نشرت صحيفة ''كريستيان ساينس مونيتور'' الأمريكية تقريرا صحفيا على موقعها الالكتروني، الأحد، ذكرت فيه، أنه من المقرر أن تختتم العام الحالي المحكمة الجنائية الدولية أعمالها بشأن جرائم الابادة الجماعية التي وقعت في رواندا خلال الحرب الاهلية التي اندلعت في أبريل عام 1994 بين قبيلتي ''التوتسي''، و''الهوتو''. ونوهت الصحيفة في تقريرها بأن هناك 61 قضية تم الانتهاء منها أو يجري العمل بها وتم إدانة 29 شخصا ممن قادوا مجازر الابادة، مشيرة الي أنه عقب انتهاء الحرب الأهلية في رواندا تم نقل مهندسي الإبادة الجماعية، بما في ذلك الساسة ورجال الشرطة والكهنة، إلى المحكمة التي أسست لهذا الغرض في أروشا في شمال تنزانيا وأطلق عليها المحكمة الجنائية الدولية لرواندا. وأشارت الي أنه في السادس من أبريل من عام 1994 أصاب صاروخان الطائرة الرئاسية الرواندية أثناء اقترابها من مطار كيجالي الرواندي، ما أدى إلى سقوطها على الأرض ومقتل جميع ركابها، من بينهم زعيم رواندا جوفينال هابياريمانا، والرئيس البوروندي سيبريان نتارياميرا. وأضاف التقرير، أنه في غضون ساعات عقب حادث هذه الطائرة الرواندية، انتشرت المجازر في رواندا بأكملها، وبدأت عمليات القتل وهو ما تسبب في القضاء على خُمس سكان البلاد، لقى معظمهم مصرعهم قتلا بالمناجل والمطارق والسيوف ، منتهية بعد 100 يوم فقط. وتابعت الصحيفة، أن المجازر لم تبدو كما أشارت التقارير الإخبارية في ذلك الوقت، من تدفق الكراهية القبلية من قبل قبيلة ''الهوتو'' ذات الأغلبية في البلاد، ضد الأقلية من قبيلة ''التوتسي'' بسبب وفاة الرئيس الذي ينتمي للأولى. وأشارت إلى أنه يُعتقد أن أسرع إبادة جماعية في العالم تم التخطيط لها قبل ذلك بمدة طويلة، حيث تم وضع قوائم لقبيلة ''التوتسي'' وتوزيعها، وتم نقل وتخزين شحنات تحتوي على المناجل، ومضت المحطات الإذاعية في بث أوامر للتحريض على القتل. وقالت الصحيفة، أن الهدف الذي وضع من قبل المتطرفين من نخبة ''الهوتو'' الذين رفضوا المشاركة في السلطة، كان القضاء على ''التوتسي'' في رواندا إلى الأبد، ونجحوا تقريبا بقتل أكثر من 800 ألف شخص، من بينهم ما يقدر بنحو 70% من ''التوتسي'' الذين يعيشون في رواندا في ذلك الوقت. ونوهت ''كريستيان ساينس مونيتور''، إلى أنه تم وقتها تحذير كل من قيادات قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة وموظفي الصليب الأحمر والدبلوماسيين المتمركزين في البلاد مرارا وتكرارا قبل ذلك بأسابيع من أن شيئا مروعا على وشك الحدوث. وقالت، أن العالم تجاهل ذلك، وفي الوقت الذي اشتدت فيه عمليات القتل، فشل جنود الأممالمتحدة في التدخل منذ البداية، وفروا عندما تعرضوا للهجوم تاركين رواندا لمصيرها المحتوم. وأوضحت، أن المعارك انتشرت على طول الطريق من العاصمة كيجالي والمدن التي تتبعها ، وتم مطاردة الرجال بالمناجل من رواندا لإخراجهم منها حتى حلول منتصف يوليو من عام 1994 والذي شهد نهاية المذابح. ونوهت الصحيفة، بأن جيش المتمردين الآن أصبح حزبا سياسيا، الذي حكم رواندا منذ عام 1994، وكاجامي أصبح ''الرئيس كاجامي''، وفي منتصف فترة ولايته الثانية بعد انتخابات ديموقراطية.