فرضت تحديات الإرهاب و الصراعات المسلحة وانعدام الاستقرار الأمني التي تشهدها مناطق عديدة في أفريقيا نفسها وبقوة على مسار جلسات دور الانعقاد السادس للبرلمان الأفريقي الجارية الآن في ميدراند بجنوب أفريقيا. وقالت السفيرة أمينة دييجو ديالو من جمهورية النيجر بوصفها رئيسة لمجلس السلم والأمن الأفريقي في كلمة أمام نواب البرلمان الأفريقي أن أفريقيا تواجه الآن تحديات متصاعدة فيما يتعلق بالإرهاب والتطرف والعنف والجرائم الدولية عابرة الحدود، بالإضافة إلى ظاهرة الإتجار في البشر وتهريبهم، وهي جرائم " تولدها مشاعر الحرمان والإحباط التي تعانيه الفئات المهمشة في المجتمعات الأفريقية واليائسة من مستقبل وفرص حياة أفضل"، وذلك بحسب تعبير المسئولة الأولى عن السلم والأمن في أفريقيا. وبالنسبة للوضع في ليبيا فقد وصفته مفوضة السلم والأمن الأفريقي بأنه "خطير وباعث على القلق"، مشيرة إلى اتصالات مكثفة تتم مع الأطراف الأفريقية الأخرى للعمل على منع تمدد دائرة الإرهاب في بعض مناطق ليبيا إلى خارجها. ويشار في هذا الإطار إلى أن ليبيا قد غابت عن المشاركة فى اجتماعات البرلمان الأفريقي هذا العام بسبب أوضاع الإرهاب والانقسام التي تشهدها. الوضع في جنوب السودان "مقلق للغاية" وكشفت رئيس مجلس السلم والأمن الأفريقي أن الوضع في جنوب السودان لا يزال مقلقا للغاية حيث الوضع الإنساني يزداد خطورة مع استمرار انتهاكات وقف إطلاق النار، وبشكل متكرر وهو ما أدى إلى مفاقمة الوضع الإنساني بعد نزوح 3ر1 مليون شخص بسبب الفرار من العنف ليصل بذلك عدد من يحتاجون إلى الغوث الإنساني فى جنوب السودان إلى 8ر3 مليون مشرد. وقالت مفوضة السلم والأمن لأعضاء برلمان أفريقيا أن المجلس سيبقى نشطا خلال العامين 2015 و 2016 في دعم اجراء الانتخابات في بلدان أفريقيا، وذلك كوسيلة لمنع نشوب الصراعات ومتابعة عملية التحول الديمقراطي المؤدية إلى ذلك، ويرى المجلس أن إجراء الانتخابات في ظروف سلمية هو دليل واضح على التزام الدول الافريقية باحترام مبادئ الاتحاد الأفريقي على النحو الوارد في الميثاق الافريقي للديمقراطية والانتخابات الذى تم اعتماده في العام 2007 ودخل حيز التنفيذ في العام 2012. و خلال العامين 2015 وحتى نهاية 2016 ستشهد القارة الافريقية عددا غير مسبوق من الانتخابات التشريعية البرلمانية تقدر بنحو 24 استحقاقا انتخابيا رئاسيا و 24 استحقاقا انتخابيا برلمانيا وهى تشكل فى مجموعها تعزيزا لعملية الانتقال الديمقراطي في ربوع افريقيا. وقالت رئيسة مجلس السلم والأمن الأفريقي إن الجماعات الإرهابية في أفريقيا بات لها موارد مالية هائلة وترسانة كبيرة من الأسلحة الحديثة، وتستغل الموارد الطبيعية في عملياتها المسلحة، ومع ذلك تفلت من العقاب، وإنفاذ سلطة القانون. وأضافت أن أنشطة الجماعات الإرهابية المسلحة في ليبيا وجماعات العنف في نيجيريا بوكو حرام ومنظمة جيش الرب في أوغندا وجماعات العنف والإرهاب في الصومال المتسم بالتعصب الديني البغيض والتنظيمات المسلحة فى مالي هي أخطر ما يهدد السلام والاستقرار في أفريقيا بعد أن باتت تلك المنظمات الإرهابية تمارس انشطتها عبر الحدود المشتركة متجاوزة حدود الدول التي توجد فيها وأنها تتمدد إلى حدود الدول الاخرى وتستخدمها كملاذات امنة للاختباء و التدريب. وأضافت أنه في ضوء ذلك بات لا مفر أمام دول افريقيا سوى التنسيق والتعاون، لاسيما بين الدول التي تمتلك حدودا مشتركة حتى يمكن اجتثاث الجماعات الإرهابية بكافة مسمياتها وأشكالها، وعرضت مفوضة السلم والأمن الأفريقي على نواب برلمان أفريقيا ما قامت به من تحركات على صعيد دعم التعاون الافريقي لمكافحة الإرهاب. خطة عمل وأوضحت أنه تم وضع خطة عمل لمكافحة الإرهاب أعدها المركز الإفريقي لدراسات وأبحاث الإرهاب بالعاصمة الموريتانية نواكشوط وتعزيز الأمن في إطار استراتيجي للسلم والأمن في منطقة الساحل وبعثة الاتحاد الأفريقي لحفظ السلام في الصومال، وفى سبتمبر 2014 استنبط مؤتمر القمة الأفريقي الذي عقد في نيروبي عاصمة كينيا عددا من الاجراءات الرامية الى تعزيز السلم والامن في القارة الافريقية، وفى اجتماع مجلس السلم والأمن الأفريقي رقم 48 المنعقد في يناير 2015 على مستوى رؤساء الدول و الحكومات فوض المجلس الدولة الواقعة على بحيرة تشاد نشر قوات مشتركة من الكاميرون و النيجر و نيجيرياوتشاد وبينين لمكافحة الارهاب و منظماته. ونفذت قوات الاتحاد الافريقي في الصومال "اميصوم" عمليات مشتركة مع الجيش الوطني الصومالي تحت اسماء كودية هي "الصقر" و "المحيط الهندي" ادت الى استعادة السيطرة على مناطق عديدة من الأراضي الصومالية كانت ميليشيات حركة الشباب المتحالفة مع القاعدة قد بسطت سيطرتها عليها تعادل 80 فى المائة من مناطق وسط وجنوبالصومال الامر الذي سيساعد على تهيئة مناخ سياسي إيجابي يساعد على إعادة بناء الدولة الصومالية وإعداد الدستور تمهيدا للانتخابات العامة التي ستشهدها الصومال في العام 2016. الوساطة الجزائرية في مالي وفي مالي نجحت الوساطة الجزائرية في إبرام اتفاق مصالحة وسلام بين الحكومة والجماعات المتمردة المسلحة في الأول من مايو 2015 برعاية تجمع تعاون غرب أفريقيا ومنظمة المؤتمر الإسلامي والاتحاد الأفريقي. كما بذل مجلس السلم والأمن الأفريقي جهودا كبيرة للوصول إلى تهدئة للأوضاع في بوركينا فاسو التى اندلعت فيها موجات عنف عارمة أواخر العام الماضي 2014، انتهت بالضغط على الرئيس البوركيني بليس كومباورى بالاستقالة من منصبه ويقوم مجلس السلم والأمن الأفريقي بالتنسيق مع تجمع تعاون غرب افريقيا "ايكواس" لإجراء انتخابات تشريعية ورئاسية في بوركينا فاسو بحلول منتصف اكتوبر 2015.