رأى محللون أن الرئيس السوري بشار الأسد مازال واثقًا بأن بإمكانه النجاة من الدوامة التي تجتاح بلاده. وأضافوا أنه بالرغم من الأسد لن يفوز في صراعه إلا أنه لا يخسر أيضًا بالدرجة التي تجعله يشعر بالحاجة إلى التخلي عن جهوده لسحق التمرد بقوة والشروع في مفاوضات تنهي تمسكه بالسلطة و تعريض الموالين له لخطر الانتقام.
وأشار المحللون ، في صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية ، أنه إذا استمر المسار الحالي فإن زوال نظام أسرة الأسد الذي استمر لأربعة عقود سوف يزول لا محالة. ولكن ما زالت المخاوف تتزايد بشأن كم من الوقت سوف يستهلك هذا الأمر وكم سيكلف، مما دفع العديد من السوريين إلى التساؤل إذا ما كانت ثقة الأسد لا تستحق.
ورأت الصحيفة أن روسيا وإيران حلفاء الأسد لم يظهرا أن دعمهم اختلف، إلى جانب أن السوريين يقولون أن الأسد مازال واثقًا أن أمريكا وحلفائها لن يستخدموا التدخل عسكريًا لمساعدة الثوار.
وأوضح أحد السوريين أن الأسد يتفاخر كثيرًا بأن الدول الغربية لن تجرؤ على التدخل في سوريا كما فعلت في ليبيا، وقد ازدادت هذه الثقة عندما صاعد الجيش السوري من استخدام القوة لتشمل الهجوم الجوي والصواريخ البالستية بدون أي رد دولي هام.
ومن جانبه، قال جوشوا لانديس أستاذ التاريخ في جامعة أوكلاهوما ومتزوح من امرأة علوية أن العلويين يعتمدون على بقاء الأسد الذي ينحدر منهم، مضيفًا " إن الأسد ليس في وضع التفاوض لأنه يعلم أن أي عبث في نظامه يعني الانهيار، والعلويين يخشون الانتقام".
وأشارت الصحيفة إلى أن التقدم البطيء للثوار في الأسابيع الماضية يعطي مزيد من الثقة للأسد، وفي الوقت نفسه، تتدهور الأوضاع بشكل كبير في المناطق التي يسيطر عليها المتمردون.
وبدوره ، اكد مصعب الحموي ناشط معارض في حمص أن الأسد واثق لأنه يعلم أنهم يخسرون الأرض فيما يتعلق بالشعبية بين الناس، مشيرًا إلى أن الجيش السوري الحر " أثبت عدم قدرتهم على حماية المواطنين وتحرير البلاد بدون التسبب في القتل والدمار".