الحكم بإحالة أوراق محمد بديع، المرشد العام لتنظيم الإخوان، إلى مفتى الجمهورية، الصادر أمس، لم يكن الأول فى تاريخ «جماعة حسن البنا»، التى تأسست عام 1928، بل سبقه مرشدان بارتداء «البدلة الحمراء» بعد الحكم عليهما بالإعدام. المرشد الأول الذى حُكم عليه بالإعدام كان المستشار حسن الهضيبى، الذى تولى قيادة التنظيم عقب مقتل الشيخ المؤسس، فى 17 أكتوبر 1951، ومع تصاعد الأزمة بين «الإخوان» والرئيس الراحل جمال عبدالناصر، أحيل «الهضيبى» للمحاكمة، وصدر ضده حكم بالإعدام، وخُفف بعد ذلك للأشغال الشاقة المؤبدة، حتى خرج من السجن بعد قضاء 20 عاماً. محمد مهدى عاكف، المرشد الثانى للإخوان الذى حكم عليه بالإعدام، لكن قبل أن يتولى منصب الإرشاد. قامت السلطات بالقبض عليه فى أغسطس 1954، لاتهامه بتهريب اللواء عبدالمنعم عبدالرؤوف، عضو تنظيم الإخوان، وأحد قيادات الجيش حينذاك، الذى كان مسئولاً عن طرد الملك فاروق، عقب ثورة 52. أدين «عاكف» وصدر بحقه حكم بالإعدام، جرى أيضاً تخفيفه إلى الأشغال الشاقة المؤبدة، وخرج من السجن سنة 1974 فى عهد الرئيس المصرى الراحل أنور السادات، بعد المصالحة التى أجراها مع التيارات الإسلامية. وعاود «عاكف» مزاولة نشاطه بالتنظيم. وبعد الواقعتين السابقتين، جاء محمد بديع، ليصبح ثالث مرشد للإخوان يرتدى «البدلة الحمراء»، بعد الحكم الصادر أمس بإحالة أوراقه للمفتى. ويخلف مهدى عاكف كمرشد عام للجماعة فى يناير 2010. وصلت معه الجماعة إلى سدة الحكم لأول مرة، قبل أن تسقط فى 30 يونيو، ويسقط معها «الرئيس المعزول» ومشروع التسعين عاماً.