''يا ترى عارفة ايه هو العنف؟''.. سؤال طرحه المجلس القومي للمرأة علي ملصقات بمترو الأنفاق وشوارع بعض محافظات الجمهورية، ليس الهدف منه معرفة العنف من السيدات، ولكنها حملة أطلقها المركز من أجل حث النساء اللاتي يتعرضن للتحرش، الختان، الضرب أو الزواج المبكر، للإبلاغ عن ذلك. ''متخافيش'' كلمة تضعها الحملة ببنط أكبر علي البوستر، بجانب شعار وزارة الداخلية، من أجل أن تبلغ السيدة التي تتعرض للعنف المذكور أنواعه في البوستر، فيذكر أيضًا تعريف للعنف ''أنك تتعرضي للضرب أو الإهانة وتحصلك أضرار نفسية وجسدية، أنك تتهاني وتسمعي ألفاظ خادشة للحياء''. ''سامح رشاد'' المسئول عن استقبال المكالمات في الحملة من المركز القومي للمرأة، يقول إن الحملة بدأت منذ شهرين، موضحا أن الإقبال عليها لم يكن كبيرًا كما كان متوقعًا، مشيراً إلي أن هناك تنسيق بين المركز ووزارة الداخلية بشأن المكالمات، ويقول ''المشكلات الجنائية تخصص وزارة الداخلية، أما المركز القومي للمرأة يهتم بالمشكلات القانونية أو النزاعات من المكالمات''. وعلى الرغم من اقتصار الحملة علي العنف، يشير ''سامح'' إلى أن أغلب الاتصالات التليفونية تأتي من سيدات لديهن معاناة اقتصادية، أو مشكلات في المعاش أو النفقة، أو المطلقات اللاتي لا يستطعن الإنفاق على أنفسهن، ليسألن عن حلول لها، ويضيف إنه ليس بالضرورة أن كل من تتصل تكون تعرضت للعنف، فيما جاءت مشكلة ضرب الزوجات في مرتبة لاحقة. ''آلاء سعد'' واحدة ممن طالعن البوستر داخل عربات مترو الأنفاق، لكنها رأت أن التحرش لا يُحل بتلك الطريقة. لا تُنكر إنها خطوة إيجابية لحل مشكلة العنف بشكل عام، لكن الأمر يحتاج إلى تغيير المنظومة الكاملة للمجتمع للتعامل مع ظاهرة التحرش الجنسي على وجه خاص. تنتظر ''آلاء'' -التي تقدمت سابقًا بمحضرين للشرطة ضد متحرشين- أن تتجرأ الفتيات لمعرفة حقهن في القانون، فعلى الرغم من تعرضها للتحرش اللفظي، وتعنت أفراد الشرطة معها، حسب وصفها، إلا أنها ترى في تنمية وعي السيدات اللاتي تعرضن للتحرش هو السبيل للدفاع عن أنفسهن وحقهن في الإصرار عليه. وعلي خلفية معاملة الفتاة مع رجال الشرطة، تعتقد ''آلاء'' أن مثل تلك الحملات ''سد ذريعة'' أو ''غسيل سمعة'' للداخلية، تقول إنها حين تقدمت ببلاغ ضد متحرش في قسم الدقي للمرة الأولي، اعتقد مأمور القسم أنها ''معقدة'' من الرجال، وفي المرة الثانية في محضر في قسم الساحل، طلب منها الضابط أن تمكث في الحبس مع المتحرش لعرضهما علي النيابة معًا، الأمر الذي تعجبت منه الفتاة، ورفضته. وأبدت ''آلاء'' أمنيتها أن تٌفعل تلك الحملات بشكل أوسع لرفض التحرش بشكل خاص، أو العنف ضد المرأة بشكل عام، كما تمنت ''آلاء'' أن يوضع مثل تلك الملصقات في عربات الرجال، وليس فقط في عربات النساء، فيما أثنت على ذكر الحملة أن الفقر من ضمن العنف ضد النساء، وأن توفير الحياة الكريمة شئ يدخل تحت مظلة العنف ضد المرأة