إصابات في الرأس والرقبة والبطن، طلقات خرطوش ورصاص حي، لا أحد يعلم من أين جاءت إلا أنهم لا يرون سوى ''الجيش'' أمامهم وقت الغدر بهم على حد قولهم؛ فهو الذي أعطاهم وعدًا بتأمين اعتصامهم وحماية على أرواحهم ونسائهم وأطفالهم القادمين معهم لميدان ''رابعة العدوية''، وفي نفس الوقت هو من شاهدوا جنوده يصوبون أسلحتهم ناحيتهم ويتهمونهم بأنهم بدأوا العدوان والهجوم على الجيش، على حد روايتهم. ''أنا مات في إيدي تلاتة''.. قالها ''محمد سعيد''، طالب الطب، الشاب القادم للعمل بالمستشفى الميداني الرئيسي بمسجد ''رابعة العدوية ''الإصابات معظمها كان بالخرطوش، منهم راجل ضهره كله كان مليان خرطوش، وإصابة تانية لشاب خرطوش في البطن أدى للوفاة بسبب النزيف، بالإضافة لإصابات الاختناق بالغاز، ومنهم كانت إصابة طفل عمره 10 شهور ومعرفناش نسعفه، وإن 3 إصابات توفت بسبب الإصابة برصاص حي''، على حد قول طبيب المستشفى الميداني. أما زميله بالمستشفى الميداني ''رائد محمد'' فقال: ''مستشفيات الدمرداش والقصر العيني رفضت استقبال الحالات، ورغم إننا طلاب في القصر العيني وفضلنا نترجاهم ندخل الناس لأن حالتهم حرجة إلا أنهم رفضوا، ورجعنا بيهم تاني على مستشفى التأمين الصحي هنا في شارع الطيران''. أما رفيقهم الثالث الطبيب الشاب ''محمد رامز'' فقال: ''عربيات الإسعاف معرفتش تدخل هنا للميدان بسبب قفل الجيش للطرق بالمدرعات والحواجز عشان الاعتصام ميزيدش، وكنا بنشيل الحالات بإيدينا وننقلهم لأقرب مكان ممكن عربيات الإسعاف تدخله، وللأسف سبب إن حالات كتير توفت كان بسبب عدم إسعافهم بسرعة، والأمر زاد سوء إن بعض المسعفين ودكاترة المستشفى الميداني اتقبض عليهم من الجيش واعتقلونا مع باقي المعتقلين ورحلونا، ومعرفناش نسعف الناس''، على حد قوله. ''تسنيم عماد''، الطبيبة الصغيرة، التي لا تغادر المستشفى الميداني، قالت إن إصابات السيدات أغلبها كان اختناق بسبب قنابل الغاز '' وجع قلبي أما أشوف قنابل الغاز مكتوب عليها USA والرصاص مكتوب عليه (ج.م.ع)''، وإن حالات كثيرة أصيبت بكسور وكدمات نتيجة التدافع والفرار بالجري من موقع الاشتباكات. أما ''مصعب ابراهيم''، الطبيب الشاب القادم من جامعة قناة السويس، فقال: ''قوة المستشفى الميداني هنا حوالي 45 طبيب وطبيبة، بجانب المسعفين و الصيدلانية، ولا تعتمد بالمقام الأول على طلاب الطب؛ فيوجد بيننا أساتذة طب وأخصائيين جاءوا للاعتصام أو لمجرد العمل في المستشفى الميداني، والذي ينقسم إلى 4 مستشفيات؛ 2 عند ميدان رابعة وواحدة عند النصب التذكاري وواحدة عند ''خضر التوني''. أما المعتصمون بالميدان، فقاموا بتجميع بقايا ومقتنيات ''قتلى الأحداث'' ووضعوها بجانب علم مصر وكتبوا عليها ''أحذية فوق الرؤوس''، موضحين أنها أحذية سقطت من مرتديها أثناء مواجهتهم مع قوات الأمن أثناء أحداث ''الحرس الجمهوري'' مطلع الأسبوع الماضي.