قلل الخطاب الذي ألقاه رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو أمام الجمعية العامة للامم المتحدة حول برنامج ايران النووي من التكهنات داخل اسرائيل بأنه قد يأمر بشن حرب عليها هذا العام. ووفقا لما ذكرته وكالة "رويترز" للانباء فقد قام معلقون بتحليل الخطاب الذي ألقاه نتنياهو امس الخميس ووضع خلاله "خطا أحمر" لبرنامج ايران النووي حين امسك برسم شبيه بالكاريكاتير لقنبلة ذات فتيل ورسم خطا احمر اسفل عبارة "المرحلة النهائية" من صنع قنبلة والتي يكون عندها قد اكتمل 90 في المئة من الخطوات المطلوبة لحيازة مواد كافية لصنع قنابل.
وقالوا ان الخط الاحمر الذي حدده لاي تحرك عسكري يقع اوائل عام 2013 او في منتصفها وذلك بعد وقت طويل من الانتخابات الامريكية التي تجري في نوفمبر تشرين الثاني القادم وبعد انتخابات اسرائيلية مبكرة متوقعة.
وكتب اوفير شيلا في صحيفة معاريف اليوم الجمعة "عام الحسم عام 2012 سيمر دون حسم."
ودون ان يقول هذا صراحة لمح نتنياهو الى ان اسرائيل ستهاجم المنشآت النووية لتخصيب اليورانيوم اذا سمح لها بانتاج مواد يمكن استخدامها في تصنيع أسلحة متخطية بذلك الخط الاحمر الذي وضعه.
وقالت معاريف وصحف سرائيلية كبرى منها يديعوت احرونوت ان ربيع 2013 يبدو الان هو التاريخ المستهدف لنتنياهو نظرا لانه توقع انه بحلول هذا الموعد ستكون ايران جمعت ما يكفي من اليورانيوم المخصب بنسبة 20 في المئة لصنع أول قنبلة اذا خصب لدرجة اعلى.
لكن تحدثت كل من صحيفة هاارتس الليبرالية وهايوم المؤيدة للحكومة في صدر صفحتها الاولى عن منتصف عام 2013 وهو أقصى تقييم لنتنياهو يكون فيه الايرانيون مستعدون لدخول المرحلة الاخيرة من تصنيع سلاح والتي قد لا تستغرق سوى "بضعة أشهر او ربما أسابيع."
وتنفي ايران سعيها لامتلاك سلاح نووي وقالت ان نتنياهو ردد في خطابه "مزاعم لا اساس لها وغير منطقية" وان الجمهورية الاسلامية "تحتفظ بحق الرد بكل قوة على اي هجوم."
ويعتقد على نطاق واسع ان اسرائيل هي الدولة الوحيدة في الشرق الاوسط التي تملك ترسانة نووية.
وأحجم دبلوماسيون اسرائيليون عن تحليل خطاب نتنياهو بالتفصيل واكتفوا بالقول ان الغرض منه هو ابراز الخطر الذي تشكله ايران.
وسأل راديو الجيش الاسرائيلي وزير الخارجية الاسرائيلي افيجدور ليبرمان عما اذا كان نتنياهو قد لمح الى انه سيضرب في الربيع اذا فشلت العقوبات الامريكية والاوروبية في الحد من البرنامج النووي الايراني قال "لا ..لا لن أذهب الى هذا الحد.
"رئيس الوزراء أوضح رسالة للمجتمع الدولي انهم اذا ارادوا منع الحرب القادمة فعليهم ان يمنعوا ايران من ان تصبح نووية."
ووتر الخطاب المتشدد لنتنياهو ضد ايران في الاسابيع والاشهر القليلة الماضية من العلاقات مع الرئيس الامريكي باراك اوباما الذي رفض نداءات طالبته بتحديد مهلة لطهران في الوقت الذي كان فيه يرد على اتهامات منافسه الجمهوري ميت رومني بأنه لين فيما يتعلق بامن اسرائيل.
وامتدح نتنياهو في خطابه أمام الاممالمتحدة امس تصميم أوباما على التمسك "بهدف مشترك" للبلدين في اشارة قوية على ان اسرائيل لن تتجاهل واشنطن وتشن هجوما منفردا على ايران.
وقال دان مارجاليت الناقد في صحيفة هايوم ان خطاب رئيس الوزراء الاسرائيلي كان بمثابة "اعتراف واضح تقريبا على انه (نتنياهو) يعلن هدنة في الجدل العلني بينه وبين الرئيس (الامريكي). على الاقل الى ما بعد الانتخابات الامريكية."
وحذر مسؤول اسرائيلي مطلع على استراتيجية اسرائيل بشأن ايران من تفسير المواعيد التي وردت في خطاب نتنياهو على انها مهل قائلا ان الاستعدادات اتخذت بالفعل لضربات عسكرية.
وقال المسؤول ل"رويترز" "حين يقول (نتنياهو) ان ايران ستمتلك قنبلة بحلول هذا الوقت او ذاك فهذا لا يعني بأي حال ان ينتظر خيار الحرب حتى ذلك الحين. هناك اعتبارات أخرى للتوقيت على صعيد العمليات والاستراتيجية." مواد متعلقة: 1. رئيس مجلس الامن الاسرائيلي يجتمع مع موظفين كبار في البيت الابيض بشأن ايران 2. قائد ايراني: طهران قد تشن هجوما وقائيا على اسرائيل 3. نتنياهو: الخطوط الحمراء هي الطريق الوحيد لمنع ايران من امتلاك النووي