توالت الاستقالات على إدارة فضائية ''الجزيرة'' من أغلبية المراسلين الحاملين للجنسية المصرية الواحدة تلو الأخرى وقد تشابهت في مضمونها الذي تبلور في عدم مصداقيتها في نقل الحدث المصري خاصة في وقت الفتنة والاختلاف بين التيارات السياسية المختلفة والذي يحتم على الإعلام أن يقوم بواجبه ودوره في نقل الحدث دون تغليب مصلحة طائفة سياسية على أخرى أو إشعال الوقود في النار المتأججة خاصة مع سقوط دماء أمام دار الحرس الجمهوري وإبراز آراء فصيل سياسي بعينه دون أن تحقق لجنة محايدة في الحدث وتخرج بنتائج حسب ما نص عليه القانون المصري. الاستقالة الأولى كانت للمراسل وسام فاضل، أحد مراسلي فضائية ''الجزيرة'' والتي كشف عنها على حسابه الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك فقال، '' استقلت من الجزيرة النهاردة، كذب علني ... ومشاهد قديمة للتحرير وهو فاضي و كاتبين عليها قبل قليل، بيعيدوا المشهد لساعات، ولما سألت أحمد أبو المحاسن إية السبب، قالي خليك في شغلك .. مع العلم ان كاميرات الجزيرة في التحرير مباشر دلوقتي .. للآسف كنت أعمل في مكان أعتقد أن له مصداقية و لكن مصداقيته مبنية على موقف سياسي حقير''. وأتبع ذلك بتعليق آخر توضيحي يقول فيه '' أساتذة كتير عاملين بالقناة اتصلوا بيا للاستفسار .. أنا اتحدث عن الساعات الأولى من ظهر اليوم التي كان فيها ميدان التحرير ممتلئ و القناة تبث لقطات صباحية للميدان برغم وجود كاميرا الجزيرة مباشر بالميدان..اتحدث عن رفض إذاعة أى من اللقاءات التي كنا نجريها بالتحرير مع تحملنا السباب الشديد الذي كنا نتعرض له بسبب اننا كنا نحمل ميكروفون الجزيرة...اتحدث عن مهزلة يوم الجمعة التي حُلت بواسطة الشرفاء العاملين بالقناة و التي لن اتحدث عنها على الملئ...اتحدث عن الموقف الذي اتخذته القناة قبل ان تنقل بث التلفزيون المصري وذلك بعد ضغوط العديد ممن تبقى لديهم شرف إعلامي.. مع احترامي لعمرو الوكيل وأستاذة ريم الخياط، الإستقالة نهائية و أصبح الموضوع صفحة من الماضي، و لكن وجب توضيح عن ماذا كنت أتحدث.''. الاستقالة الثانية كانت على الهواء مباشرة للإعلامي حجاج سلامة، مراسل فضائية ''الجزيرة مباشر مصر''، أثناء مداخلة هاتفية لبرنامج ''مصر تسترد القصر'' المذاع صباح الاثنين، المذاع على فضائية ''دريم2''، وذلك لعدم حياديتها ومحاولة إشعال الفتن داخل مصر حيث كانت تعطي تعليمات لنشر أخبار معينة وترفض نقل الحقيقة بالكامل واستمرار توجهها للتركيز على المساوئ والعيوب في القضية التي يتم تغطيتها. وأضاف سلامة ''استقالتي ليست لادعاء الوطنية أو الظهور الإعلامي، لكن استقالتي مهنية بحتة فمنذ عام 2003 كنت أعمل مع الكثير من الشرفاء الوطنيين الذين يعملون بالجزيرة ويدافعون عن الوطنية ويتمسكون بالمهنية، لكن في الفترة الأخيرة من الواضح وجود عدم الحيادية وإصرار على إثارة الفتن في مصر، واستمريت بالعمل معهم في مداخلات من أجل نقل الصورة الحقيقية حتى لا يأتي من بعدي آخر وينشر ما يريد لكن توصيف اليوم من أحداث الحرس الجمهوري وبالأمس، وقد ترجيتهم