لم تعد مدينة الإنتاج الإعلامي في الآونة الأخيرة قبلة العاملين فيها فقط، لكنها انضمت أيضاً لقائمة عريضة من الأماكن فى مصر لتكون قبلة للاحتجاج والتظاهر من بعض المواطنين، للاعتراض على الرسالة الإعلامية المقدمة عبر الفضائيات، أو للتعبير عن الغضب من أصحاب الشاشات الفضائية، لكن الأمر انقلب إلى ''وقف حال'' و''توتر'' و''قلق'' بين عدد من العاملين في مدينة الإنتاج في هذا اليوم المشهود. ''مصطفى حمزة''.. أحد الشباب العاملين ضمن فريق الإعداد بقناة ''سى بى سى'' الفضائية، لم يمر يومه بالأمس بسلام؛ فمنذ، فجر الأحد الماضي، وتابع ''مصطفى'' عدد الدعوات والفاعليات الموجودة عبر وسائل التواصل الاجتماعي للاحتشاد أمام المدينة، يقول :''تابعت عبر صفحات سلفية وإخوانية دعوات التظاهر والاحتشاد، وكان التركيز على إنهم جايين يحرقوا ''مدينة الفجر والفسوق'' زى ما بيقولوا''. ويتابع ''مصطفى'': '' قرأت عبر عدد من دعوات التظاهر بالأمس إن هناك نية للتراجع عن تلك الدعوات، مثلما فعل ''حازم أبو إسماعيل'' في دعوة التظاهر أمام قسم الدقي الذى تراجع عنها فيما بعد، فاطمأنيت إلى ذلك، لكن التظاهرات تجمعت أمام المدينة فى اليوم التالي''. دعوات الحصار التي بدأت منذ الأمس، تسببت فى القلق ل''مصطفى'' وزملائه، قضى على إثرها يوماً عصيباً داخل عمله بالمدينة؛ فهو بطبيعة عمله اليومي فى المدينة يدخل من بوابة ''4''، لكنه اليوم اضطر إلى الدخول من بوابة ''2 ''، وسط حشود أمن مركزي ومدرعات أمنية لم ير مثيل لها من قبل على أرض ''الفضائيات''. ويروى الشاب العشريني ما حدث معه طوال اليوم العصيب ويقول: '' منذ الرابعة ظهراً، تم إغلاق البوابة ''2''، ثم بدأت البوابات في الانغلاق تباعاً، الأمر الذى تطور لإغلاق كافة البوابات قرب الثامنة مساءً''، ظل ''مصطفى'' فى عمله حتى جاءت أوامر من رؤسائه بأن ''يقفلوا ويمشوا لأن الجو مش أمان''. لم تفلح طلبات ''الديليفرى'' فى الدخول إلى المدينة، دعوات قلق وتوتر عاشها ''مصطفى'' وزملائه في القناة وزملائه أيضاً فى القنوات الأخرى، وكأن المدينة فجأة أصبحت تحت حصار ''القلق'' و''الإشاعات'' و''العنف''. ''أنا لاجئ سياسي في روتانا''.. كلمات كتبها ''مصطفى'' عبر حسابه الشخصي على موقع ''فيس بوك''، عبر بها عن خوفه بعد أن لجأ إلى زملائه بالقناة، خاصةً وأن التهديدات كانت واضحة للقناة التى يعمل بها، دقات الساعة مرت ببطء على ''مصطفى'' بحثاً عن ''باب الخروج'' من مدينة الإنتاج الإعلامي. المدينة المحاطة بعربات الأمن المركزي وقوات الشرطة كانت لا تسمح بالدخول أو الخروج منها؛ خوفاً من المندسين أو خوفاً من أن يُؤذى العاملين من المتظاهرين بالخارج، يقول ''مصطفى'':'' للأسف حتى مع تواجد قوات الأمن المركزي، لا نستطيع أمن غدر المتظاهرين، لإننا لا نملك سلاح نحمى به أنفسنا''. وعايش ''مصطفى'' حصار مدينة الإنتاج الإعلامي في نسخته الأولى من أنصار الشيخ حازم أبو إسماعيل ، ويقول ''مصطفى'' أن الأمر مختلف تلك المرة ، وأعداد قوات الامن التي تحيط بالمدينة أكبر بكثير ، ويقول :''يمكن لأن التهديدات أكبر المرة دى''. ويقول ''مصطفى'' :''المذيعين الكبار داخل القنوات الفضائية فى الغالب ممكن تدخل فى عربيات ''البوكس'' بعد أن تترك عرباتها خارج المدينة ، وده بيستنفذ المتظاهرين أنهم يشوفوا المذيعين على الشاشة ، لإنهم عايزين يعرفوا دخلوا إزاى؟''. ويرى ''مصطفى'' أن دعوات التظاهر أمام مدينة الإنتاج الإعلامي تأتى من ''جهلاء السلفيين'' ، ويتابع :''يعنى هما بيحصروا مدينة الإنتاج ليه؟ عشان مصورناش أحداث المقطم.. كل الكاميرات اللى كانت بتدخل كانت بتتكسر ..طب ليه ما يحصروش الأحزاب الليبرالية و المناهضة ليهم بدل القنوات؟! ''.