هز أكثر من سبعين انفجارا عنيفا شمالي العاصمة اليمنية صنعاء بشكل متتال منذ منتصف الليل، بينما أكد شهود عيان ومصادر عسكرية أن القوات الحكومية تقصف بالمدفعية الثقيلة منزل الشيخ صادق الأحمر المساند للاحتجاجات. وتعد هذه الانفجارات الأعنف من نوعها منذ بداية المواجهات بين القوات الموالية للرئيس صالح وأنصار الشيخ صادق الأحمر اذ يسمع دويها حتى جنوب صنعاء وعلى مسافة أكثر من 35 كيلومترا. وكانت القوات الخاصة التابعة للحرس الجمهوري تدخلت ظهر الأربعاء واقتحمت وزارة الادارة المحلية وتمكنت من اخلائها من مسلحين مناصرين للشيخ الأحمر فيما لحق دمار كبير بالمباني الحكومية الواقعة في منطقة المواجهات جراء القصف العشوائي من الطرفين. وكانت مصادر رسمية وطبية يمنية قد افادت بمقتل 39 شخصا على الاقل في الاشتباكات العنيفة التي دارت في العاصمة اليمنية صنعاء ليلة الثلاثاء/الاربعاء. وتصاعد القتال بين القوات الحكومية المسنودة بمسلحين قبليين وأنصار الشيخ صادق الأحمر بعد انهيار الهدنة المعقودة بين الجانبين والتي لم تعمر طويلا. وذكر مراسل بي بي سي في صنعاء ان ثلاثة أنفجارات كبيرة هزت حي الحصبة شمالي العاصمة اليمنية صباح الاربعاء. وأكد شهود عيان لبي بي سي أن محطة للوقود تقع على بعد أمتار من معسكر الفرقة المدرعة الأولى احترقت بالكامل بعد سقوط قذيفة عليها في وقت مبكر من فجر اليوم. كما قالوا إنهم شاهدوا قرابة 40 عربة مصفحة توجهت من معسكر الحرس الجمهوري الى محيط الاشتباكات شمال العاصمة صنعاء ما يشير الى احتمال تصاعد حدة القتال خلال الساعات القادمة. ويفيد مراسلنا بان معلومات متضاربة تأتي من طرفي الصراع، ففي الوقت الذي تحدثت فيه مصادر حكومية عن تدخل قوات من الحرس الخاص لإخلاء مؤسسات حكومية من المسلحين المناصرين للشيخ الأحمر، تحدثت مصادر مقربة منه عن تراجع القوات الحكومية الى أحياء بعيدة عن منزله. أكد رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في اليمن جان نيكولا في بيان للبعثة أن مئات اليمنيين من المدنيين وجدوا أنفسهم عالقين وسط تبادل إطلاق النار في حي الحصبة بالعاصمة صنعاء، بينما جرح أو قتل عشرات الأشخاص من كل الأطراف وأن الأوضاع في تعز وأبين تزداد سوءاً مع اشتداد حدة المواجهات. وأضاف نيكولا يواجه السكان في العاصمة وفي المدن الرئيسية الأخرى تحديات جديدة وعصيبة. فالناس يشعرون بالخوف وهم لا يعلمون ما يمكن أن تؤول إليه الأوضاع. ويقوم عدد كبير من العائلات بتخزين الطعام والماء خوفاً من حصول المزيد من العنف في الأيام المقبلة. ويمكن سماع أصوات الطلقات النارية ودوي الانفجارات على فترات طويلة وحتى خلال الليل. ويصعب الوصول الى حصيلة دقيقة لضحايا القتال فحصيلة الضحايا مرشحة للازدياد بسبب تجدد المعارك، اذ قالت مصادر طبية لبي بي سي إن عشرات الاشخاص من المدنيين وأنصار الأحمر والقوات الحكومية والمسلحين القبليين الموالين للنظام سقطوا ما بين قتيل وجريح، وان عربات الاسعاف لا تتمكن من انقاذ المصابين إلا في الأماكن الآمنة فقط. وكان مراسل بي بي سي في صنعاء عبد الله غراب نقل عن مصادر خاصة مقربة من المعارضة تأكيدها لمقتل 10 وإصابة 31 شخصا من أنصار الشيخ الأحمر في اشتباكات الثلاثاء. وبهذا يرتفع عدد القتلى من مؤيدي الشيخ الأحمر منذ بدء المواجهات إلى 85 قتيلا ومئات الجرح. فيما لم تقدم السلطات احصائية واضحة لعدد القتلى من الجنود، لكن ما أعلن عنه حتى الآن يفيد بمقتل 18 في مواجهات الايام الماضية. بيد ان مراسلنا نقل عن مصادر يمنية قولها ان تسعة جنود قد قتلوا في اشتباكات الثلاثاء ويضيف ان شهود العيان وسكان الأحياء الواقعة في مناطق الاشتباكات أكدوا أن عددا كبير من المدنيين سقطوا قتلى في تلك المواجهات. ويقول مراسلنا ان مظاهرات حاشدة خرجت في الحديدة نددت بقتل المتظاهرين في تعز وهددت بالزحف الى صنعاء. كما شهدت عدة مدن يمنية مظاهرات اخرى نددت بما وصفه المتظاهرون خطط النظام لجر البلاد الى حرب أهلية وتزامن ذلك مع مع ما تقول المعارضة انه عصيان مدني امتد بنسب متفاوته في عدن وإب وتعز والحديدة والضالع وشبوه ومدن يمنية أخرى، الامر الذي تنفيه السلطات اليمنية مشيرة الى ان الحركة طبيعية في مختلف المدن. ويضيف مراسلنا ان هدوءا نسبيا يسود مدينة تعز جنوبي صنعاء بعد يوم دام سقط فيه 12 قتيلا وعشرات الجرحى في هجوم للقوات الحكومية على المتظاهرين. وقال شهود عيان لبي بي سي إن قوات حكومية داهمت اليوم منزل النائب البرلماني المعارض سلطان السامعي واعتقلت اثنين من أقاربه وصادرت محتويات المنزل على خلفية دعوته لمشائخ تعز بحمل السلاح للدفاع عن المتظاهرين.