من أجل طين الأرض يحيا ويموت، وبين زروعه الخضراء تنمو أحلامه، على كفيه تعلو خطوطها، وعلى جبينه يندى عرق شمسها، يتشبث بأرضه، لا يحلم سوى بخيرها الذي يخرج عن حدوده لأبناء المدينة، لتنهال على الفلاح الوعود في مواسم انتخابية أو من وعود رئاسية، لتبقى مشكلاتهم لا تلوح بالحل. تحل اليوم الذكرى 62 لعيد الفلاح المصري، والذي يواكب أول صدور لقانون الإصلاح الزراعي في عهد الرئيس الراحل ''جمال عبد الناصر'' في عام 1952، ليقوم على تحديد سقف الملكية الزراعية، في محاولة من ثورة يوليو لإعادة الحقوق الضائعة إلى ملح الأرض، الذي عاش أجيرًا يعاني السخرة، في هذا اليوم كانت العقود تُسلم مباشرًة من يد الزعيم إلى صغار الفلاحين، لتمر السنوات، ليورث الفلاح مشكلات وإهمال وديون لا تنقطع. ''ننتظر آمال كبيرة أن تتحقق للفلاح في عيده، وننتظر أن تهتم الجهات المعنية به''.. يقول ''أسامة الجحش'' نقيب الفلاحين أنه تم الانتهاء من الصيغة النهائية لقانون إنشاء نقابة رسمية للفلاحين من وزارة الزراعة، ليعرقلها عدم وجود برلمان يُصدق على إنشائها، ليشير النقيب إلى أن إلغاء نسبة الفلاحين من البرلمان أثرت على تواجد صوت لمشكلات الفلاح بداخله، ''نتمني وجود نسبة للفلاحين في البرلمان المقبل''. عدم وجود آلية من الحكومة من أجل توزيع المحاصيل إحدى المشكلات التي يذكرها ''الجحش'' التي تواجه الارض، ليذكر مثالًا على ذلك أن موسم جنى القطن اقترب ولم يُحدد سعره حتى الآن، أو آلية تنظم احتياجات السوق المحلي بين الحكومة والفلاحين، لتنظيم الدورة الزراعية ''للأسف الفلاح بيزرع عشوائي بسبب المشكلات، والدورة الزراعية للمحاصيل في الأغلب غير منتظمة''، بالإضافة إلى هامش الربح القليل الذي يحصل عليه الفلاح من المحاصيل. ''الزراعة هي المقوم الأساسي للاقتصاد المصري''.. إحدى المواد في دستور ،2014 بجانب وعود إن الفلاح ''هترجع مكانته من تاني وهيسترد كل حقوقه''، بجانب إلزام الدولة بسداد ديون الفلاحين، يذكر ''الجحش'' أن مواد الدستور أنصفت الفلاحين، لكن الفلاح ظل حبيس المواد، ولم تُفعل تلك المواد حتى الآن. كلمات أول رئيس للجمهورية ''محمد نجيب'' لاتزال تلوح في ذهن ''محمد برغش'' الملقب ب''زعيم الفلاحين'' ''طول ما الفلاح المصري بخير، تبقى مصر في خير''، ليضيف الرجل من كلماته أن الفلاح المصري كريم في أرضه، لكنه عزيز على أهله وحكامه، ليتابع ''برغش'' أن مشاكل الفلاح لا تنتهي، لكنها تنتظر من يطرف بابها بالحل، ولو في ذكرى عيده. بمرارة في الحلق، يلوم الرجل الستيني على رئيس الوزراء ''إبراهيم محلب'' توجهه بزيارات ميدانية لجميع الفئات تقريبًا ما عدا الفلاحين ''لو ''محلب'' عايزنا نرش كولونيا أو نلبس جلابية جديدة عشان يقابلنا هنعمل كدة''، يتمنى ''برغش'' أن ترمق الدولة اهتمامها لأحوال المزارعين والفلاحين. في عيد الفلاح، يرى ''برغش'' أن هناك أيادي خبيثة تعبث بمصالح الفلاحين، بعد أن لحقت بهم مشكلات جمة، آخرها ارتفاع فاتورة الكهرباء على المزارعين بنسبة تصل إلى 85% كما يذكر، ليتسأل ''انتوا عايزنا نزرع ولا نوقف زراعة؟''، ليضيف أن الفلاح المصري لا ينتظر معونات من أحد، كل ما يحتاجه ألا يُثقل كاهله بضرائب أو ديون، خاصًة بعد ارتفاع سعر تأجير الفدان من 1000 جنيه إلى 4 آلاف جنيه، لينتظر الفلاح عقب وصوله سن الستين معاش لا يتجاوز 200 جنيه. أفدنة كثيرة وفقًا ل''برغش'' تضررت هي ومزارعيها في الفترة الأخيرة نتيجة عدد من القوانين الضريبية، مثل قانون الربط الضريبي والذي يزيد الضرائب على الفلاح، بجانب ديون البنك الزراعي وبنك التنمية، لينتج أحكامًا بالحبس تجاه 22 ألف مزارع، كما يذكر ''برغش'' أن مصر تستورد أكثر من 55% من احتياجاتها الغذائية، بسبب المعاناة التي تطال الفلاح ''الجوع قادم والازمة ستزيد إن لم تُحل مشكلات الفلاح، للأسف لا كرامة للفلاح في وطنه''. فيديو دعائي يوضح حقوق الفلاح في الدستور: اضغط هنا