أزمة خليجية بلغت ذروتها، في الثالث من مايو الماضي، في أعقاب سحب 3 من أكبر دول الخليج العربي (المملكة العربية السعودية، ودولة الإمارات العربية المتحدة،، والمملكة البحرينية) لسفرائها من دولة قطر، لما وصفوه عدم التزام الأخيرة، بمبادئ مجلس دول التعاون الخليجي. وأسس مجلس التعاون الخليجي، في مايو من عام 1981، بعضوية 6 دول مطلة على الخليج العربي (الإمارات والبحرين والسعودية وسلطنة عمانوقطر والكويت)، بالإضافة إلى كل من العراق واليمن. وتتهم الدول الخليجية الثلاث، قطر بالتدخل في الشؤون الداخلية، وإيواء عناصر تهاجم الانظمة الحاكمة في السعودية وقطر كالشيخ يوسف القرضاوي، وقيادات الإخوان الفارين من القاهرة عقب فض اعتصام رابعة. وبدت انفراجة للأزمة تلوح في الأفق، عقب الإعلان عن زيارة وفد سعودي رفيع المستوى يضم وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل ورئيس الاستخبارات الأمير خالد بن بندر ووزير الداخلية الأمير محمد بن نايف في زيارة ''سريعة''، وصفتها وكالة الأنباء السعودية ب''الأخوية''. وتقول تقارير إعلامية إن هدف الزيارة هو محاولة رأب الصدع في العلاقات بين قطر ودول أخرى في مجلس التعاون الخليجي. وكان موقع (سي إن إن – النسخة العربية) قد نشر الشهر الفائت عن قيام وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي بالتوقيع على اتفاق ظلت بنوده طي الكتمان، يتناول الخلاف الذي نشب منذ أشهر بين قطر وكل من السعودية والإمارات والبحرين، ووصل إلى حد سحب الدول الثلاث لسفرائها من قطر، وحدد الوزراء مهلة لا تزيد عن أسبوع ل''الانتهاء من كافة المسائل'' المتعلقة به. ولم يتطرق البيان الصحفي للدورة الثانية والثلاثين بعد المائة للمجلس الوزاري لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، والمنعقد يوم السبت الموافق 30 أغسطس 2014 في جدة، والذي جاء في 20 نقطة للمسألة القطرية من قريب أو من بعيد. وفي خطوة تبدو إنها استجابة قطرية للمطالبات الخليجية، قالت مصادر مسؤولة من داخل جماعة الإخوان لوكالة الأناضول التركية، إن ''قطر طلبت من 7 من قيادات الجماعة والشخصيات المقربة منها مغادرة البلاد خلال أسبوع''. ولم تذكر وكالة الأنباء القطرية الرسمية أية بيانات بخصوص ترحيل قيادات الإخوان من الدوحة. وكشفت المصادر، التي طلبت عدم ذكر اسمها، عن أن الشخصيات التي طلبت منها قطر مغادرة البلاد تشمل: (محمود حسين، عمرو دراج، حمزة زوبع، وجدي غنيم، جمال عبد الستار، عصام تليمة، أشرف بدر الدين). وفي أول تعليق له، أعلن وجدي غنيم، الداعية الإسلامي المقرب من جماعة الإخوان المسلمين، مغادرته لدولة قطر. وقال غنيم في بيان رسمي نشرته صفحته الرسمية على فيسبوك، اليوم السبت، ''إنه سيغادر قطر، حتى لا يسبب ضيق أو مشاكل لقطر''. وأضاف :''جزاهم الله خيرا لما يقدموه للإسلام والمسلمين، وحتى لا أحرجهم قررت أن أنقل دعوتي خارج قطر، وأرض الله واسعة''. ولم يصدر أي تعليق رسمي حتى الآن عن جماعة الإخوان المسلمين، أو ذراعها السياسي حزب الحرية والعدالة بخوص القرار القطري الصادر بحق قيادات من الجماعة. بينما وصفت عائشة، ابنة نائب مرشد الإخوان خيرت الشاطر، القرار القطري، بأنه جاء بسبب بإعلاء قيادات الإخوان كلمة الله – بحسب قولها. وكتبت الشاطر، عبر حسابها على فيسبوك، السبت، ''من تعلق يوما بمكان او بأشخاص فليراجع موقفه.. يكفينا ان يشهد الله انهم.. طُردوا في سبيل إعلاء كلمته.. وحُربوا لسعيهم نصرة شريعته''.