تسود حالة من الهدوء النسبي مدينة الخصوص بعد أن نجحت أجهزة الأمن بالقليوبية والتشكيلات العسكرية لوزارة الداخلية في السيطرة على الاشتباكات والمواجهات التي شهدتها المدينة مساء أمس بين عدد من مثيري الشغب ورجال الشرطة بالأسلحة النارية والقنابل المسيلة للدموع وسط حالة من الكر والفر بين الطرفين ما أدى إلي إصابة 15 شخصا. وقال مصدر أمني بمديرية أمن القليوبية أن الوضع الأمنى بالخصوص مستقر بعد السيطرة على الأحداث، مشيرا إلي أن الأجهزة الأمنية وقوات الأمن المركزي كثفت تواجدها حول محيط كنسية ماري جرجس والمبنى الخدمي التابع لها لمواجهة أية تطورات. و ضبطت أجهزة الأمن أحد الأشخاص بمحيط الكنيسة يحمل جوال وصندوق مملوئين بزجاجات المولوتوف خلال قيام القيادات الأمنية بتفريق المتجمهرين أمام الكنيسة، وتم التحفظ على المضبوطات، ليفاجأ الجميع بعودة هذا الشخص ومعه مجموعة من المجهولين وقاموا باطلاق الخرطوش من مناطق متفرقه على قوات الأمن التى بادلتهم باطلاق القنابل المسيلة للدموع، مما اشعل الاحداث من جديد وتحول الامر لمعركه جديده بين كافة الاطراف اصيب على اثرها الضابط أحمد طارق بطلق خرطوش وإصابة 5 مجندين بينهم 4 تلقوا رصاصات خرطوش وتم نقلهم للمستشفى لتلقى العلاج. على صعيد آخر تسببت الاحداث الاخيرة فى زيادة حالة الركود التجارى بالمنطقة المحيطة بالكنيسة وتم غلق جميع المحال التجارية ونقل بضائعها إلى خارج المنطقة بعد احتراق مقهى ومقله خلال أحداث أمس تبين أنهما مصدر رزق ل 5 أسر، فيما منع أولياء الأمور أبناءهم من الذهاب إلى المعهد الأزهرى لليوم الثانى وكذا الذهاب إلى مجمع المدارس القريب من موقع الأحداث. فيما طالبت رابطة محامى الخصوص بندب قاضى تحقيق لإجراء التحقيقات بمعرفة النيابة الكلية فى أحداث كنيسة مارى جرجس بالخصوص جراء الاشتباكات التى وقعت بين المسلمين والمسحيين وفى ذات السياق فيما واصلت نيابة الخصوص برئاسة أحمد عيسى مدير النيابة تحقيقاتها فى الأحداث وبدأت فى سؤال 30 متهما تم القبض عليهم فى الأحداث الأخيرة لمعرفة علاقتهم بالحادث، فيما تسلمت النيابة تقرير الطب الشرعى المبدئى لتشريح جثث ضحايا الأقباط الأربعه والذى أكد أن مقتل الأقباط الأربعة كان سببه رصاص حي من مقذوفات ''دخول وخروج'' في الجثمان عدا شخص واحد استقرت إحدى الطلقات في جسده، وتم التحفظ عليها لمعرفة نوعها. وأكد التقرير الذى تسلمته نيابة الخصوص أن الطلقات النارية ترجح أن تكون من سلاح آلي أو قنص لأن الرصاص الذى قتل به الأقباط جاء فى بعض الأجساد من أعلى إلى أسفل أو اخترق الجزء العلوى للجسم أى إصابة الرأس أو القلب أو الوجه مثل مرزوق عطية الذى أصيب بطلق نارى بالوجه واخترق الظهر ومرقص كمال بطلق نارى بالقلب، وفيكتور سعد منقريوس الذى أصيب بطلق نارى بالرأس بفتحتى دخول وخروج، وعصام رزيق زخارى، بطلق نارى بالوجه داخل وخارج وآخر بالكتف اليسرى وآخر بالكتف الأيمن واستخرج الأطباء المقذوف الوحيد من جسد مرقص كمال كاملاً لمعرفة نوعه ونوع السلاح الذى أطلق منه ووضعه فى تقرير نهائى. وأعلنت مديرية الصحة بالقليوبية حالة الطوارىء القصوى بمستشفى الخصوص والمستشفيات المجاورة لها وتم دعم منطقة الأحداث ب11 سيارة اسعاف، ودعمها بعدد كبير من الأطباء المتخصصين فى الجراحة والحروق، و بارصدة اضافية من اكياس الدم تحسبا للطوارىء واشار الدكتور زكريا عبد ربه وكيل وزارة الصحة بالقليوبية إلى أن عدد ضحايا الإشتباكات ارتفع ل'' 16 '' من بينهم جثة لمواطن قبطى يدعى، داوود مكرم كامل، 33 سنة، وتم احتجازها بمستشفى الخانكة لحين عرضها على الطب الشرعى. وتسلمت النيابة أيضا تحريات المباحث حول الواقعة والتى أكدت أن سبب الواقعة قيام شابين مسلمين برسم علامة النازية على سور معهد دينى فنهرهما أحد الشباب وتدخل على إثرها صاحب منزل مسيحى والذى أطلق أحد أقاربه عدة رصاصات فى الهواء لتصيب إحداها شاب مسلم فلقى مصرعه فى الحال لتشتعل الأحداث بين المسلمين والمسحيين بمدينة الخصوص وأوضح القمص سريان يونان راعي كنيسة مارجرجس بالخصوص أن غياب الوعي قد يسبب ضياع الجميع، مشيرا إلي أنه تمت مخاطبة المسيحين بالخصوص بالالتزام بما أسفرت الجلسة العرفية التي عقدت مؤخرا عنه، وأن أحداث الخصوص ليست طائفية وإنما جنائية عبارة عن مشاجرة عادية بين شخصين من الطرفين. وطالب القمص من الجميع ضبط النفس وتطبيق أحكام القانون وإعطاء الفرصة لأجهزة الأمن لملاحقة العناصر الإجرامية والخارجية التي تثير الفتن بين أبناء المدينة وتحاول إشعال الأحداث من جديد. وكانت الاشتباكات قد تجددت مساء أمس عقب عودة الأقباط من دفن جثامين الضحايا وقوات الأمن بسبب تجمع عدد من مثيري الشغب أمام كنيسة ماري جرجس حيث رفضوا الامتثال لأوامر رجال الشرطة والابتعاد عن محيط الكنيسة ثم بادروا بإطلاق الخرطوش والاحتكاك بالقوات وأسفرت المواجهات عن وقوع عدد من الإصابات من بينهم ضابطين و5 مجندين شرطة وتم نقلهم لتلقي العلاج.