزل بسيط بشارع فيصل فوالده تاجر ثري معروف جيدًا وسط أهالي الجيزة ووالدته ربة منزل. توفي الأب بعد صراع طويل مع المرض وأصبح الحمل ثقيلًا على أحمد فهو أكبر أشقائه لذلك كان يخرج كل يوم إلى عمله ويراعى تجارة والده ويعود آخر اليوم مرهقًا من شدة التعب. استمر على ذلك عدة سنوات حتى قرر أن يكمل نصف دينه وطلب من والدته وأقاربه أن يرشحوا له فتاة تكون جميلة ومن أسرة مرموقة، وبعد رحلة بحث شاقة تعرف أحمد على فتاة أحلامه ونشأت بينهما قصة حب جميلة الكل كان يتحدث عنها.. تمت مراسم الزفاف وسط حضور الأهل والأقارب كان أحمد يعش زوجته بكل جنون ويلبي كل مطالبها قبل أن ينطق بها فمها.. رزقهما الله بطفلين في العمر الزهور كانا كل شيء بالنسبة لوالديهما.. ومنذ ذلك اليوم وكان أحمد يعمل بكل طاقته لكي يؤمن مستقبل أسرته. كان لديه صديق اسمه محمد يقضى معه معظم الوقت ويقص له أسراره وهمومه لدرجة أن زوجته كانت تشكو دائماً من أنه يهمل المنزل ويقضى وقته مع صديقه.. وفي أحد الأيام ذهب أحمد لقضاء بعض الوقت مع صديقه بمنطقة دار السلام وأثناء ذلك نشبت بينهما مشادة كلامية بعد وصلة مزاح تطورت إلى مشاجرة قام على إثرها أحمد بقطع شرايين صديقه وفر هاربًا.. ذهب محمد إلى قسم الشرطة وحرر محضر بالواقعة وتم القبض على أحمد وحكمت المحكمة عليه بالسجن 3 سنوات.. لم يصدق أحمد ما حدث وحاول العقلاء التدخل لإنهاء الأزمة إلى أن محمد رفض التنازل عن القضية وقضى أحمد 3 سنوات خلف القضبان. فرد خرطوش خرج أحمد من السجن وهو يفكر في طريقة للانتقام من صديق عمره وقام بشراء فرد خرطوش وذهب إلى منزل صديقه بدار السلام وهو ملثم وتربص به وبمجرد أن شاهده خارج من العقار فتح عليه النار ثم استقل دراجة بخارية وفر هاربًا وعاد إلى منزله بفيصل بسرعة البرق لابعاد الشبهات عنه. تلقى العميد السيد حسن يوسف، مأمور قسم شرطة دار السلام، إشارة من مستشفى جراحات اليوم الواحد يفيد باستقبالها جثة محمد تاجر مصاب بطلقات خرطوش وبسؤال أسرته قالوا بأن هناك شاب ملثم أطلق عليه النار أمام منزله وفر هاربًا وأنهم لم يشتبهوا في أحد بارتكاب الحادث، وبإخطار اللواء خالد يحيى مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة أمر بتشكيل فريق بحث ضم اللواء عصام سعد نائب المدير واللواء محمد توفيق مدير إدارة البحث الجنائي والعميد هشام عامر مفتش المباحث والعقيد أشرف عبد العزيز وكيل فرفة مباحث الجنوب والمقدم محمد مكاوى رئيس مباحث دار السلام والنقيبان أحمد مصلح وأحمد عبد الرازق معاوني المباحث لسرعة كشف غموض الحادث وضبط مرتكبيه، ودلت التحريات إلى أن وراء ارتكاب الواقعة أحمد صديق المجني عليه وعقب تقنين الإجراءات تمكنت قوة أمنية من ضبط المتهم داخل منزله بفيصل وبحوزته سلاح الجريمة وبمواجهته اعترف بارتكاب الواقعة بسبب قيام المجني عليه باتهامه بالتعدى عليه ودخوله السجن وعندما قضى العقوبة اشترى فرد خرطوش وأطلق عليه النار حتى فارق الحياة. الانتقام التقينا بالمتهم أمام سرايا النيابة واجرينا معه هذا الحوار فى البداية وقف شارد الذهن ينظر دائما الى سقف الطرقة وقال لنا "اسمي أحمد ابلغ من العمر 30 عاماً توفى والدي منذ خمس سنوات.. اصبحت عائلاً لأسرتي كنت اذهب يومياً الى عملى واعود آخر اليوم مرهقا من شدة التعب، وبمرور الأيام تزوجت من فتاة كنت اعشقها بجنون ورزقنا الله بطفلين في عمر الزهور.. تعرفت فى يوم من الأيام على زميلى محمد الذى كنت اشكو له همومى.. أشعر بالراحة والطمأنينة وانا اتحدث معه.. كان يحبنى لدرجة أنه كان يفضلنى فى بعض الأشياء على شقيقه خالد.. توطدت العلاقات بيننا وكنا نجلس معظم الوقت سويا.. كان شخص بشوش الإبتسامة لا تفارق وجهه الشيء الوحيد الذى كان يضايقه العائد المادى الضئيل الذى كان يتحصل عليه من عمله.. يصمت المتهم قليلا ثم يعاود حديثه مرة أخرى فى أحد الأيام كنا متواجدين بمفردنا وتدخل الشيطان ونشبت مشادة كلامية تطورت إلى مشاجرة قمت على إثرها بقطع أوتار يده حتى سقط غارقاً فى دمائه وقام بعدها بتحرير محضر ضدى وحكمت المحكمة عليا بالسجن 3 سنوات وعندما قضيت العقوبة خرجت من السجن وانا افكر في طريقة للانتقام منه وقمت بشراء فرد خرطوش وتربصت به أسفل منزله ثم فتحت عليه النار حتى فارق الحياة واسرعت إلى منزلى بفيصل واختبئت فيه حتى أكون بعيداً عن أعين رجال المباحث ولكنني فوجئت برجال الشرطة يداهمون منزلى وألقوا القبض عليا بعد أن شاهدنى أحد الأشخاص وانا اهرب".