وضع المدرب الروماني أولاريو كوزمين، مسئولي الإتحاد السعودي لكرة القدم برئاسة أحمد عيد، في ورطة كبيرة بعدما اعتذر بشكل مفاجئ عن تولي تدريب الأخضر في كأس أمم آسيا، علي خلفية رفض الاتحاد ولجنة المسابقات تأجيل مباريات بطولة كأس ولي العهد والتي ستقام الثلاثاء والأربعاء. ورغم المحاولات التي يجريها حالياً مسئولي الإتحاد السعودي لكرة القدم، مع الروماني كوزمين من أجل إقناعه بالعدول عن موقفه، خصوصاً في ظل ضيق الوقت حيث يستعد الأخضر للسفر إلي معسكر استراليا يوم 24 ديسمبر من أجل الاستعداد للبطولة الآسيوية.
ولكن ماذا في حالة إصرار كوزمين علي عدم تولي تدريب المنتخب السعودية، والعودة من جديد إلي نادي أهلي دبي الإماراتي الذي كان قد وافق علي إعارته للأخضر طيلة بطولة أمم آسيا؟، وما هي البدائل السريعة التي يتم إنقاذ الموقف بها قبيل إنطلاق المعسكر الإعدادي؟.
اللجوء للخطة البديلة «B»، هو الحل السريع أمام الاتحاد السعودي برئاسة أحمد عيد، وهو أما الاستعانة بمدرب وطني يقود الأخضر في بطولة كأس آسيا أو استعارة أي مدرب أجنبي من الذين يشرفون علي الفرق المحلية وعلي رأسهم فيكتور بيتوركا مدرب الاتحاد، أو لورينتو ريجيكامب مدرب الهلال، أو خورخي داسيلفا مدرب النصر، أو كريستيان جروس مدرب الأهلي، أو مانويل جوميز مدرب التعاون والذي حقق نتائج جيدة مع سكرى القصيم في الفترة الماضية وتردد اسم بين الجمهور السعودي من أجل تدريب الفريق.
وبالنظر إلي الأسماء المرشحة، تجد أن بيتوركا لازال جديداً علي الكرة السعودية حيث تولي المهمة في مطلع أكتوبر الماضي، كما أن نتائجه سيئة للغاية، مع فريق الاتحاد حيث لم ينجح في تحقيق أي فوز طوال 6 جوالات من الدوري السعودي، كما أن فترة التوقف هي الحل الأمثل لكي تساعده علي إعادة الفريق الاتحادي لصوابه وتصحيح المسار من أجل المنافسة بشكل جاد في الدور الثاني للدوري.
أما الروماني لورينتو ريجيكامب، فبات محل انتقادات جماهيرية في الفترة الماضية، وساءت نتائج الزعيم في الدوري خصوصاً بعد خسارة الفريق لبطولة دوري أبطال آسيا أمام ويسترن سيدني واندرز الإسترالي، حيث يحتل الفريق الأزرق المركز الرابع في جدول ترتيب الدوري برصيد 24 نقطة، ولم ينل ريجي استحسان الكثيرين في ظل سوء إدارته الفنية في بعض المباريات الكبرى حيث خسر أمام الشباب والنصر ولم ينجح في الفوز علي الأهلي أو الاتحاد بعد أن تعادل مع الفريقين دورياً.
المدرب البرتغالي مانويل جوميز الذي يتولي تدريب فريق التعاون، حقق نتائج جيدة منذ توليه تدريب سكري القصيم، إلا أن المدرب عبر في تصريحات سابقة عن رفضه تدريب الأخضر، مؤكداً أنه جاء للمملكة للعمل في فريق التعاون الذي تعاقد معه رسمياً، كما أن جوميز لازال حديث العهد علي الكرة السعودية، بعدما تم تعيينه خلفاً توفيق روابح، إلا أن نسبة نجاحه في المباريات العشر التي قادها مع الفريق التعاوني وصلت إلي 76.92%، وهو معدل مميز بالنسبة لمدرب جديد علي دوري عبداللطيف جميل.
مدرب النصر خورخي داسيلفا تولي الأمور عقب رحيل الإسباني راؤول كانيدا، ولكن تبدو فرصته صعبة في تولي الأمر، ويتشابه الأمر بشكل كبير مع مدرب الاتحاد بيتوركا الذي تولي المسئولية في فترة قليلة للغاية، ولكن المدرب قدم مباريات مميزة مع العالمي ونجح في الفوز في المباراتين الأخيرتين بدوري جميل علي فريقي الهلال والشباب.
قد يكون المدرب الأوفر حظاً في الفترة الحالية لقيادة الأخضر هو كريستيان جروس مدرب الأهلي، خصوصاً أنه المدرب الأكثر إرضاءاً لجماهير ناديه بفضل الإدارة الأهلاوية المستقرة والتي تدعمه بشدة، ونجح بشكل كبير في تطوير أداء الأهلي واحتل المركز الثاني خلف النصر في الدوري برصيد 29 نقطة، وبدون أي خسارة، بل أنه قاد الراقي للفوز علي المتصدر في الجوهرة، وتبدو فرص جروس هي الأقوي حال رغبة الاتحاد السعودي لكرة القدم في إستعارة مدرب أجنبي من الأندية المحلية.
الترشيحات علي مستوي المدربين الوطنيين دائماً تذهب إلي سامي الجابر مدرب الهلال السابق والمدير الرياضي لنادي العربي القطري، والذي يعتبره الكثيرين واحد من أفضل المدربينعلي المستوي الفني، وكذلك يشير الخبراء والمحلليين إلي أنه سيكون له مستقبل عظيم في مهنة التدريب، ولكن الخوف والقلق يسيطر علي مسئولين الكرة السعودي حال إخفاق أي مدرب وطني، وقتها سيكون الحساب عسير من جانب الأمير عبدالله بن مساعد الرئيس العام للشباب والرياضة.
اتحاد كرة القدم بات مطالباً بالإسراع في إنهاء الأمور الفنية مبكراً، فالتأخر في الحسم يعني أن الأخضر بات لقمة سائغة للأسود الآسيوية خلال بطولة الأمم في إستراليا، والتي اقترب موعدها بشدة، حيث بدأت المنتخبات الكبرى في الإعداد مبكراً للحدث القاري، بينما لازال الاتحاد السعودي تائهاً ويبحث عن مخرج لأزمة المدرب.