تتزايد الشائعات والتحليلات بشأن الأزمة السورية مع مرور الوقت، فهناك محللين وخبراء بدأوا يتسألون إذا كان المتمردين في شمال سوريا بدأوا يحققوا مكاسب فعلية، والتي بإمكانها اضعاف نظام الرئيس السوري بشار الأسد، ويتردد هذا السؤال في بالهم هل بشار الأسد في طريقه للخروج من سوريا؟ هذا بحسب ما ورد في مجلة فورين بوليسي الأمريكية. في تقرير على موقعها الإلكتروني، قالت المجلة إن هذا السؤال تردد في أذهان الكثيرين، وشغل بال العديد من المحللين السياسيين ورجال الدولة، بالإضافة إلى الرأي العام في مختلف الدول، على مدار الخمسة أعوام الماضية، والتي بدأت فيهم موجة من الثورات اطاحت بحسني مبارك في مصر، وزين العابدين بن علي في تونس، ومعمر القذافي في ليبيا. ورأت إن الاطاحة ببشار الأسد سيحدث مهما طالت فترة مقاومته، وأنه لابد أن يواجه نفس المصير الذي عاشه مبارك والقذافي، وبن علي، ليتحقق ما قاله الرئيس الأمريكي باراك أوباما في أغسطس 2011، عندما أكد على ضرورة خروج الأسد من سوريا. قامت المجلة بمقابلة مجموعة من الخبراء السياسيين والمحللين، كان من بينهم جوشوا لانديس وفريد هوف وهو المستشار السابق لأوباما، وأخذت رأيهم بشأن الأوضاع في سوريا، وعن إمكانية خروج الأسد منها. متى ستكون بداية نهاية بشار الأسد؟ يجد فريد هوف إن بداية نهاية بشار الأسد بدأت في مارس 2011، عندما رد على التظاهرات السلمية، بامر الشرطة باستعمال الوحشية، والأسلحة الثقيلة، مشيرا إلى أن الأسد بذلك استنفذ قوة جيوشه، وانهك معنوياتهم، بالإضافة إلى ذلك فإن النظام العلوي الخاص بالأسد، والذي يعد العمود الفقري لجيشه، استنفذ قواه النفسية وتعب من التضحية بأبناء عشيرته في القتال. وتابع قوله "أما بالنسبة لسقوط دمشق، أو اختفاء النظام فهذا الشيء غير واضح حتى الآن، فهناك شد وجذب، كما إن إيران تتدخل كثيرا، وتستطيع عكس الأوضاع، وتعويض خسارة الأسد بإمداده بمقاتلين أجانب" . أما جوشوا لانديس، فيرى إن الوضع الآن أكبر من أن ينتهي قريبا، إلا أن مستوى المتمردين في أدلب وجسر الشجور أصبح قوى وأكثر تنظيما عما كان من قبل، وهذا بعد تحييد الفرعين الرئيسين في جبهة النصرة، واضعاف الولاياتالمتحدةالأمريكية لداعش. هل من الممكن التوصل لحل سياسي؟ أشار لانديس إلى استحالة الوصول لحل سياسي، لأن المتمردين السوريين مصممين على استعادة السيطرة على سوريا بالكامل، كما أن بشار الأسد يحاول السيطرة أيضا على سوريا بالكامل، مع تأكيده خلال الأربعة أعوام الماضية إنه قادر على التوصل لوسيلة لحكم الأرض السورية بأكملها، ولكنه لم يشير أبدا إلى حل سياسي، لأنه لن يتخلَ أبدا عن النظام الذي أسسه والده منذ 45 عامًا. وما أهمية بشار الأسد والنظام العلوي لإيران؟ هل ستقوم بإنقاذه إذا حدث شيء ما؟ لفت لانديس للأهمية الكبيرة للنظام العلوي وبشار الأسد بالنسبة لإيران، فالحكومة بطهران تنفق الكثير من الأموال لدعم هذا النظام، إلا أنه مع ذلك وجد إن فكرة ارسال إيران لكتائب عسكرية للحرب في سوريا أمر صعب ومستبعد حدوثه. أما هوف، فقال إنه خلال العامين الماضيين أجري الكثير من الحوارات والمناقشات مع مستشارين وأصحاب نفوذ إيرانيين، والذين أكدوا له إن بقاء الأسد في الحكم أولوية من أولويات الأمن القومي الإيراني. ماذا يعني سقوط الأسد لداعش؟ أكد لانديس أن داعش ترغب في أن تكون أحد الحزبين الرئيسين في سوريا، لذلك ترغب في أن تكون نظام بشار الأسد الثاني في سوريا، كما إنها تخشي أن يتم استبدال الأسد بأحد الرؤساء الجدد الذين يجذبون السوريين كلهم معا، ويجمعهوهم، ليتفرغوا ويبدأوا في حربهم ضد الأسد. أين ستكون سوريا بعد عام من الآن؟ يعتقد لانديس أن الوضع في سوريا سيتغير في غضون عام، بشار الأسد سيظل حاكما لدمشق والمناطق الساحلية، إلا أن الحرب ستبدأ في حماة، موضحا أن كل النتائج تعتمد على ما يحدث في إيران والعراق، ودعم تركيا والمملكة العربية السعودية للمتمردين السوريين، كما يعتمد الأمر على حجم الدعم الذي تقدمه القوى السنية في العالم العربي للمتمردين في سوريا، من أجل هزيمة بشار الأسد، وإيران. أما فريد هوف، فيرى إنه في حالة اتباع أمريكا لنفس النهج الذي تتبعه الآن، سيستمر الوضع يتحول من سيء إلى أسوأ، ويزداد عدد الضحايا، وستقع سوريا ضحية بين تنظيم داعش والنظام السوري، مشيرا إلى أن إيران لن تضيع هذه الفرصة أبدا، وستحاول استغلال الأوضاع في إعادة السيطرة على شرق سوريا، حتى تصل للعراق. ويستطرد هوف "وفي حالة تغير أمريكا لسياستها تجاه سوريا، وإخذها قرار حماية المدنيين، وبناء جيش معتدل في سوريا لكي يعيد الأسقرار فيها، فإن ذلك سيزيل وجود داعش من أراضيها، ويجبر بشار الأسد على الجلوس على طاولة المفاوضات، وبذلك ستسطع شمس جديدة في سوريا وتبدأ مرحلة جديدة تماما، تستعيد فيها قوتها مرة أخرى.