''أيوه قتلتها, ولو عاد بي الزمن مرة أخرى هاقتلها, علشان هي كانت بتخوني مع طوب الأرض, مش كفاية كنت سايبها تعيش مع زوجها وأولادها كمان بتخوني مع جارها''.. بهذه الكلمات بدأ محمود المتهم بقتل ابنة عمه بدار السلام حديثه معنا, والدموع تسيل من عينيه وهو يتذكر تفاصيل ارتكابه الجريمة. يصمت قليلًا متلقطًا أنفاسه، ويضيف: اسمى محمود أبلغ من العمر 33 سنة، أعمل نقاش بمنطقة دار السلام، بدأت قصتي منذ عشرين عامًا عندما حضرت من أقصى الصعيد للإقامة في القاهرة بحثًا عن فرصة عمل, استقبلتني ابنة عمي عبير هي وزوجها واستأجرت غرفة بجوارهما بدار السلام, ومنذ ذلك اليوم انقلبت حياتي رأسًا على عقب. يشرد كأنه يعود بالذاكرة لبداية الأحداث ثم يُكمل: توطدت علاقتي بها وسرعان ما نشأت بيننا علاقة عاطفية, إلّا أنني حاولت بكل ما أستطيع أن أنهي هذه العلاقة حفاظًا على مستقبها وأولادها, ولكن إبليس نجح في السيطرة علينا وزين لنا الطريق الحرام. يتابع قائلًا: بمرور الأيام بدأت عبير تشكو لي من أن زوجها لا يجيد التعامل العاطفي, وأنه يعاملها مثل قطع الآثاث الموجودة في المنزل, ولا يعطي لها أي اهتمام, فهي كانت امرأة ممشوقة القوام, عندما تشاهدها ترى في عينيها نظرات الحرمان العاطفي, وخلال أيام معدودة أمطرتها بوابل من الكلام المعسول, وسرعان ما خارت قواها واستسلمت للرغبة الدنيئة وسلمت جسدها لي وأصبحت عشيقتي التي أحبها بجنون وأغار عليها حتى من زوجها. يستطرد محمود حديثه معنا: كنا نمارس الرذيلة لساعات على فراش الزوجية أثناء غياب زوجها عن المنزل, وبالرغم من كل ذلك لم يشك أبدًا فيها, فقد كانت تملك قدرًا كبيرًا من الذكاء والخبث مثل الأفعى. تنفر عروقه تظهر عليه علامات الغضب، وهو يسرد ليلة ارتكاب الجريمة: وفي يوم ما كنت أجلس على مقهى بمنطقة دار السلام، وفجأة وجدت شباب المنطقة ينظرون لي نظرات سخرية, لم أهتم بذلك ولكنني سمعت أحدهم يهمس في أذنى وأخبرني بأن ابنة عمي، لها فيديو إباحي على الإنترنت مع جارها. يتنهد المتهم ثم يواصل حديثه: لم أصدق كلام الناس واتصلت على الفور بعبير وطلبت منها أن تقابلني في حجرتي, وبمجرد أن دخلت واجهتها بكلام الناس,حتى انهارت واعترفت لي بأنها كانت تمارس الرذيلة مع أحد جيرانها، وقفت لحظتها في حالة ذهول لم أصدق, وبكل برود قمت بخنقها حتى لفظت أنفاسها الأخيرة وهربت من الشقة, وعندما اكتشفت المباحث الجثة ذهبت لزوجها وقدمت له واجب العزاء, وأخبرته بأنني سأبحث معه عن المجرم حتى أخذ حق ابنة عمي. بداية الجريمة كانت بتلقي المقدم سامح القللي رئيس مباحث دار السلام إشارة من شرطة النجدة تفيد بالعثور على جثة سيدة بشارع جمعة عطية بالجزيرة الوسطى. وبالانتقال والمعاينة وجدت جثة لسيدة مجهولة في العقد الرابع من العمر ترتدي عباءة سوداء اللون ويوجد إيشارب أسود اللون حول رقبتها وتبين وجود أثار كدمة بالرأس. على الفور بدأ ضباط المباحث فحص حالات الغياب حتى تمكنوا من تحديد شخصية المجني عليها وتبين أنها تدعى ''عبير'' ربة منزل، وسبق أن تقدم زوجها عبد الراضى كهربائي يفيد بتغيب زوجتها, وبإخطار اللواء محمد قاسم مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة, أمر بسرعة تشكيل فريق بحث ضم اللواء محمد توفيق مدير المباحث الجنائية والعميد هشام عامر مفتش المباحث لكشف غموض الحادث. دلّت تحريات الرائد هاني حداد معاون المباحث, على وجود علاقة عاطفية بين المجني عليها ونجل عمها ''محمود.ن''، وأنه وراء ارتكاب الواقعة, وبعد استصدار إذن من النيابة العامة, وعقب تقنين الإجراءات تم استهدافه بمأمورية أسفرت عن ضبطه.