دعا الرئيس الاميركي باراك اوباما الاربعاء الى "وقف فوري لاطلاق النار" في جنوب كردفان واصفا الوضع ب"المريع" في هذه المنطقة السودانية التي تشهد معارك بين القوات الجنوبية وجيش الخرطوم المتهم بالتطهير الاتني. وقال اوباما في بيان ان "الحكومة السودانية (الشمالية) والجيش الشعبي لتحرير السودان (الجنوبي) وقعا الاثنين اتفاقا في اديس ابابا باثيوبيا للحد من التوترات في ابيي". واضاف اوباما في البيان لتهنئتهما "اناشدهما البناء على قاعدة هذا التقدم بغية الاتفاق على وقف فوري لاطلاق النار في جنوب كردفان"، مؤكدا ان "الوضع في جنوب كردفان مريع مع معلومات مثيرة للقلق الشديد عن هجمات على اساس الانتماء الاتني". ووقعت حكومة الخرطوموجنوب السودان الاثنين اتفاقا لجعل منطقة ابيي المتنازع عليها والواقعة بين جنوب وشمال السودان، منزوعة السلاح. وينص هذا الاتفاق الذي ياتي قبل اسابيع من الاعلان رسميا عن استقلال جنوب السودان في التاسع من تموز/يوليو على انسحاب القوات السودانية من ابيي وجعلها منزوعة السلاح على ان ينتشر فيها العناصر الاثيوبيون في قوة الاممالمتحدة كما اعلن وسيط الاتحاد الافريقي في السودان ثابو مبيكي في الاممالمتحدة. لكن المعارك بين القوات المسلحة السودانية (الشمالية) بدعم ميليشيات وبين مقاتلين مرتبطين بالجيش الشعبي لتحرير السودان مستمرة منذ الخامس من حزيران/يونيو في جنوب كردفان الولاية النفطية الوحيدة التي تنتمي الى الشمال. ويتهم قادة دينييون وناشطون الخرطوم بالقيام بتطهير اتني في جنوب كردفان يستهدف قبائل النوبة التي قاتلت الى جانب الجنوبيين خلال الحرب الاهلية. ولفت الرئيس الاميركي الذي شاركت ادارته في الجهود بهدف الحد من العنف في السودان، الى انه "مع وقف لاطلاق النار في جنوب كردفان مرفق بالاتفاق لنشر جنود لحفظ السلام في ابيي يمكننا اعادة وضع عملية السلام على سكتها". واضاف محذرا "لكن بدون هذه التدابير لن يكون ممكنا تطبيق خارطة الطريق لاقامة افضل العلاقات (بين الولاياتالمتحدة) والحكومة السودانية، ما من شأنه ان يزيد من عزلة السودان وسط المجتمع الدولي". والمح بذلك الى امكانية شطب السودان من اللائحة الاميركية للدول المساندة للارهاب.