الدراسات العلمية والتجارب المعملية غالباً ما تفتح أفاقاً جديدة، ولكنها تأتي في الغالب، متسقة ومتناغمة مع العلوم الكلاسيكية، إلا أن النادر يحدث في العلم باستمرار، فيمكن للعالم أن يُغير مفهوم ما في وقت ما كنتيجة لكشف ما أو دراسة غلب عليها الطابع الثوري، حدث ذلك بالأمس القريب داخل أروقة جامعة ''تكساس'' الأمريكية، والتي كشفت عن تركيب جديد لملح الطعام قد يقلب موازين ونظريات الكيمياء رأساً على عقب. ففي ورقة بحثية بعنوان ''كلوريد الصوديوم: تركيبات غير متوقعة'' قال البروفسير ''أرتن أوجنوف'' أستاذ علوم الأرض بجامعة ستوني بروك الأمريكية إنه اكتشف مجموعة من المركبات للملح الصخري ''كلوريد الصوديوم'' مستقرة تماماً رغم تعرضها لضغوط منخفضة وتكوينها العجيب، وهو الأمر الذي يعارض قوانين الكيمياء الكلاسيكية.
حسب الكيمياء الكلاسيكية، والتي يتم تدريسها في جميع المناهج الدراسية، فإن الملح يتكون أساساً من عنصري الكلور والصوديوم، عن طريق أتحاد أيوني بين الأثنين، يفقد خلالها عنصر الصوديوم إلكتروناً ليكتسبه عنصر الكلور، ووفقاً للكيمياء، فإن التكوين البلوري لجزيئات الملح يكون بمعدل واحد إلى واحد وهذا يعنى ذرة كلور واحدة لكل ذرة صوديوم.
''وجدنا مركبات مجنونة تنتهك قواعد الكتب المدرسية'' يقول ''تشانغ'' مشيراً إلى وجود مركبات تتكون من ثلاث ذرات صوديوم وذرة كلور واحدة، وأخرى تتكون من ثلاث ذرات كلور وذرة صوديوم واحدة، وثالثة تتكون من ذرتين للصوديوم وذرة للكلور، ورابعة تتكون من ثلاث ذرات صوديوم وذرة للكلور.
الاكتشاف الجديد يفتح احتمالات جديدة فى علم الكيمياء، منها امكانية تحضير أملاح صخرية تتكون من ذرات ''لم يسبق لها التناغم مع بعضها البعض'' على حد تعبير الدكتور ألكسندر جونتشاروف أستاذ الكيمياء بمؤسسة كارنيغى بالولايات المتحدةالأمريكية والذى يؤكد أن ''صناعة المركبات التي نظن إنها مستحيلة أصبحت في متناول يد البشرية''.
ككل باحث، بدأ ''أرتن أوجنوف'' دراساته بالفضول والعند، وانتهي إلى اكتشاف تؤكد الكيمياء استحالة وجوده ''تمكنت من صناعة المستحيل، الآن استطيع أن أقول إن نظريات الكيمياء التي درسنها على مدي عقود طويلة خاطئة تماماً، استطعت تكوين مواد مستقرة على المستوى الجزيئي دون أن تكون مستقرة ذرياً، المستحيل لا يعني شيئاً على الأطلاق، هذا اكتشاف عظيم'' يقول ''أوجنوف'' معلقاً على المواد الجديدة.
