الزمن يعيد نفسه ولم يعد المرشد "خط أحمر" كما كان يردد شباب الجماعة، أثناء حكم الرئيس الأسبق حسني مبارك، حين كان يقبض على القيادات الإخوانية ويودعون في السجون بتهمة الانضمام لجماعة محظورة، بينما تظل أعين مباحث امن الدولة بعيدة عن المرشد، حفاظا على المواءمات السياسية تارة، والخشية من غضب شباب الإخوان المتحفز تارة آخري. وأصدرت محكمة جنايات المنيا بجلستها المنعقدة صباح اليوم الاثنين، قراراً باستطلاع رأي فضيلة المفتي في إعدام 683 بينهم المرشد الثامن لجماعة لإخوان المسلمين محمد بديع، والذي يعتبر المرشد الثالث الذي يواجه حكما بالإعدام بعد حسن الهضيبي، ومحمد مهدي عاكف، والذي خفف حكم الإعدام ضدهما لأسباب سياسية. حسن الهضيبي ترقى المستشار حسن الهضيبي في السلك القضائي، وعين بمحكمة النقض قبل ان يترك العمل القضائي، ويتولي منصب المرشد العام للإخوان المسلمين، عام 1951 وألقي القبض عليه للمرة الأولى في يناير1953 وخرج بعد شهور. أُلقي القبض على الهضيبي مجدداً وصدر عليه الحكم بالإعدام، ثم خفف إلى المؤبد اواخر عام 1954 نقل بعد عام من السجن إلى الإقامة الجبرية، لإصابته بالذبحة ولكبر سنه. رفعت عنه الإقامة الجبرية عام 1961 ، وأعيد اعتقاله يوم 23 أغسطس 1965 في الإسكندرية، وحوكم بإحياء التنظيم، وصدر عليه الحكم بالسجن ثلاث سنوات، على الرغم من أنه جاوز السبعين، وأخرج لمدة خمسة عشر يومًا إلى المستشفى، ثم إلى داره، ثم أعيد لإتمام مدة سجنه. مددت مدة السجن - بعد انتهاء المدة ، حيث تم الإفراج عنه مهدي عاكف محمد مهدي عاكف، المرشد السابع لجماعة الإخوان المسلمين، قُبض عليه في أول أغسطس 1954، وحُوكم بتهمة تهريب اللواء عبد المنعم عبد الرؤوف- أحد قيادات الجيش وأحد قادة الإخوان - والذي أشرف على طرد الملك "فاروق"- وحُكم عليه بالإعدام، ليعتبر المرشد الثاني للجماعة الذي ينجو من الموت شنقاً بعدما ثم خُفف الحكم إلى الأشغال الشاقة المؤبدة. خرج من السجن سنة 1974م في عهد الرئيس المصري الراحل أنور السادات ليزاول عمله كمدير عام للشباب محمد بديع وهو ثامن مرشدي الإخوان، والذي يواجه خطر الإعدام بعد حكم جنايات المنيا بإحالة اوراقه إلى فضيلة المفتي، بتهم التحريض على القتل وإحراق واضرام النيران، ليظل المرشد افي انتظار الأقدار ليلحق بمصير سابقيه لتخفيف الحكم. وكتب أسامة، نجل الرئيس السابق محمد مرسي على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي ''فيسبوك" أنه حضر الجلسة واستمع إلى بديع لدى سماعه حكم الإعدام: " لو أعدموني ألف مرة والله لا أنكص عن الحق، إننا لم نكن نهذي حين قلنا أن الموت في سبيل الله أسمى أمانينا.. اللهم فاقبل.. اللهم فاقبل''.