يبدو أن برقية مسربة تعود لعام 2012 صادرة عن وكالة الاستخبارات الاسرائيلية (الموساد) كانت تتبنى وجهة نظر أقل قلقا بشان البرنامج النووي الايراني من وجهة نظر رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو التي طرحها في الأممالمتحدة قبل ذلك بأسابيع. ففي خطابه في الأممالمتحدة، قال نتنياهو إن ايران تعمل بسرعة ويمكن أن تصبح جاهزة لبناء قنبلة نووية في غضون عام أو نحو ذلك. وأشار نتنياهو إلى أنه لا يستند إلى معلومات استخباراتية وإنما إلى معلومات الوكالة الدولية للطاقة الذرية وإن إيران ابتداء من صيف 2013 على أقصى تقدير لن تعود بحاجة إلا لعدة أشهر وربما عدة أسابيع للحصول على ما يكفي من اليورانيوم المخصب لصنع قنبلتها النووية الأولى. وأظهر نتنياهو حينها ورقة كبيرة مرسوم عليها قنبلة على وشك الانفجار موضحا أن طهران باتت قاب قوسين أو أدنى من بناء القنبلة النووية الأولى. وفي الوثيقة المسربة التي نشرت يوم الاثنين في صحيفة الجارديان وقناة الجزيرة، تقول الموساد إن إيران "لا تقوم بالنشاط الضروري لإنتاج أسلحة". ويبدو أن الوثيقة تأتي في إطار مبادلات بين أجهزة الاستخبارات الاسرائيلية والأمريكية والبريطانية وكذلك الجنوب افريقية في الفترة من 2006 إلى 2014. وقال مسؤول اسرائيلي، لم يكشف عن اسمه، لصحفية "الجارديان" انه "لا يوجد تناقض" بين التقييمين" لأن الجانبين كانا متفقين على أن إيران تخصب اليورانيوم لإنتاج قنبلة نووية. ويأتي التسريب المزعوم وسط ضجة بشأن زيارة نتنياهو المرتقبة إلى واشنطن. ومن المقرر أن يلقي نتنياهو خطابا امام الكونجرس الأمريكي بشأن إيران الشهر المقبل. وقبل نتنياهو دعوة الجمهوريين لإلقاء خطاب امام الكونجرس حول إيران في أوائل شهر مارس القادم، لكن ذلك أغضب إدارة أوباما لأنه تم ترتيبه دون التشاور مع البيت الأبيض، فيما يعد خرقا للبروتوكول الدبلوماسي. كما أثار الخطاب المزمع انتقادات في تل أبيب ايضا حيث إنه يأتي قبل أسبوعين فقط من الانتخابات العامة في اسرائيل. ورفض نتنياهو الانتقادات، قائلا ان من واجبه الحشد للضغط ضد الاتفاق النووي.