اعرب مجلس الكنائس في السودان عن قلقه العميق مما وصفه باعمال قتل واسعة طاولت المدنيين في منطقي ابيي وجنوب كردفان. وقال المجلس، في بيان له، إن عمليات اعدام من دون محاكمة وقعت أيضا. كما ادان حكومتي شمال السودان وجنوبه لما سماه لجوءهما الى استخدام العنف لحل خلافاتهما. كما وجه المجلس اللوم إلى الاممالمتحدة لما وصفه بفشلها في حماية الناس. وتقاتل قوات الخرطوم ميليشيات متحالفة مع الجيش الشعبي لتحرير السودان، وهو جيش جنوب السودان الذي يزمع ان يستقل في 9 تموز/يوليو. وشهدت مدينة اجوك في اقصى زاوية من منطقة أبيي ومناطق أخرى في جنوب كردفان، يوم الجمعة، عمليات قصف جوي في انحاء مختلفة منها، بينما تم فرض قيود شديدة تحول دون وصول فرق الاغاثة الدولية . وكانت قوات سودانية شمالية احتلت المدينة الرئيسة في ولاية أبيي في 21 أيار/مايو الماضي، وتوغلت في عمق الجنوب حتى نهر كير. ويشير زعماء دينيون، فضلا عن ناشطي حقوق الانسان، الى ان حكومة الخرطوم تنتهج سياسة تطهير عرقي باستهداف السكان الاصليين من ابناء النوبة، الذين قاتلوا الى جانب المتمردين الجنوبيين خلال الحرب الاهلية التي شهدها السودان بين عامي 1983 و2005. وترفض الخرطوم الاتهامات باتباعها سياسة تطهير عرقي، وتقول انها تقوم بنزع سلاح الميليشيات الشمالية المتحالفة مع الجيش الشعبي الجنوبي، التي يقدر عدد افرادها بنحو 40 الفا. وتضيف الخرطوم انها لن تقبل بوجود جيشين داخل حدودها بعد حصول جنوب السودان على الاعتراف الدولي الكامل في التاسع من تموز/يوليو المقبل. من ناحيته، قال المبعوث الأمريكى للسودان السفير برنستون ليمان إن وجود قوات الحركة الشعبية لتحرير السودان فى شمال السودان لا يعد حلا طويل المدى للأزمة هناك. ولكنه أشار فى الوقت نفسه الى أن الرئيس السودانى عمر البشير لا يملك الحق فى تجريد تلك القوات من سلاحها بالقوة. ويرى محللون ان صراعات ابيي وجنوب كردفان ليست مجرد استعراض للقوة بل يمكن ان تمتد لتشمل ولاية النيل الازرق، وهي الثالثة بين ثلاث مناطق منحت وضعا خاصا بمقتضى اتفاق السلام.
