قال الدكتور نبيل العربي، الأمين العام لجامعة الدول العربية، إن هناك تهديدات خطيرة للأمن العربي والدولي في أكثر من دولة عربية، وتكفي الإشارة إلى نزيف الدمار والمعاناة الإنسانية والدمار الشامل الذي لحق بسوريا وآثارها المدمرة على لبنان والأردن، ودور الاتحاد الأوروبي مطلوب في حل هذه المشاكل. وأضاف العربي في كلمته أمام اجتماع مراجعة سياسة الجوار الأوروبية والذي عقد بالعاصمة اللبنانيةبيروت، الأربعاء، أنه يود أود التذكير بالقرار الهام الذي اتخذه القادة العرب في قمة شرم الشيخ التي انعقدت في مارس من هذا العام بشأن إنشاء قوة عربية مشتركة لصيانة الأمن القومي العربي، إذ تهدف هذه القوة إلى مواجهة الإرهاب وصيانة الأمن القومي العربي وحفظ الأمن والسلم والاستقرار في المنطقة. وأشار العربي إلى أن القضية الفلسطينية دائماً هي القضية المركزية المحورية بالنسبة للشعوب العربية، وأن المنطقة بل العالم أجمع لن ينعم بالسلم والاستقرار والأمن طالما استمر الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية وطالما أن الجهود الدولية المبذولة لمعالجة القضية لم تبرح مكانها، لذلك يجب تحقيق التقارب ما بين السياسة العربية والسياسة الأوروبية فيما يتصل بالقضية الفلسطينية والحقوق العربية للتوصل إلى حل عادل وشامل لها تقوم على تطبيق قواعد الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية. وتابع الأمين العام، "وبالنسبة لهذه المبادرة التي يتحدث ويشيد بها العالم أجمع وتتجاهلها إسرائيل تماماً على مدى ثلاثة عشر سنة، هذه المبادرة لها عناصر واضحة لتحقيق السلام العادل لجميع الأطراف ولها أيضاً تسلسل ثابت يقوم على قواعد الشرعية يجب احترامه، وفي هذا الإطار أود أن أعرب عن الأمل في أن يقوم الاتحاد الأوروبي بتأييد الأفكار الفرنسية التي تدعو إلى ضرورة اتخاذ الخطوات المطلوبة لإنهاء النزاع العربي الإسرائيلي وإقامة سلام عادل يقوم على حل الدولتين". وقال العربي، إن " دول جنوب المتوسط والاتحاد الأوروبي تهديدات أمنية تتمثل في جيل جديد من التنظيمات الإرهابية المسلحة والتي تستفيد من تداعي سلطة الدولة والاحتقان الاجتماعي والسياسي المتواجد في بعض من دول جنوب المتوسط، والتهميش الذي يطال المجتمعات العربية في بعض من الدول الأوروبية، والذي يطلق عليه الإسلاموفوبيا، مما يساعد الجماعات الإرهابية على استقطاب الشباب ضحية هذه العوامل، ولا بد من النظر في اتخاذ إجراءات مشتركة لمواجهة هذه التهديدات، ولا يمكن مناقشة قضايا الهجرة والإرهاب والتطرف دون إشراك جوار الجوار العربي والأفريقي. قضية الهجرة لا يمكن معالجتها دون إشراك دول المصدر والمعبر مع الدول الأوروبية المستهدفة بالهجرة غير الشرعية، كما أن قضية التطرف والإرهاب لا يمكن معالجتها بمعزل عن بؤر التوتر والإرهاب المنتشرة في الجوار العربي للدول المتوسطية".