أن يقولوا عن عشرات الآلاف الذين خرجوا معارضين للرئيس المعزول محمد مرسي بالأقصر لكنهم رفضوا فعلمت أن لهم اتجاه معين ما يعني أن الجزيرة موجهة، وأن الإخوان هم الفصيل المحبوب لديهم لذلك اشتريت وطنيتي وتوقفت التعامل مع الجزيرة الإخبارية، والجزيرة مباشر مصر وكل قناة تتعامل مع الجزيرة''. ولم تمر 24 ساعة على استقالة الاثنين حتى استقال ثالث وهو حسين عبدالغفار، مراسل قناة الجزيرة الفضائية، الذي أعلن استقالته من القناة إعلاء لمصلحة مصر العليا، ولخشيته من قول كلمة يمكن أن تتسبب في إحداث فتنة في مصر في المرحلة الحرجة التي تمر بها مصر الآن - حسب قوله، وقال عبد الغفار، في مداخلة هاتفية ببرنامج ''من جديد'' المذاع على قناة ''أون تي في ''، الأثنين، ''نريد بناء مصر الجديدة والحرة التي تعبر عن شعب مصر الأصيل الذي ضحى بعمره وكان عبر التاريخ مقبرة للغزاة، نريد عودة الريادة لمصر وأن تقول مصر كلمتها أمام العالم، واستقالتي جاءت بسبب حالة الاستقطاب في الشارع وشعوري في الفترة الأخيرة بأن الجزيرة أصبحت منبوذة سواء من المؤيدين أو المعارضين للإخوان''. كما استقالت الإعلامية حنان كمال، المعدة بفضائية ''الجزيرة مباشر'' ونشرت على حسابها الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي ''فيسبوك''، '' استقالتي مع مجموعة من الزملاء من قناة الجزيرة مباشر مصر ، اختلافي مع السياسة التحريرية للقناة لا يعني تخوين الزملاء المستمرون بالعمل بها''. واستقال كارم محمود، مذيع قناة الجزيرة مباشر مصر، وذكر أسباب ذلك لفضائية ''أون تي في'' قائلاً: ''إن الجزيرة لم تكن حيادية أو موضوعية لسبب أو لآخر وربما كانت معذورة لبعض الإخفاقات في الأسابيع الماضية، لكن بعد أحداث 30 يونيو لاحظت أن هناك شيء يمس هذه المهنية ولا استطيع أن أقبله على تاريخي المهني لذلك فضلت الابتعاد ومع ذلك أوجه لهم كل الشكر حينما عرضوا علي وظيفة كمذيع في الجزيرة مباشر مصر، وأريد أن أؤكد أنه لا توجد تعليمات للمذيعين أو المعدين لكن كانت هناك بعض الأخطاء في التغطية الخاصة بمصر لا يمكن التغافل عنها وكان ينبغي أن ابتعد عن تلك المساجلات السياسية التي هي بعيدة عن الإعلام''. وغير ذلك استقال 3 آخرون من الجزيرة مباشر مصر ليصبح المجموع 7 وهو رقم قياسي في عدد استقالات مفاجئة من فضائية، وعانت فضائية ''الجزيرة'' من الموقف الذي حدث مع مراسليها أثناء تغطية المؤتمر الصحفي للمتحدث العسكري المصري حيث طالب عزت شعبان، مدير وكالة أنباء الشرق الأوسط المتواجدين بالمؤتمر الصحفي، الذي عقدته القوات المسلحة ووزارة الداخلية، بمقر الهيئة العامة للاستعلامات، بطرد مراسلي قناة الجزيرة من القاعة قبل بدء المؤتمر، حيث قال ''قبل أن نبدأ المؤتمر نطلب عدم وجود ممثل قناة الجزيرة احتراماً لجهود الجيش المصري''. ووقعت حالة من الفوضى والهرج والمرج بالقاعة وهتف الإعلاميون ''برَّه برَّه''، وسط مطالبات من اللواء هاني عبد اللطيف المتحدث باسم الداخلية والعقيد أحمد علي بالهدوء، قائلا''إحنا في مصر يا جماعة بلد الحريات والديموقراطية''.