في عقار كائن بمنطقة وسط البلد، وفي شقة متواضعة تابعة لمركز ''مصر الفاطمية'' للدراسات، متواجدة بالطابق الخامس من المبنى الذي به مصعد لا يعمل منذ شهور، وبالتالي تضطر للصعود على قدميك، لتجد، بعد عناء، تلك الحملة التي أصبحت في أيام معدودة حديث وسائل الإعلام في مصر وخارجها. شاهد الفيديو مقر حملة تمرد أنها حملة ''تمرد'' لسحب الثقة من الرئيس محمد مرسي، وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، من أجل تحقيق أهداف الثورة بعد فشل الرئيس الحالي في تحقيقها''، حسب مؤسسيها، تمرد تستمد دعمها من الجمعية العمومية للشعب المصري'' هكذا تجد في اللافتة المعلقة على الحائط بمجرد أن يفتح لك أحد أعضاء الحملة الباب. شهر يفصلنا على مرور عام على تولي الرئيس الحالي زمام الأمور في البلاد، كأول رئيس مدني منتخب، ولكن بعد سقوط العديد من الضحايا في أحداث الاتحادية والتظاهرات، التي أعقبت صدور الإعلان الدستوري في أواخر العام الماضي، ظهرت في الشارع المصري وسائل جديدة للتعبير عن الرأي ومواجهة السلطة منها مجموعات ''بلاك بلوك'' والتي وصفها البعض، خاصة من التيار الإسلامي، بأنها ''مجموعات إرهابية'' وفي تطور لحملات مواجهة السلطة الحاكمة ظهرت ''تمرد'' لجمع توقيعات من الشعب المصري لسحب الثقة من الرئيس ب''منتهى السلمية'' كما يقول السيد غريب عضو اللجنة المركزية للحملة. الحملة التي وجدت صدى لها في الشارع المصري، بعد انهيار حاد في الاقتصاد وعدم تحسن في أحوال البلاد على الرغم من مرور عام على الانتخابات، تبارى على التوقيع على استمارتها ملايين المواطنين بمراكزهم الاجتماعية المختلفة؛ الفلاح والعامل والبائع والدكتور الجامعي والطلبة وغيرهم. الكل يستشعر أن ثمة تغيير سيحدث بهذه الحملة وأن ثمة بذرة لثورة جديدة وحراك في الشارع سيستمر طويلا. مؤيدو الرئيس بدورهم انتابهم القلق واخذوا في الحشد لحملة ''تجرد'' في محاولة منهم لمواجهة ''تمرد'' والتأكيد على أن الرئيس الحالي مازال يتمتع بثقة الشعب. ''مصراوي'' قرر دخول كواليس عمل الحملة، وحل ضيفا عليها في مقرها المتواضع، في محاولة لرسم صورة للقارئ عن عمل أصحاب أكبر حملة لسحب الثقة من رئيس مصري. السيد غريب، عضو اللجنة المركزية لحملة تمرد ومنسقها العام بمحافظة الغربية، يقول إنهم يحاولون جمع أكبر عدد ممكن من الاستمارات وذلك قبل يوم 30 يونيو القادم، ذكرى مرور عام على تولي الرئيس مرسي السلطة، حيث سيتم تسليم الاستمارات إلى رئيس المحكمة الدستورية العليا لسحب الثقة من الرئيس والتظاهر في ميادين مصر وأمام قصر الاتحادية للمطالبة بانتخابات رئاسية مبكرة غريب كشف أنهم يصلهم تهديدات على هواتفهم المحمولة وأن هواتفهم مراقبة من قبل جهاز الأمن الوطني، مضيفا في هذا السياق:'' أرقام غريبة بتتصل بينا وتقفل، في جهات بتكون عايزة تحدد مكانا'' وتابع:'' أنا بيوصلني تهديدات وإهانات من أرقام غريبة ومعظمهما أرقام من خارج مصر، وفي ناس مجهولة بتيجي تسأل علينا هنا في الشارع اللي احنا فيه''. غريب أشار إلى أن مركز ''مصر الفاطمية للدراسات'' الذي هو المقر الرئيسي للحملة لا يتم تجميع الاستمارات فيه، فقط يتم استلام الاستمارات من المنسقين والمتطوعين ويتم فرزها، على أن تنقل في نهاية اليوم إلى مكان سري، حتى يتم تسليمها قبل يوم 30 يونيو إلى رئيس المحكمة الدستورية العليا. ولفت غريب إلى أن عدد الاستمارات التي تم جمعها لم يصل بعد إلى 10 مليون، رافضا الإفصاح عن الرقم الحقيقي:'' سنفصح عنه في مؤتمر صحفي قريبا، ولكننا جمعنا ملايين الاستمارات''. وعن قانونية عملهم قال:'' المادة الثالثة من الدستور المصري تشير إلى أن الشعب هو مصدر السلطات، والشعب قرر أن يقول للرئيس أنت فاقد للشرعية، الورقة ليست قانونية مئة بالمئة احنا بنعتمد على الشغل الثوري، والهدف أننا نوصل لعدد أكبر من عدد الناخبين الذين انتخبوا محمد مرسي.. اللي بنعمله زي استفتاء على شرعية رئيس هو اساسا فاقد للشرعية بعد قتله للشهداء''. وعن صاحب فكرة ''تمرد'' قال غريب:'' الفكرة كانت بدائية وسيلة من وسائل الضغط على الرئيس الحالي، وكنا خائفين من رد فعل الشارع، لكننا بعد ذلك وجدنا تجاوبا من الشارع وأصبح لنا منسقين في معظم مراكز الجمهورية ومنسقين في كل المحافظات تقريبا وبعد مقرات الأحزاب فتحت لنا أبوابها''. وأكد غريب على أنهم حملة مستقلة لا تتبع أي تيار سياسي، وأن بعضا من أعضاء حزب الدستور والتيار الشعبي قاموا بوضع ''اللوجو'' الخاص بهم على استمارة الحملة فتم رفض ذلك، مضيفا :'' استمارة تمرد ليست لها علاقة بأي حزب أو تيار سياسي، نحن مستقلين ونستمد دعمنا من الشعب المصري'' محمد حسن عبد الهادي، منسق الحملة بمحافظة حلوان، والذي كان متواجدا بمقر تمرد الرئيسي لتسليم استمارات وقعها مواطنون، قال أن هناك أعضاء من حزب الحرية والعدالة قاموا بالاعتداء عليهم أثناء قيامهم بجمع التوقيعات مضيفا:'' اعتدوا علينا بأسلحة بيضاء وقمنا بتحرير محضر ضدهم'' متوقعا زيادة التعرض لأعضاء الحملة الفترة القادمة بعد النجاحات التي حصدوها.